«كنا نرى هلاوس بعد أيام بلا طعام»... عائلة تركية نجت من الزلزال تروي ذكرياتها

حواء أرسلان تمسك بيد أحد أطفالها واسمه سالتوك وعمره 9 سنوات خلال بقائهما في حاوية صغيرة بعد تهدم منزل العائلة في الزلزال (رويترز)
حواء أرسلان تمسك بيد أحد أطفالها واسمه سالتوك وعمره 9 سنوات خلال بقائهما في حاوية صغيرة بعد تهدم منزل العائلة في الزلزال (رويترز)
TT

«كنا نرى هلاوس بعد أيام بلا طعام»... عائلة تركية نجت من الزلزال تروي ذكرياتها

حواء أرسلان تمسك بيد أحد أطفالها واسمه سالتوك وعمره 9 سنوات خلال بقائهما في حاوية صغيرة بعد تهدم منزل العائلة في الزلزال (رويترز)
حواء أرسلان تمسك بيد أحد أطفالها واسمه سالتوك وعمره 9 سنوات خلال بقائهما في حاوية صغيرة بعد تهدم منزل العائلة في الزلزال (رويترز)

لا تزال الهزات تضرب جنوب تركيا بعد الزلزالين المدمرين اللذين وقعا قبل شهر، لكن حواء أرسلان، الأم لثلاثة أطفال بدأت أخيراً تشعر بالطمأنينة في حاوية صغيرة تتخذها أسرتها منزلا.
نجت أرسلان وزوجها وأطفالهما الثلاثة بعدما ظلوا خمسة أيام تحت أنقاض المبنى السكني، الذي كانوا يعيشون فيه والمؤلف من خمسة طوابق في قصة نجاة فريدة بمدينة نورداجي حيث انهارت معظم المباني أو تقرر هدمها.
ولم يمضِ سوى أسبوعين على خروج أفراد الأسرة من المستشفى، ويحاول خمستهم استرجاع تفاصيل ما يسمونه حياتهم السابقة. وبدأوا استعادة روتينهم في منزلهم المؤقت الجديد خلف محطة بنزين. وتروي حواء بينما كانت تجلس بجوار طاولة خشبية بعد إفطار عائلي «كنا عائلة ميسورة الحال. كان لدينا منزلان وسيارة. كنا نحمد الله على كل ذلك ونحمده الآن لأن جميع أطفالي في أمان. لا أخاف الآن لأن عائلتي بجواري».

فقدت حواء وزوجها حسن 36 من أقاربهما في الزلزال ولم تندمل بعد جراح الأحزان. وتعيش إحدى أقاربهم وهي الجدة أرسلان في حاوية مجاورة لكنها تعاني كسراً في القدم.
وكثيرا ما يأتي بعض الأصدقاء لتقديم التعازي. ويقول حسن، الذي يعمل محاسباً إنه سيكون مستعداً قريباً لمعاودة العمل. ويضيف لوكالة «رويترز» للأنباء: «بدأ العملاء في الاتصال مرة أخرى. أرسل الحاكم بعض المستلزمات لمحاسبي البلدة، وسوف يتم لاحقاً إرسال جهاز كمبيوتر وطابعة. ثم سأبدأ من حيث توقفت». وأشار إلى خزانة معدنية مغبرة تحتوي على وثائق تم انتشالها من مكتبه المنهار.
ويشعر الوالدان بالسعادة لأن اثنين من أبنائهما، أحدهما في الصف الرابع والآخر في الثامن، قادران على العودة إلى صفوف الدراسة. وتقول حواء: «الأطفال يحتاجون إلى مدرسة»، موضحة أن السلطات تعمل على إنشاء مدرسة في مدينة خيام قريبة، حيث سيعود الأطفال بصورة مبدئية للدراسة يومين في الأسبوع.

«جميعنا على قيد الحياة»
بدأت الابنة الكبرى فاطمة جول (19 عاماً) الاستعداد لامتحانات القبول بالجامعة، والتي من المقرر أن تخوضها في غضون أشهر قليلة. وتقول الأم: «كنت أريدها أن تدرس ولكن فقط عندما تشعر أنها قادرة على ذلك، لذلك انتظرت». وتروي «ذات يوم استيقظت، فتحت عيني ورأيتها جالسة بجانب الطاولة تدرس. قالت لي: علينا أن نبدأ يا أمي».
وفي ليلة الزلزال، هرع الوالدان والأبناء حتى يكونوا بجوار بعضهم بعضاً عندما وقعت الهزة العنيفة. وعندما تداعت الجدران من حولهم هبطت الأرضية وسقطت العائلة للطابق الأدنى. وبقوا محاصرين في مساحة صغيرة، من دون طعام أو ماء، ودون أن يدركوا مقدار الوقت الذي مر بهم مع مرور الساعات وتحولها إلى أيام. وبعد فترة بدأت العائلة في الهلوسة.
تتذكر فاطمة جول ما حدث بالقول: «كنت جائعة. كنت أرى تفاحاً وبرتقالاً لكني لا أستطيع حملهما. وكانت والدتي تتحدث على هاتف دون أن يكون معها». وفي النهاية، اقترب فريق إنقاذ من شق صغير واستمعوا لصيحاتهم لطلب المساعدة. وتضيف: «صرخت: اسمي فاطمة جول أرسلان. نحن خمسة أشخاص هنا. جميعنا على قيد الحياة». وتمضي واصفة لحظة الإنقاذ «دخل الضوء، سمعت صوتاً ثم رأيت عيني رجل».
وارتفع عدد قتلى الزلازل في تركيا إلى قرابة 46 ألفاً، فيما لقي نحو ستة آلاف حتفهم في سوريا المجاورة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.