أثارت قضية الأطفال غير المصحوبين بذويهم قلقاً كبيراً في تركيا عقب كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) اللذين ضربا 11 ولاية في جنوب وشرق وجنوب شرقي البلاد، إلى جانب مناطق في شمال غربي سوريا، وسط تحذيرات من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن أكثر من 7 ملايين طفل تضرروا جراء الزلزالين المدمرين، معربة عن مخاوفها من مقتل آلاف آخرين.
وأكدت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية أنه تم تسليم 1543 من الأطفال غير المصحوبين بذويهم إلى أسرهم من بين 1911 طفلاً تم نقلهم من الولايات الـ11 المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط).
وقالت الوزارة، في بيان عبر «تويتر»، الخميس، «إنه تم تسجيل 1911 طفلاً غير مصحوبين بذويهم، وبعد التحقق من هوية المتقدمين لاستعادتهم والتحقق منها، تم تسليم 1543 طفلاً إلى عائلاتهم، ونقل 95 إلى الرعاية المؤسسية من قبل وزارتنا بعد علاجهم. وتتم متابعة عملية العلاج المستمرة لـ273 طفلاً في المستشفيات عن كثب».
وجاء في البيان أنه «تم تحديد هويات 1830 طفلاً في الولايات التي ضربها الزلزالان، بينما لم يتم التعرف على هويات 81 طفلاً حتى الآن».
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن ما مجموعه 4.6 مليون طفل يعيشون في 11 ولاية تركية ضربها الزلزالان، فيما يعيش 2.5 مليون طفل في المناطق المتضررة في سوريا. وتعد عملية رعاية الأطفال غير المصحوبين بذويهم بعد الكارثة أكثر حساسية من الأطفال الآخرين المتضررين، وذلك من النواحي القانونية والنفسية والاجتماعية.
وتلقت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية أكثر من 200 ألف طلب، لتبني الأطفال من قبل الأسر الراغبة في رعايتهم. ويقول قانونيون إن الأطفال الذين تركوا من غير ذويهم يعدون الآن أطفالاً «سلامتهم معرضة للخطر» بحسب قانون حماية الطفل، ويجب على السلطات القضائية والإدارية، وموظفي إنفاذ القانون، والمؤسسات الصحية والتعليمية، والمنظمات غير الحكومية، إخطار وزارة الأسرة حول الأطفال المحتاجين إلى الحماية.
وتعد خطوة «تحديد هوية» الطفل، الخطوة الأولى عندما يتم العثور عليه غير مصحوب بذويه في منطقة زلزال، أو عندما يجري إخطار الوزارة بذلك، وبدأ تنفيذ الأمر من خلال برنامج «درين غورو» (بصيرة) الذي وضعه «مجلس البحث العلمي والتكنولوجي» في تركيا منذ اليوم الأول لكارثة الزلزال.
ويتولى البرنامج مراقبة معلومات الأشخاص الذين يتلقون الرعاية في المستشفيات، ويحاول مطابقتها مع معلومات الأطفال. كما تستخدم صور الأطفال لعمل المطابقات عبر متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب السجلات الرسمية. وتم لمّ شمل عشرات الأطفال مع عائلاتهم بعد الزلزال بفضل هذا البرنامج.
ويؤكد الخبراء أن الأطفال ضحايا الزلزال يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي بشكل عاجل أيضاً، وأنه من الضروري العودة إلى المعتاد في التعامل مع آثار الكوارث، لافتين إلى أن هذه العملية تصبح أصعب بالنسبة للأطفال الذين فقدوا ذويهم في الكارثة.
وأرسلت السلطات التركية وبعض المنظمات غير الحكومية إلى مناطق الزلزال، أكثر من 20 ألف متخصص في مجال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا الكارثة. وابتكرت «جمعية أطفال الأرض» نموذجاً للعائلات التي فقدت أطفالها، والأطفال الذين فقدوا أسرهم بالزلزال، وتجري مشاركة الردود التي تتلقاها مع الوحدات ذات الصلة بوزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية، وتم إعادة كثير من الأطفال إلى عائلاتهم بفضل هذا النموذج.
ويستخدم المتخصصون العاملون في مجال الدعم النفسي والاجتماعي ألعاباً لمساعدة الأطفال على التغلب على القلق. كما يسمحون لهم بالتعبير عن مشاعرهم من خلال ممارسة الرياضة والفنون، في نقاط أقيمت في مدن الخيام والحاويات في الولايات المنكوبة.
فرق متخصصة تقدم الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا زلزال تركيا
قضية الأطفال غير المصحوبين بذويهم تثير قلقاً
فرق متخصصة تقدم الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا زلزال تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة