النفط يتراجع بفعل مخاوف بشأن الإمدادات الروسية

براميل نفط تابعة لشركة «لوك أويل» الروسية (رويترز)
براميل نفط تابعة لشركة «لوك أويل» الروسية (رويترز)
TT

النفط يتراجع بفعل مخاوف بشأن الإمدادات الروسية

براميل نفط تابعة لشركة «لوك أويل» الروسية (رويترز)
براميل نفط تابعة لشركة «لوك أويل» الروسية (رويترز)

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين، في جلسة اتسمت بالتذبذب، إذ أدى ارتفاع الدولار إلى العزوف عن الشراء، رغم أن الخسائر كانت محدودة بسبب مخاوف الإمدادات بعد أن أوقفت روسيا الصادرات إلى بولندا عبر خط أنابيب رئيسي.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا، أو 0.4 في المائة، إلى 82.82 دولار للبرميل الساعة 14:30 بتوقيت غرينيتش، في حين جرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 75.94 دولار، بانخفاض 38 سنتا أو 0.5 في المائة. وأغلق خاما القياس على ارتفاع أكثر من 90 سنتا يوم الجمعة. وفي غضون ذلك ارتفع الدولار مقتربا من أعلى مستوياته في سبعة أسابيع أمس، بعدما عززت مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية القوية التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيضطر للمضي في رفع أسعار الفائدة لفترة أطول. ويجعل ارتفاع الدولار السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية أعلى سعرا بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
وأعلنت مصفاة «بي كيه إن أورلين» البولندية يوم السبت أن روسيا علقت صادراتها من النفط إلى البلاد عبر خط أنابيب دروجبا، وذلك غداة تسليم بولندا دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا.
وأفادت روسيا أمس، بأنها أوقفت تدفق شحنات النفط إلى بولندا بعد عدم تلقي شركة «ترانسنيفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب المستندات اللازمة، ليتم السماح للخام بمغادرة البلاد.
وقال المتحدث باسم شركة «ترانسنيفت» إيجور ديومين، إن منتج النفط، الذي كان من المقرر أن يتم تسليمه إلى بولندا في الأيام الأخيرة من شهر فبراير (شباط) الجاري، لم يرسل أوامر الشحن أو رسوم العبور «الترانزيت»، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وأضاف ديومين أنه تم تغيير جدول التحميل الخاص بالشركة لاستبعاد التدفقات إلى المصافي البولندية. ومن أجل توصيل الخام إلى الأسواق الأجنبية، تشترط شركة «ترانسنيفت» تقديم خطة تصدير معتمدة من وزارة الطاقة الروسية، وتقديم أوامر الشحن من قبل منتجي النفط.
كانت روسيا أعلنت هذا الشهر خطة لخفض صادراتها النفطية عبر موانئها الغربية بما يصل إلى 25 في المائة في مارس (آذار) مقارنة مع فبراير، وهو ما يتجاوز خفضها السابق للإنتاج الذي بلغ خمسة في المائة.
في الأثناء، توقع بنك غولدمان ساكس، أن يبلغ برنت في المتوسط 90 دولارا للبرميل في الربع الثاني من 2023 مقابل تقدير سابق عند 105 دولارات للبرميل. غير أنه توقع ارتفاع أسعار النفط تدريجيا إلى 100 دولار للبرميل بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهو المستوى المتوقع استمراره في 2024، بافتراض زيادة إنتاج «أوبك» مليون برميل يوميا في النصف الثاني من العام الجاري.
وقال البنك في مذكرة أمس: «إذا أبقت (أوبك) على إنتاجها الحالي، فمن المحتمل أن يصل سعر برنت إلى 107 دولارات للبرميل في ديسمبر». متوقعا تعافي الطلب الصيني، وأن يدفع ثبات حجم الإمدادات من الدول غير الأعضاء في «أوبك» السوق إلى العجز اعتبارا من يونيو (حزيران) المقبل فصاعدا.


مقالات ذات صلة

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

الاقتصاد العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت دون الهدف المحدد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد عامل في صناعة النفط والغاز يسير أثناء عمليات منصة حفر في حقل زيتيباي في منطقة مانجستاو بكازاخستان (رويترز)

النفط يتراجع مع زيادة المخزونات الأميركية... والعين على اجتماع «أوبك بلس» الأحد

تراجعت أسعار النفط قليلاً في التعاملات الآسيوية، الخميس، بعد قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة قبل عطلة عيد الشكر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه قادة في البحرية الإيرانية يوم 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

إيران تطوي حرب لبنان وتعود إلى سجال المال والنفط

رغم ترحيبها الرسمي، أظهرت طهران مواقف متحفظة من وقف النار في لبنان، وحتى مع تكرار تأكيدها الرد على إسرائيل، قالت إنها ستراعي «التطورات في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نموذج لحفار نفط وفي الخلفية شعار «أوبك» (رويترز)

السعودية وروسيا وكازاخستان تشدد على الالتزام الكامل بالتخفيضات الطوعية لـ«أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا وكازاخستان، يوم الأربعاء، أهمية الالتزام الكامل بتخفيضات إنتاج النفط الطوعية، التي اتفق عليها تحالف «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
TT

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

قالت منظمة التجارة العالمية، في بيان، إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص، يوم الجمعة، مما يعني أن ولايتها الثانية ستتزامن مع ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وتتوقع مصادر تجارية أن يكون الطريق أمام المنظمة، التي يبلغ عمرها 30 عاماً، مليئاً بالتحديات، ومن المرجح أن يتسم بالحروب التجارية، إذ هدد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع من المكسيك وكندا والصين.

وتحظى أوكونجو - إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة التي صنعت التاريخ في عام 2021 عندما أصبحت أول امرأة وأول أفريقية تتولى منصب المدير العام للمنظمة، بدعم واسع النطاق بين أعضاء منظمة التجارة العالمية. وأعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستترشح مرة أخرى، بهدف استكمال «الأعمال غير المكتملة».

ولم يترشح أي مرشح آخر أمام أوكونجو - إيويالا. وقالت مصادر تجارية إن الاجتماع أوجد وسيلة لتسريع عملية تعيينها لتجنب أي خطر من عرقلتها من قبل ترمب، الذي انتقد فريق عمله وحلفاؤه كلاً من أوكونجو - إيويالا ومنظمة التجارة العالمية خلال الفترات الماضية. وفي عام 2020، قدمت إدارة ترمب دعمها لمرشح منافس، وسعت إلى منع ولايتها الأولى. ولم تحصل أوكونجو - إيويالا على دعم الولايات المتحدة إلا عندما خلف الرئيس جو بايدن، ترمب، في البيت الأبيض.

وفي غضون ذلك، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات». وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنّ من أول إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات... وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية في مؤتمرها الصحافي اليومي الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة. وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل، وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده» ترمب، معربة عن اعتقادها بأن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، إذ يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين. وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي جينبينغ، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة. وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».