دول «الحوار الأمني الرباعي» توجه انتقادات مبطنة للصين

أميركا وأستراليا والهند واليابان ترفض التهديدات النووية في حرب أوكرانيا

جانب من جلسة جمعت وزراء خارجية دول «كواد» في نيودلهي أمس (أ.ف.ب)
جانب من جلسة جمعت وزراء خارجية دول «كواد» في نيودلهي أمس (أ.ف.ب)
TT

دول «الحوار الأمني الرباعي» توجه انتقادات مبطنة للصين

جانب من جلسة جمعت وزراء خارجية دول «كواد» في نيودلهي أمس (أ.ف.ب)
جانب من جلسة جمعت وزراء خارجية دول «كواد» في نيودلهي أمس (أ.ف.ب)

وجّه وزراء خارجية دول الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، انتقادات مبطنة للصين بشأن سياساتها في منطقة المحيطين الهندي والهادي، رغم تأكيداتهم أن هذا التكتل لا يهدف إلى مواجهة الصين. كما عبروا عن مخاوفهم بشأن الانتشار العسكري في المياه المحيطة بالصين، في ظل التوتر المخيم بين بكين وواشنطن.
وشكلت الدول الأربع ما يسمى «الحوار الأمني الرباعي» (كواد)، وهو تحالف استراتيجي غير رسمي أنشئ عام 2007، وأعيد إحياؤه عام 2017، بهدف التصدي لنفوذ الصين العسكري والاقتصادي والتكنولوجي المتنامي في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وبعيد ختام اجتماعات مجموعة العشرين للدول الغنية في نيودلهي، عقد وزراء الخارجية؛ الأميركي أنتوني بلينكن، والأسترالية بيني وونغ، والهندي سوبراهمانيام جيشانكار، والياباني هاياشي يوشيماسا، اجتماعاً في نيودلهي، بالكاد ذكروا فيه الصين بالاسم. وأصروا على أن هذه الرباعية مصممة لتعزيز مصالحهم الوطنية الخاصة وتحسين مصالح الآخرين من خلال تعزيز التعاون في المجالات غير العسكرية.
ومع ذلك، أوضحت تصريحاتهم في مناسبة عامة مشتركة والبيان المكتوب، أن التكتل موجود ليكون بديلاً للصين، مع إشارات متكررة إلى أهمية الديمقراطية وسيادة القانون والأمن البحري والتسوية السلمية للنزاعات، في لغة تنظر إليها بكين بعين الريبة، عندما تأتي من أعضاء الرباعية.

حرية الملاحة والتحليق
وأفاد وزراء الخارجية في بيانهم المشترك بعد الاجتماع، بأن بلادهم «تؤيد بقوة مبادئ الحرية وحكم القانون والسيادة وسلامة الأراضي والتسوية السلمية للنزاعات، من دون اللجوء إلى التهديد أو استخدام القوة، وحرية الملاحة والتحليق، وتعارض أي محاولة أحادية لتغيير الوضع الراهن»، مشددين على أن هذه العناصر «تعد ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادي وما وراءها». وفي إشارة واضحة إلى الصين التي تثير تحركاتها المتزايدة قلق جيرانها الأصغر في المناطق البحرية المتنازع عليها، أعلنوا أنهم ينظرون بقلق إلى «التحديات التي يواجهها النظام القائم على القواعد البحرية، بما في ذلك في بحار الصين الجنوبية والشرقية». وقالوا: «نعارض بشدة أي إجراءات أحادية تسعى إلى تغيير الوضع الراهن أو زيادة التوترات في المنطقة»، معبرين عن «قلقنا الشديد من عسكرة المناطق المتنازع عليها، والاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والميليشيات البحرية، والجهود المبذولة لتعطيل نشاطات استغلال الموارد البحرية للبلدان الأخرى». ولطالما اتُهمت الصين بالقيام بالأمور الثلاثة.

عسكرة الرباعية
وفي بكين، انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، المجموعة الرباعية، قائلة إن «التعاون بين الدول يجب أن يتوافق مع اتجاه العصر من أجل السلام والتنمية، ويجب ألا ينخرط في مجموعات حصرية». وأمل في أن «تفعل الدول المعنية شيئاً يساعد في تعزيز الأمن والثقة المتبادلة لدول المنطقة والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين».
في غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة، بـ«محاولة عسكرة الرباعية»، مكرراً بذلك وجهة نظر بكين بأن أميركا تحاول إنشاء تحالف جديد على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) في آسيا لمواجهة الصين في المنطقة.
وفي إشارة غير مباشرة إلى الصين، وكذلك روسيا، اللتين منعتا اتخاذ إجراءات في مجلس الأمن والمؤسسات الدولية الأخرى بشأن مسائل تراوح من أوكرانيا إلى ميانمار وكوريا الشمالية والتجارة والتكنولوجيا والصحة، قال وزراء خارجية الرباعية إنهم «ملتزمون التعاون لمعالجة محاولات التخريب من جانب واحد للأمم المتحدة والنظام الدولي». وبعد يوم واحد فقط من إحباط الصين وروسيا محاولة مجموعة العشرين لتبني بيان مشترك بشأن حرب روسيا ضد أوكرانيا، أكّدت الرباعية أن «استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مسموح به». وأضافوا: «أكدنا على الحاجة إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا، وفقاً للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة»، مكررين خطاً آخر رفضت الصين وروسيا الموافقة عليه في اجتماع العشرين الخميس.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
TT

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، اليوم (الأربعاء)، إن فرص تطورها خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلة تبلغ 55 في المائة. ويكون لظاهرة «النينا عادة تأثير تبريد على المناخ العالمي».

و«النينا»، وتعني بالإسبانية «الفتاة»، هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات. وهي عكس ظاهرة «النينو» التي تعني «الصبي» بالإسبانية، حيث ترتفع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي بشكل كبير.

وهذا يؤثر على الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار، وبالتالي الطقس في كثير من أجزاء العالم. وترفع ظاهرة «النينو» متوسط درجة الحرارة العالمية، في حين أن ظاهرة «النينا» تفعل العكس تماماً.

كانت ظاهرة «النينو» لا تزال قابلة للرصد في بداية هذا العام، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقول إن الظروف المحايدة تسود منذ شهر مايو (أيار) تقريباً، ولا يزال هذا الحال مستمراً. ومن المؤكد بالفعل أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظاهرة «النينا» لم تتطور بعد بسبب الرياح الغربية القوية غير المعتادة التي تهب بين شهري سبتمبر (أيلول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني).