تحجيم أعمال العنف في الشريط القبلي الباكستاني؟

غارات لتدمير قدرة «طالبان» وجماعات مسلحة أخرى على شن هجمات

مسؤولون أمنيون وعمال إنقاذ في موقع تفجير انتحاري لمسجد الشرطة في بيشاور (أ.ب)
مسؤولون أمنيون وعمال إنقاذ في موقع تفجير انتحاري لمسجد الشرطة في بيشاور (أ.ب)
TT

تحجيم أعمال العنف في الشريط القبلي الباكستاني؟

مسؤولون أمنيون وعمال إنقاذ في موقع تفجير انتحاري لمسجد الشرطة في بيشاور (أ.ب)
مسؤولون أمنيون وعمال إنقاذ في موقع تفجير انتحاري لمسجد الشرطة في بيشاور (أ.ب)

(تحليل إخباري)
يبقى شمال وزيرستان محور تركيز الغارات العسكرية ضد مخابئ الإرهابيين، التي نفذها الجيش الباكستاني خلال فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2023، وسعى الجيش الباكستاني من وراء هذه الغارات إلى تدمير قدرة جماعة «طالبان» الباكستانية وجماعات مسلحة أخرى على شن هجمات إرهابية داخل مدن باكستانية. وذكر مسؤول أنه «نجحنا إلى حد كبير في عدم السماح لـ(طالبان) الباكستانية ببناء قدرتها داخل المناطق القبلية». كان أعضاء «طالبان» الباكستانية قد بدأوا في العودة إلى داخل باكستان في أعقاب سيطرة «طالبان» الأفغانية على كابل في أغسطس (آب) 2021.
وشنت القوات الباكستانية عشرات الغارات في مناطق من شمال وزيرستان، التي كانت في وقت مضى قبل عام 2014 معقلاً لـ«طالبان» الباكستانية.
وشكل مسلحو الجماعة الذين كانوا قد بدأوا في العودة لباكستان من مخابئهم في أفغانستان، الهدف الأساسي لهذه الغارات.
وأفادت تقارير بأن الجيش الباكستاني صادر كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة خلال هذه الغارات، وألقوا القبض على العديد من المسلحين.
وأعلن الجيش الباكستاني في 23 مارس أن قوات الأمن نفذت عملية قائمة على معلومات استخباراتية بمنطقة مير علي، في شمال وزيرستان.
وجاء بالبيان الصادر عن الجيش: «خلال العملية الأخيرة، جرى تبادل كثيف لإطلاق النار بين قواتنا وإرهابيين. وأسفر ذلك عن مقتل إرهابي. كما جرت مصادرة أسلحة وذخائر كانت بحوزة الإرهابي المقتول».
ومع ذلك، لم يعلن الجيش هوية الإرهابي المقتول، واكتفى بالقول إن «الإرهابي المقتول ظل متورطاً بقوة في نشاطات إرهابية ضد قوات الأمن وقتل مواطنين أبرياء».
وأفاد مسؤولون بأن تبادلاً آخر لإطلاق النار وقع بين إرهابيين وقوات باكستانية داخل سبين وام، في شمال وزيرستان. وتفاعلت القوات الباكستانية بقوة مع الإرهابيين. وخلال غارات أخرى، ألقت القوات الباكستانية القبض على مسلحين وصادرت ذخائر كانت في حوزتهم.
الملاحظ أن وتيرة مثل هذه الغارات زادت على مدار الشهر ونصف الشهر الماضيين، في أعقاب ضغوط مكثفة من السكان المحليين الذين طالبوا الحكومة بالسيطرة على الهجمات الإرهابية بالمنطقة. وقال أحد المسؤولين: «أبدى السكان المحليون تقديرهم للعملية، وأعربوا عن كامل دعمهم للقضاء على التهديد الإرهابي في المنطقة». جدير بالذكر أن ثمة نشراً مكثفاً للقوات الباكستانية في شمال وزيرستان، وليس ثمة فرصة لأن تتمكن «طالبان» الباكستانية من السيطرة على أي جزء من شمال وزيرستان أو مناطق قبلية أخرى. ومع ذلك، يبقى بمقدور الجماعة تعطيل الحياة المدنية في باكستان. وأفاد مسؤولون باكستانيون بأن القوات الباكستانية ستقضي قريباً على تهديد الإرهاب داخل البلاد.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.