قائد عملية تحرير عدن: أعددنا خطة لبلوغ مشارف صنعاء خلال 15 يومًا

الصبيحي يكشف لـ {الشرق الأوسط} تفاصيل استراتيجية تعتمد على محوري العند ومأرب وينفذها ألفا مقاتل

قائد عملية تحرير عدن العميد عبد الله الصبيحي
قائد عملية تحرير عدن العميد عبد الله الصبيحي
TT

قائد عملية تحرير عدن: أعددنا خطة لبلوغ مشارف صنعاء خلال 15 يومًا

قائد عملية تحرير عدن العميد عبد الله الصبيحي
قائد عملية تحرير عدن العميد عبد الله الصبيحي

قدرت مصادر القوات الموالية للشرعية في اليمن، الفترة الزمنية التي ستمكنها من تحرير الجنوب اليمني من قبضة الحوثيين والوصول إلى العاصمة صنعاء بنحو 15 يوما، وذلك وفقا لخطة عسكرية، تقضي بوصول قوات المقاومة إلى مدينتي تعز ومأرب، بعد طرد الميليشيات المتمردة منهما.
وبحسب الخطة العسكرية التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، انقسمت القوة العسكرية المكلفة بالمهمة، إلى محورين متلازمين لتحقيق الأهداف والوصول إلى آخر معاقل الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح في صنعاء، والمتمثل في محور العند بقيادة العميد ركن فضل حسن، الذي سيقوم والقوة التي ترافقه بتمشيط وتحرير الضالع رادفان عبر مثلث العلم، ومن ثم الوصول إلى تعز التي ستكون مركزا رئيسيا للقوة الشرعية للانطلاق منها شمالا، فيما يقوم المحور الثاني الذي يقوده العميد عبد الله الصبيحي، بالزحف نحو شبوة وتعز، بعد تحريرهما من الحوثيين، ومن ثم الوصول إلى مأرب التي تبعد عن صنعاء قرابة 173 كيلومترا.
ويرى مراقبون عسكريون، أنه في حال تمكنت القوة الشرعية مدعومة بطيران قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، من الوصول إلى محافظة مأرب التي تقع في الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء، وتبعد عنها قرابة 173 كيلومترا، وجنوبا من تعز أو ذمار، فهي بذلك أصبحت قريبة من صنعاء العاصمة التي احتلتها الميليشيات بقوة السلاح، ووضعت الرئيس عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء «15» وقائد عملية تحرير عدن لـ«الشرق الأوسط» إن القوة الموالية للشرعية وضعت استراتيجيتها للأيام القادمة وآلية تنفيذها بالتنسيق مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والتي تتمثل في «تطهير أكبر مساحة من الأراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين»، موضحا أنه «تم وضع كل الاحتمالات التي يمكن أن تواجه القوة وآلية التعامل معها ومن ذلك انتشار القناصة وزرع الألغام في مساحات مختلفة ومتنوعة». وأضاف العميد الصبيحي، أن الزمن المحدد لإكمال هذه الرؤية للوصول إلى تعز ومأرب قد يستغرق قرابة 15 يوما، وذلك بسبب ما يواجهه الجنود والمقاومون في طريقهم نحو التقدم للمدن المراد تحريرها، إضافة إلى بعد مأرب عن المواقع التي يسيطرون عليها في الوقت الراهن بنحو 500 كيلومتر، وهو ما قد يؤخر في تحرك القوة نحو الشمال.
وعن الخطة الجاري تنفيذها، قال العميد الصبيحي، إن الاستراتيجية العسكرية التي وضعت للوصول إلى الأهداف، تنقسم إلى محورين، يتمثل المحور الأول في محور العند، الذي تسير من خلاله القوات نحو الضالع، ورادفان، وتعز، وهي المدن الرئيسية في هذا الاتجاه، عبر مثلث العلم، فيما يعتمد المحور الثاني في السير نحو مأرب، بعد تحرير زنجبار التي تبعد قرابة 35 كيلومترا عن عدن باتجاه شبوة، ومن بعد تطهيرها من ميليشيا الحوثيين، سيكون التحرك بعد ذلك نحو مأرب التي تبعد قرابة 173 كيلومترا عن صنعاء العاصمة.
وحول عدد القوات التي يقودها لتنفيذ الخطة، قال العميد الصبيحي، إن العدد يفوق ألفي جندي بخلاف المقاومة الشعبية، ومساندة طيران التحالف في تنفيذ هذه الخطة من خلال ضرب الكثير من الأهداف والمواقع، لافتا إلى أن القوة واجهت بعض الجيوب في طريقها إلى زنجبار وتم التعامل معها ودحرها من تلك المناطق، وسقط خلال هذه المواجهات أعداد كبيرة من الأسرى في قبضة القوة الشرعية.
وأكد العميد الصبيحي، أن هناك تنسيقا بين جميع القيادات العسكرية، وقيادة التحالف العربي، من خلال غرفة عمليات مشتركة، لنقل المعلومات العسكرية والية التحرك، ورصد احتياج القوة العسكرية والمقاومة الشعبية في مواقع القتال، خاصة أن المرحلة الحالية تحتاج إلى دعم أكبر من حيث السلاح والذخيرة تحسبا من النقص أثناء المواجهات العسكرية مع الحوثيين.
وبحسب مصادر عسكرية، أكدت أن تعداد القوة العسكرية بمشاركة المقاومة الشعبية، قد شهد ارتفاعا في الأيام الماضية ليصل إلى أكثر من 20 ألف فرد، يتوقع بحسب المصدر أن يزداد هذا العدد خلال الأيام القادمة، مع إعلان الرئيس الشرعي دمج المقاومة الشعبية مع الجيش، ورغبة الكثيرين في الانضمام في عملية تحرير البلاد، مما سيساعد بشكل كبير في حسم المواجهات العسكرية.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.