السعودية ترفع الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق الاستدامة الاقتصادية

خبراء لـ «الشرق الأوسط» : «شريك» مرحلة جديدة لتعظيم استفادة الشركات من الدعم الحكومي ودفع الإنتاجية

الحكومة السعودية تركز على دعم القطاع الخاص الوطني لينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي (الشرق الأوسط)
الحكومة السعودية تركز على دعم القطاع الخاص الوطني لينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية ترفع الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق الاستدامة الاقتصادية

الحكومة السعودية تركز على دعم القطاع الخاص الوطني لينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي (الشرق الأوسط)
الحكومة السعودية تركز على دعم القطاع الخاص الوطني لينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي (الشرق الأوسط)

في حين قرر مجلس الوزراء السعودي أخيراً، تحويل برنامج «شريك» إلى «مركز برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص (شريك)»، والموافقة على الترتيبات التنظيمية، قال خبراء لـ«الشرق الأوسط» إن الإجراء يؤكد جدية الحكومة في تعديل مسار الشراكة مع القطاع الخاص؛ لتحقيق الاستدامة الاقتصادية، ويترجم توجهات البلاد في تحقيق مستهدفاتها بتنمية أعمال الشركات الوطنية؛ لتعيش مرحلة جديدة مستفيدةً من الدعم الحكومي.
ويرسخ «شريك» التعاون بين القطاع الحكومي والشركات السعودية؛ سواء المدرَجة وغير المدرَجة في سوق الأسهم، لتعزيز ورفع الخطط الاستثمارية المحلية، ما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي في المملكة.
وقال حسن الحويزي، رئيس اتحاد الغرف السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن موافقة مجلس الوزراء على تحويل البرنامج إلى مركز يعكس اهتمام الحكومة، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالقطاع الخاص المحلي، وحرصهما المستمر على دعمه وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني. وواصل الحويزي أن المركز سيكون له انعكاس إيجابي كبير على دفع جهود البرنامج، وتحقيق أهدافه المنشودة على الوجه المأمول، حيث يؤصل ذلك لصيغة ومرحلة جديدة في الشراكة بين القطاعين العام والخاص تتواكب مع توجهات «رؤية 2030» ومستهدفاتها، فيما يخص القطاع الخاص.
وتابع رئيس اتحاد الغرف السعودية أن القرار سيدعم تعظيم استفادة منشآت قطاع الأعمال من البرامج والمبادرات الخاصة بمركز برنامج «شريك»، بما في ذلك تنمية استثمارات القطاع الخاص المحلية لتصل إلى 5 تريليونات ريال (1.3 مليار دولار) بحلول 2030، وتوفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل، وتنمية المحتوى المحلي.
وحول الدور المطلوب من القطاع الخاص خلال المرحلة المقبلة، أشار الحويزي إلى أن الأجهزة المؤسسية لقطاع الأعمال بالمملكة، ممثلة في اتحاد الغرف السعودية والغرف التجارية ستعمل بشكل وثيق مع مركز برنامج «شريك»، لتمكين قطاع الأعمال من الفرص الاستثمارية المطروحة، والعمل على رفع قدراته التنافسية على تنفيذ المشاريع المختلفة.
ومن جانبه، ذكر الدكتور أسامة العبيدي، المستشار وأستاذ القانون التجاري الدولي بـمعهد الإدارة العامة لـ«الشرق الأوسط»، أن تحويل برنامج «شريك» إلى مركز سيدعم رفع مساهمة القطاع الخاص للناتج المحلي الإجمالي، ويدعم تحقيق أهداف «رؤية 2030»، ويُعد خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء العلاقة بين الشركات المحلية والأجهزة العامة.
وزاد الدكتور العبيدي أن الحكومة السعودية تنتهج الشراكة مع القطاع الخاص، منذ أعوام، من خلال عقد الاجتماعات وورش العمل والمؤتمرات والمعارض لمعالجة التحديات التي تواجههم، بالإضافة إلى نشر الأنظمة واللوائح الجديدة للعموم، من أجل إبداء رؤاهم قبل إقرارها من مجلس الوزراء.
وأبان المستشار وأستاذ القانون التجاري الدولي بـمعهد الإدارة العامة، أن «شريك» يُعدّ خطة طويلة الأمد، تشمل منافعه تعزيز الاقتصاد الوطني، وخطوة إضافية لتمهيد الطريق نحو اقتصاد مرن، والوصول إلى قطاع خاص قوي. ومن جهته، أفاد عجلان العجلان، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالرياض، بأن تحويل «شريك» من برنامج إلى مركز تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، يسهم في دعم النمو المستدام للاقتصاد الوطني، ويعزز قدرات الشركات الوطنية الكبرى، وتسريع الخطط الاستثمارية.
ودشن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، قبل عامين، برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص المخصص للشركات المحلية، بهدف تطوير الشراكة بين الأجهزة العامة والخاصة، وتسريع تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في زيادة مرونة الاقتصاد، ودعم الازدهار والنمو المستدام.
وأكد، خلال تدشينه برنامج «شريك»، أثناء اجتماع افتراضي ترأسه، بحضور عدد من الوزراء، إلى جانب كبار رجال الأعمال ورؤساء شركات كبرى في المملكة، أن بناء قطاع خاص حيوي ومزدهر يُعدّ من الأولويات الوطنية للبلاد، لما يمثله من أهمية ودور حيوي بصفته شريكاً رئيسياً، في ازدهار وتطور الاقتصاد؛ ليواصل أداء مهامه الداعمة، لتحقيق الطموحات الوطنية التي حددتها «رؤية 2030».
وذكر حينها أن الاستثمارات التي سيقوم بضخها القطاع الخاص مدعوماً ببرنامج «شريك» ستوفر مئات آلاف من الوظائف الجديدة، وستزيد مساهمة الشركات الوطنية في الناتج المحلي الإجمالي، وصولاً إلى تحقيق الهدف المرسوم له ضمن مستهدفات «رؤية المملكة» التي تسعى لرفع مساهمة هذا القطاع إلى 65 في المائة بحلول 2030.


مقالات ذات صلة

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

يعقد مجلس الوزراء السعودي غداً جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:10

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030».

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:56

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات.

عبير حمدي (الرياض)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.