موسيقيون بارزون يشاركون في دراما رمضان المصرية

راجح داود وعادل حقي وعمرو إسماعيل من بينهم

بوستر مسلسل «جميلة» (فيسبوك)
بوستر مسلسل «جميلة» (فيسبوك)
TT

موسيقيون بارزون يشاركون في دراما رمضان المصرية

بوستر مسلسل «جميلة» (فيسبوك)
بوستر مسلسل «جميلة» (فيسبوك)

حرص عدد من الموسيقيين المصريين البارزين من أجيال مختلفة على المشاركة في موسم دراما رمضان المقبل؛ إذ تعد الموسيقى التصويرية عنصراً رئيسياً لا يمكن الاستغناء عنه في المشاهد الرئيسية والحوارات ضمن الأعمال الدرامية.
يعد الموسيقار الشاب خالد الكمار من أكثر المشاركين في صناعة موسيقى المسلسلات الدرامية المصرية في السباق الرمضاني، بتقديمه 3 مسلسلات سيتم عرضها جميعاً عبر «mbc» مصر، وهم «الهرشة السابعة» للفنانة أمينة خليل، و«الأجهر» للفنان عمرو سعد، و«الصندوق» للفنان أحمد داش.
ويتحدث الكمار عن مشاركته الرمضانية لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هناك اختلافات جذرية بين المسلسلات الثلاثة التي أصنع موسيقاها التصويرية؛ ولذلك أفضل دوماً في بداية العمل على المسلسل أن أقرأ ملخص السيناريو، وأحدد تفاصيل المشاهد الرئيسية، وعقب انطلاق التصوير يكون هناك خط اتصال مفتوح بيني وبين مخرج العمل».

وأشار الكمار إلى أن «الموسيقى المستخدمة في مسلسل (الأجهر) ستكون مختلفة تماماً عما قدمه سابقاً»، مضيفاً: «مسلسل (الأجهر) يدور في بيئة شعبية، وهنا نعتمد بشكل كبير على الآلات المصرية الشعبية، ونبتعد تماماً عن الغربية التي نستعين بها في مسلسل (الهرشة السابعة)».
ويقدم الموسيقار خالد حماد الموسيقى التصويرية لمسلسلين وهما «جعفر العمدة» مع الفنان محمد رمضان، ومسلسل «الكتيبة 101» مع آسر ياسين وعمرو يوسف، فيما يعود الموسيقار الكبير راجع داود للدراما الرمضانية بعد غياب، عبر صناعة موسيقى مسلسلي «سره الباتع» مع الفنان أحمد فهمي، و«رشيد» للفنان محمد ممدوح والفنانة ريهام عبد الغفور، أما الموسيقار تامر كروان فيصنع موسيقى مسلسل الفنانة يسرا الجديد «1000 حمدلله على السلامة»، ومسلسل «رسالة الإمام» للفنان خالد النبوي.

كما يشارك الموسيقار عادل حقي بمسلسلين وهما «بابا المجال» للفنان مصطفى شعبان، و«عملة نادرة» للفنانة نيللي كريم، ويظهر الموسيقار شادي مؤنس في موسيقى مسلسلي «سوق الكانتو» مع أمير كرارة ومي عز الدين، ومسلسل «حضرة العمدة» مع الفنانة روبي.
ويستكمل الموسيقار عمرو إسماعيل مشواره مع الفنان أحمد مكي في موسيقى مسلسل «الكبير أوي»، الذي سيعرض خلال شهر رمضان المقبل موسمه السابع، وكشف إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل العمل قائلاً: «الثيمة الرئيسية لمسلسل (الكبير أوي) لن تتغير؛ لأنها أصبحت علامة وماركة مسجلة للمسلسل، ولكن هناك مقطوعات موسيقية تتناسب مع الأحداث والمواقف الجديدة في الحلقات، ولكن في النهاية لها إطار لا ينبغي الخروج عنه، لكي لا يشعر المشاهد بالانزعاج».
وكشف إسماعيل أن المسلسل به عدة مفاجآت، كان أولها أغنية ولعانة، قائلاً: «مسلسل (الكبير أوي) هذا العام سيكون مليئاً بالمفاجآت الفنية، وكان أولها أغنية الراب (ولعانة) التي قدمها مكي، وأصر فيها على استخدام صوت نسائي رفقته، فتمت الاستعانة بالفنانة هدى السنباطي، التي حقق صوتها نجاحاً كبيراً للأغنية، وتعد امتداداً لمدرسة خضرة محمد خضر، وجمالات شيحة، وهي في الأصل نجمة الفرقة القومية للفنون الشعبية».

كما سيقدم الفنان هاني عادل موسيقى مسلسل «جميلة» للفنانة ريهام حجاج، بالإضافة إلى كونه أحد أبطال العمل رفقة الفنانتين سوسن بدر وعبير صبري، أما الموسيقي محمد مدحت فسيقدم الموسيقى التصويرية لمسلسل «الصفارة» مع الفنان أحمد أمين، ويظهر ساري هاني في موسيقى مسلسل الفنانة منة شلبي «تغيير جو»، أما أشرف الزفتاوي فسيعزف موسيقى مسلسل «مذكرات زوج»، ومحمود طلعت سيقدم موسيقى «ضرب نار»، والموسيقار خالد داغر رئيس دار الأوبرا المصرية سيعزف موسيقى الجزء الثاني من مسلسل «رمضان كريم».
أما الموزع الموسيقي النابلسي فسيقدم موسيقى مسلسل الفنانة دنيا سمير غانم الجديد «جت سليمة»، وقد كشف لـ«الشرق الأوسط» أن موسيقاه ستكون «جذابة ومناسبة للكبار والصغار بسبب أن المسلسل يدور في أكثر من زمن وفصل من فصول السنة».



موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».