عصابة مستوطنين إرهابية تعتدي على المسيحيين وتحرق كنائسهم

خططت للاعتداء على البابا فرنسيس وتراجعت في اللحظة الأخيرة

عصابة مستوطنين إرهابية تعتدي على المسيحيين وتحرق كنائسهم
TT

عصابة مستوطنين إرهابية تعتدي على المسيحيين وتحرق كنائسهم

عصابة مستوطنين إرهابية تعتدي على المسيحيين وتحرق كنائسهم

أقامت مجموعة من المستعمرين اليهود في مستوطنات الضفة الغربية، عصابة إرهاب يهودية تخصصت في تنظيم عمليات اعتداء على رجال الدين المسيحيين، وارتكاب جرائم حرق وتخريب في كنائس وأديرة مسيحية عدة في مختلف أنحاء البلاد.
اتضح هذا من قراءة معمقة للائحة الاتهام التي قدمت إلى المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، أول من أمس، ضد مستوطنين اثنين في الضفة الغربية، هما يانون رؤوبيني (20 عامًا) من مدينة أوفيكيم في الجنوب، واتهم بحرق كنيسة «السمك والخبز» في طبريا في شهر يونيو (حزيران) الماضي، ويهودا أسرف (19 عاما) من مستوطنة «إلعاد»، واتهم بتقديم المساعدة للمتهم الأول.
وتتهم النيابة العامة رؤوبيني بإحراق الكنيسة في ظروف خطيرة، وتخريب الممتلكات لدوافع عدائية ضد الجمهور، والتخطيط لتنفيذ جريمة ولاستخدام سيارة من أجل تنفيذ جريمة. وتتهم النيابة العامة أسرف بمد منفذ الحريق بأدوات لتنفيذ الجريمة (بما يتعلق بالسيارة التي منحها لرؤوبيني)، والتخطيط للقيام بأمور أخرى. وصادق نائب مدعي الدولة للمهام الخاصة، عميت أسيمان، على نسب دوافع عنصرية للمخالفات المفصلة في لائحة الاتهام، كونها موجهة ضد أناس غير يهود.
واتضح من لائحة الاتهام أن رؤوبيني وأسرف هما جزء من مجموعة متطرفين قرروا مناصبة المسيحيين العرب العداء. وكما قال رؤوبين في إفادته، فإنه يرى في المسيحيين وثنيين، ويعتقد «أن استئصالهم فريضة». لذلك تنسب إليهما سلسلة اعتداءات على كنائس وأديرة مسيحية في مختلف أنحاء الضفة الغربية وإسرائيل. بل إنهم في هذه العصابة، خططوا للاعتداء على بابا الفاتيكان فرنسيس عندما زار البلاد سنة 2014، لكنهم تراجعوا في آخر لحظة، لأنهم استصعبوا المهمة.
وبحسب لائحة الاتهام، قام رؤوبيني بتعبئة عبوات زجاجية بالبنزين من محطة اللطرون، وكان معهما عتاد، وهو عبارة عن قفازات وأعواد ثقاب وولاعة. وبحسب لائحة الاتهام أيضا، علم المتهمون بوجود كاميرات مراقبة في مدخل الكنيسة، وأنه يتم إغلاق الباب بشكل آلي في ساعات المساء؛ لذلك تركا السيارة خارج البوابة الخلفية للكنيسة. ودخل الاثنان في الساعة الثالثة إلا ربعا إلى الكنيسة، وتوجها نحو غرفة الاجتماعات. وقاما بسكب البنزين على بوابة المبنى السكني للراهب، ومن هناك قاما بإشعال النار. بالإضافة إلى ذلك، قام المتهمان بكتابة شعار «ويتم تحطيم الأوثان». وفرا بعد ذلك من المكان، فيما أصيب الراهب ومتطوعة في الكنيسة بجروح خلال محاولتهما إطفاء الحريق. ووثقت كاميرا الأمن سيارة المتهمين بالقرب من الكنيسة. كما عثرت الشرطة على القفازات وبصمات رؤوبيني على مسافة 5 كيلومترات من الكنيسة. ووثقت كاميرات المراقبة في محطة البنزين، رؤوبيني وهو يقوم بتعبئة لترين من البنزين في قنينة، عثر عليها لاحقا بالقرب من مكان الحادثة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».