تتواصل حالياً بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، فعاليات معرض «الحداثات العربية - مجموعة متحف معهد العالم العربي»، وذلك لأول مرة خارج معهد العالم العربي.
ويشكل هذا المعرض، المنظم بشكل مشترك من طرف المؤسسة الوطنية للمتاحف ومعهد العالم العربي، فرصة للزوار لاكتشاف أعمال فنية من توقيع فنانين عرب، في تقاطع للآراء والخطوات، ممتدة في التاريخ المشترك للعالم العربي.
وتتوزع بالمعرض 4 أقسام، هي «عالم عربي في المرآة»، و«مجالات متعددة للتجريد»، و«بين الآلام والآمال وتقل التاريخ»، إضافة إلى قسم «وغداً؟ الإنسانية تمضي قدماً إلى الأمام»، بشكل يقدم للزوار فرصة اكتشاف العديد من المواضيع، منها تراث العديد من الدول العربية، وخصائص التجريد الشرقي، والسياق السياسي والأيديولوجي لما بعد الحرب، الذي تميز بصعود القومية والاشتراكية، وكذلك الحالة الإنسانية.
ويقدم المعرض بانوراما غنية للحركات الطليعية، التي أرست أسس الحداثات المتعددة للبلدان العربية منذ 1945، إلى اليوم، بحضور راجح للوحات، ولكن أيضاً لمنحوتات وصور فوتوغرافية وأعمال غرافية لفنانين من 16 بلداً عربياً، هي المغرب، والجزائر، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، وقطر، والسودان، وسوريا، وتونس، واليمن.
وأعرب المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، بالمناسبة، عن خالص شكره لجميع الأطراف التي ساهمت في إنجاح هذا المعرض، وخاصة جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي، على دعمه ومواكبته للمؤسسة وإسماع صوت العالم العربي.
وأشاد قطبي بالالتزام القوي للملك محمد السادس، وقال عنه إنه ما فتئ يولي اهتماماً خاصاً للقطاع الثقافي، ولهذا النوع من المبادرات.
وأضاف قطبي: «لأول مرة في العالم، نجد معرضاً يجمع كل الروائع وكبار الفنانين الكبار من الوطن العربي في الرباط، مدينة الأنوار وعاصمة الثقافة». كما نوه بنجاح هذا المشروع، المنظم بتعاون وثيق مع معهد العالم العربي.
وعبرت ناتالي بونديل، مديرة متحف ومعارض معهد العالم العربي، عن سعادتها بالعمل مع قطبي لإنجاح هذا الحدث، معتبرة أن المغرب سيظل في قلبها بعد أن أمضت فيه طفولتها.
وأعرب عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، عن شكره للفرق المختلفة التي شاركت في هذا المشروع الكبير. وأضاف: «سنحتفل اليوم بالعالم العربي ومعهد العالم العربي». وأشاد بحصيلة التعاون «الذي أتاح جمع ما يقرب من 120 عملاً، من عدة دول عربية»، معروضة بطريقة تتبع «مساراً موضوعاتياً»، لتسليط الضوء على أعمال العديد من الفنانين العرب أو المنتمين منهم للجالية المقيمة بالخارج، منذ افتتاح جامعة الدول العربية عام 1945.
وأبرز كريستوف لوكورتييه، السفير الفرنسي لدى المغرب، أن «المعرض يندرج في إطار التعاون القائم بين المعاهد المغربية والفرنسية»، مشدداً على علاقة الثقة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والمعاهد الثقافية الفرنسية، لإرساء حوار بين البلدين، يجمع المؤسسات والفنانين وجامعي التحف الفنية المرتبطة بالاستكشاف الفني للثقافة العربية، فضلاً عن البعد التربوي للمشروع.
وأعرب جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، عن سعادته بهذا المشروع، وقال: «إنه يوم كبير للمغرب وفرنسا». وأكد أن هذا المعرض هو أحد جوانب التوجه الجديد للمعهد الذي يرأسه، والذي يهدف إلى إعادة الاعتبار لـ«ماضي وحاضر ومستقبل العالم العربي» من خلال الأنشطة الثقافية والفنية.
وبعد أن سلط الضوء على الدور الطلائعي لهذا المعرض وأهميته بالنسبة لمعهد العالم العربي، والثقافة العربية، والعلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، أعرب لانغ عن إعجابه العميق بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس للنهوض بالشأن الثقافي في المغرب.
افتتاح معرض «الحداثات العربية - مجموعة متحف معهد العالم العربي» بالرباط
يقدم بانوراما للحركات الطليعية من 16 بلداً عربياً منذ 1945

جانب من حفل افتتاح معرض «الحداثات العربية - مجموعة متحف معهد العالم العربي» بالرباط (المؤسسة الوطنية للمتاحف)
افتتاح معرض «الحداثات العربية - مجموعة متحف معهد العالم العربي» بالرباط

جانب من حفل افتتاح معرض «الحداثات العربية - مجموعة متحف معهد العالم العربي» بالرباط (المؤسسة الوطنية للمتاحف)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة