قطار الانتخابات البرلمانية في مصر يستعد للانطلاق بعد توقف دام لأكثر من عام

اللجنة العليا تتسلم اليوم طلبات متابعتها.. ومصادر ترجح صدور القوانين المنظمة لها خلال أيام

قطار الانتخابات البرلمانية في مصر يستعد للانطلاق بعد توقف دام لأكثر من عام
TT

قطار الانتخابات البرلمانية في مصر يستعد للانطلاق بعد توقف دام لأكثر من عام

قطار الانتخابات البرلمانية في مصر يستعد للانطلاق بعد توقف دام لأكثر من عام

يأمل مسؤولون مصريون أن يصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الحالي، حزمة تشريعات وقرارات للبدء في إجراءات الانتخابات البرلمانية التي تأخرت عن موعدها المقرر دستوريا بما يزيد عن العام. وبينما رجح المسؤولون أن تصدر القوانين خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدين أنها على مكتب الرئيس بالفعل، بدأت الحكومة واللجنة العليا للانتخابات في الاستعداد لثالث استحقاقات خارطة المستقبل التي وضعت عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي قبل عامين.
وصدر الأسبوع الماضي قانون يحرر المحكمة الدستورية العليا من «قيد» الإسراع في الفصل في الطعن على دستورية مواد في قوانين الانتخابات، مما اعتبر على نطاق واسع بمثابة تحصين للمجلس المقبل من الحل، كما يحول دون إرجاء إجراء الانتخابات إذا ما طعن على القوانين المنظمة لها.
وكانت المحكمة الدستورية العليا أصدرت في مارس (آذار) الماضي حكمين بعدم دستورية مواد في قانوني تقسيم الدوائر الانتخابية، ومباشرة الحقوق السياسية، مما استدعى إرجاء الانتخابات التي كان يفترض أن تبدأ أولى جولاتها في أبريل (نيسان) الماضي.
وقال مراقبون إن الحكومة تبدي جدية هذه المرة في إجراءات الاستعداد للانتخابات، مشيرين إلى قرار اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية فتح باب التقدم لطلبات متابعة الانتخابات والتغطية الإعلامية لمنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، اعتبارا من اليوم (السبت).
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات فتح باب التقدم لمتابعة الانتخابات أول من أمس. وقال المستشار عمر مروان، المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا، إنه عقب إعلان اللجنة العليا عن المنظمات ووسائل الإعلام التي تم قبولها، يتم تسجيل المقبولين أنفسهم خلال الأيام الأربعة اللاحقة على الإعلان، على أن يتم تسليم التصاريح إلى مندوبي المنظمات ووسائل الإعلام المقبولة بنهاية الشهر الحالي.
وتؤيد تصريحات مروان ترجيح مصادر سياسية إجراء الانتخابات البرلمانية خلال شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، على أن ينعقد مجلس النواب الجديد قبل نهاية العام الحالي.
وكان الرئيس السيسي أكد خلال حفل تخريج طلاب الكلية الحربية الخميس الماضي على إجراء الانتخابات قبل نهاية العام. وأشارت مصادر مطلعة إلى أنه سيتم إعلان الجدول الزمني للانتخابات البرلمانية عقب حفل افتتاح قناة السويس الجديدة المقرر له يوم 6 أغسطس (آب) الحالي.
وقال اللواء رفعت قمصان مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات إن «الحكومة انتهت بالفعل ومنذ وقت طويل من الاستعدادات اللوجيستية لإجراء الانتخابات، بما في ذلك الصناديق الشفافة والحبر الفسفوري.. نحن على استعداد لإجرائها في أي وقت».
وبينما تتسارع الخطوات للبدء في إجراء الانتخابات البرلمانية لا تزال الحكومة واللجنة العليا للانتخابات في انتظار صدور قرار التشكيل الجديد للجنة العليا للانتخابات وقانوني مباشرة الحقوق السياسية ومجلس النواب.
وقال مصدر مطلع إن «قرار تشكيل اللجنة وقانوني الانتخابات (مباشرة الحقوق السياسية، ومجلس النواب) على مكتب الرئيس السيسي.. كان هناك أربعة قوانين معروضة على الرئيس صدر منها اثنان، هما قانون المحكمة الدستورية وتقسيم الدوائر، وننتظر القرارات الأخرى قريبا».
والانتخابات البرلمانية هي آخر استحقاقات خارطة المستقبل التي وضعها الجيش بالتوافق مع قوى سياسية ورموز دينية في أعقاب المظاهرات الحاشدة التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».