«شيك نونا» عنوان أناقة المطبخ الإيطالي

أطباق تقليدية مفعمة بالعصرية

طبق من «شيك نونا» التقليدي والأنيق في آن
طبق من «شيك نونا» التقليدي والأنيق في آن
TT

«شيك نونا» عنوان أناقة المطبخ الإيطالي

طبق من «شيك نونا» التقليدي والأنيق في آن
طبق من «شيك نونا» التقليدي والأنيق في آن

يملك الكثير من الطهاة المعروفين، مثل الشيف نوبو ماتسوهيسا، والشيف يانيك ألينو، والشيف ماسيمو بوتورا، وكلهم من حاملي نجوم ميشلان، مطاعم في دبي، وكان آخرها مطعم «شيك نونا» Chic Nonna الإيطالي.
نبدأ بالاسم، ويعني «الجدة الأنيقة»، ونكمل بالديكور الجميل من تصميم المهندس المبدع إيريك كاستر، والمساحة الواسعة للمطعم الذي يحتل طابقين مطلين على ناطحات سحاب عملاقة في الحي المالي لدبي تشعرك وكأنك في «وول ستريت» في نيويورك لتعيدك الموسيقى ورائحة الأطباق إلى أجواء إيطاليا الحقيقية، فقد نجح الطاهي الرئيسي فيتو موليكا بمساعدة رئيسة الطهاة إيلاريا زامبرلين في ابتكار قائمة طعام مميزة ومصممة لتوفير تجربة فريدة تجمع بين طرق الطهي الإيطالية التقليدية واللمسة العصرية المبتكرة.

أطباق «شيك نونا» منوعة وترضي جميع الذواقة

من ألذ الأطباق وأشهرها على قائمة الطعام في «شيك نونا» طبق «فيتيلو توناتا» المكون من شرائح لحم العجل بالحليب والمطهو على نار هادئة، مع صلصة «توناتا» المحضّرة في المطعم والمكونة من خليط المايونيز مع التونة، وطبق بيض السمان المسلوق مع الفلفل الحلو المشوي وصلصة سمك الأنشوجة Anchovy، المزين بالشبت والأوريغانو. كما يمكن للضيوف اختيار ما يريدونه من قائمة الأطباق الرئيسية، التي تضم طبق السمّان المحشي، المكون من سمان محشو بكبد الدجاج ومشوي على نار هادئة، ويقدم فوق طبقة من البطاطس المهروسة مع الهليون المقلي وصلصة السمان والكمأة السوداء المبشورة، وطبق قطع لحم العجل المشوية، المكون من قطع لحم عجل مشوي مع صلصة لحم العجل والثوم.

وصفات مبتكرة على يد الشيف الإيطالي فيتو موليكا   -    باستا مع الروبيان والصنوبر من أكثر الأطباق مبيعاً في المطعم

وفي «شيك نونا» يجب عليك أن تتذوق طبق «كافاتيلي كاتشو إي بيبي» المكون من باستا طازجة تحضر في المطعم وتشوح في صلصة الفلفل الأسود وجبنة بيكورينو، وتزين بقريدس مازارا الأحمر المتبل والحبار المسلوق، هذا الطبق يعتبر من أكثر الأطباق طلباً في المطعم، والسبب هو أن مذاقه استثنائي.
ويقدم المطعم أيضاً «رافيولي أل توفاليولو» المكون من باستا رافيولي المحشوة بلحم البط.

الأطباق تتنافس فيما بينها على المذاق والنكهة

وتختتم القائمة أطباقها المميزة بمجموعة من خيارات الحلويات الإيطالية الشهيرة المحضّرة بعناية، مثل «تورتا ديلا نونا»، وهي عبارة عن تارت محشو بالكاسترد وحبات الصنوبر الممزوجة بالكراميل وكومبوت الليمون الحامض، ومزين بآيس كريم الفانيلا وقطع الليمون المحلّاة، وطبق «بابا» المكون من كعكة غنية بشراب الفانيلا والحمضيات، ومزينة بقطع التوت المشكلة وكريم شانتييه الفانيلا.
ولمحبي الأجواء العصرية على أنغام موسيقى الـ«دي جي» يوفر المطعم في الطابق العلوي جلسات جميلة بمحاذاة نوافذ ضخمة تمتد من الأرضية إلى السقف بإطلالات مذهلة على برج خليفة، وتضم تراساً مع مقاعد خارجية مريحة. بينما يقدم «كرودو بار» قائمة مميزة من الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة، مع خيارات التونة المخصصة لأطباق السوشي والمحار الفاخر والكركند الأزرق الأوروبي، فضلاً عن كافيار كالفيسيوس الإيطالي. كما يتميز بتصاميمه الداخلية، التي تضم أرقى الأرائك الجلدية الإيطالية والكراسي الفاخرة.
ويوفر المطعم أيضاً ردهة مخصصة لتدخين السيجار، وهي مساحة منعزلة تتيح للضيوف التواصل والاستمتاع بأجواء مفعمة بالراحة والاسترخاء. وتم تصميم الردهة الراقية على طراز غرف المعيشة الإيطالية، مع مدفأة ونافذة كبيرة، لتوفر من موقعها في الطابق العلوي إطلالات خلابة على برج خليفة.

يقدم «شيك نونا» أنواعاً كثيرة من الأسماك أشهرها تلك التي تطهى داخل قالب من الملح

مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.