12 قتيلاً في هجوم شمال بوركينا فاسو

تواصلت أعمال العنف في بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، وسط تمدد نفوذ الجماعات الإرهابية في الشمال؛ حيث قُتل 12 مدنياً في هجوم يشتبه أن «متشددين قاموا بتنفيذه في شمال البلاد»، حسبما أعلنته مصادر محلية، الاثنين. بينما أعلنت السلطات حظر التجول في مناطق متفرقة في محاولة للسيطرة على الأوضاع.
ومنذ 2015 تكافح بوركينا فاسو تمرداً عنيفاً تشنّه جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، بدأ في مالي المجاورة عام 2012، وامتد إلى دول أخرى جنوب الصحراء الكبرى. وأودى العنف بحياة آلاف، وأدى إلى تشريد ما يقرب من مليوني شخص، وزعزعة الاستقرار السياسي، وفق منظمات غير حكومية.
ومع بداية العام الجاري تصاعدت أعمل العنف؛ حيث يُقتل عشرات من المدنيين والعسكريين كل أسبوع تقريباً.
ووفق مصادر محلية، فإن «مجموعة من الإرهابيين» هاجمت الخميس قرية أوريما، الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات من واهيغويا، عاصمة المنطقة الشمالية. وأوضحت المصادر لـ«الصحافة الفرنسية»، أنه قُتل 12 مدنياً في الهجوم.
وأشارت المصادر إلى أن أحد المهاجمين «أطلق النار على مجموعة من الشباب كانوا يجلسون بجوار أحد المحال... فقتل 7 شبان على الفور، و3 أشخاص كانوا في منازلهم برصاص طائش، كما توفي آخران أصيبا بالرصاص متأثرين بجراحهما».
وحسب مصدر آخر، فإن الحصيلة بلغت «14 قتيلاً»، ومات عدد من الجرحى متأثرين بجراحهم في الأيام التي أعقبت الهجوم. وأوضح أنه «تم استهداف المحل الذي كان يتجمع فيه الشباب مباشرة من قبل الإرهابيين الذين سبق لهم أن اقتحموا القرية، وأمروا شبابها بعدم التجمع فيه بعد الآن».
وأكد مصدر أمني الهجوم؛ مشيراً إلى أن «العمليات جارية» في المنطقة، دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة.
وفرضت السلطات البوركينية حظر تجول غداة الهجوم، في جميع أنحاء المنطقة الشمالية من بوركينا فاسو، على الحدود مع مالي. ويشمل حظر التجوال منع المركبات والأشخاص من الحركة بين الساعة العاشرة مساءً والخامسة صباحاً، حتى 31 مارس (آذار) الجاري.
كما تم فرض حظر تجول في عدة محافظات، في وسط شرق، ووسط شمال البلاد، وشرقها، لمدة تتراوح بين شهر و3 أشهر.
وجاء في مذكرة لمحافظ منطقة الشمال، كويلغا ألبير زونغو، أنه «في إطار مكافحة الإرهاب، تم فرض حظر تجول من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة فجراً، في جميع أنحاء الإقليم، من الجمعة 3 مارس إلى الجمعة 31 مارس».
وأضاف النص: «خلال هذه الفترة، تُحظر تماماً حركة الأشخاص، والمركبات ذات العجلات الأربع والعجلتين، والدراجات ذات الثلاث عجلات، والدراجات الهوائية»، داعياً السكان إلى «الالتزام الصارم بهذا القرار، والبقاء في المنزل في الأوقات والتواريخ المشار إليها».
ويهدف الإجراء حسب زونغو إلى تسهيل أنشطة القوات المسلحة في هذه المنطقة الحدودية مع مالي.
كما فرضت مقاطعتان أخريان حظراً للتجول، وفق مذكرات للسلطات المحلية في كولبيلوغو في وسط شرق البلاد، على الحدود مع غانا وتوغو التي أعلنت حظراً للتجول على امتداد الشهر الجاري، ومقاطعة بام في وسط شمال البلاد التي فرضت حظراً للتجول بدءاً من 5 مارس حتى 20 من الشهر نفسه.
ونهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت الحكومة الانتقالية لبوركينا فاسو، فسخ اتفاق عسكري مع فرنسا أُبرم في 2018، ودعت باريس إلى سحب قواتها الخاصة، والتي تقدر بنحو 400 جندي، في خطوة مماثلة لما قامت به مالي من التخلي عن القوات الفرنسية التي دخلت بداعي مواجهة الجماعات الإرهابية، في مستعمراتها السابقة بغرب أفريقيا.