هل تشكل الأطعمة المحترقة خطراً على صحتك؟

أثارت فكرة إمكانية تناول الأطعمة المحترقة الكثير من الجدل بين العلماء وخبراء الصحة (رويترز)
أثارت فكرة إمكانية تناول الأطعمة المحترقة الكثير من الجدل بين العلماء وخبراء الصحة (رويترز)
TT

هل تشكل الأطعمة المحترقة خطراً على صحتك؟

أثارت فكرة إمكانية تناول الأطعمة المحترقة الكثير من الجدل بين العلماء وخبراء الصحة (رويترز)
أثارت فكرة إمكانية تناول الأطعمة المحترقة الكثير من الجدل بين العلماء وخبراء الصحة (رويترز)

لطالما أثارت فكرة إمكانية تناول الأطعمة المحترقة الكثير من الجدل بين العلماء وخبراء الصحة، حيث أشار بعضهم إلى خطورة هذه الأطعمة على صحة الإنسان، فيما أكد البعض الآخر عدم وجود أي دليل علمي يثبت هذا الأمر.
ووفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد ذكرت دراسة أجريت في عام 2002 بواسطة علماء في جامعة ستوكهولم أن هناك مادة تسمى الأكريلاميد تتشكل على بعض الأطعمة عند تعرضها لدرجة حرارة تزيد عن 120 درجة مئوية، بما في ذلك رقائق البطاطس والخبز والبسكويت والقهوة وحبوب الإفطار. وقال العلماء إن هناك جرعات معينة من مادة الأكريلاميد تجعلها مسرطنة في الحيوانات، ولكنهم أكدوا أن هذه الجرعات أعلى بكثير من تلك الموجودة في غذاء الإنسان. وتقول الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إن مادة الأكريلاميد يمكن أن تزيد من خطر إصابة البشر بالسرطان، وخاصة الأطفال.
ومن جهته، قال ليو سكوتن، الأستاذ المشارك في علم الأوبئة بجامعة ماستريخت في هولندا، إنه قام هو وعدد من زملائه بالتحقيق في الصلة بين تناول مادة الأكريلاميد وجميع أنواع السرطان، ووجدوا أن هناك خطراً أكبر للإصابة بسرطان بطانة الرحم والمبيض لدى النساء اللائي تعرضن بدرجة عالية للمادة. ولفتت دراسة أميركية نشرت في عام 2012 إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض وبطانة الرحم بين النساء اللائي تناولن كميات كبيرة من مادة الأكريلاميد.
لكن رغم هذه النتائج، فقد أشار الكثير من الخبراء إلى عدم التوصل إلى نتيجة محددة تدعم هذا الاعتقاد، مشيرين إلى إمكانية وجود عوامل أخرى ساهمت في الإصابة بالسرطان. فعلى سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين يتناولون مستويات عالية من مادة الأكريلاميد قد يتبعون أيضاً خيارات نمط حياة أخرى تعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالمرض الخبيث.
وتقول فاطمة صالح، الأستاذة المشاركة في علوم المختبرات الطبية في جامعة بيروت العربية في لبنان: «بعد ما يقرب من 30 عاماً من تصنيفها على أنها (مادة مسرطنة محتملة للإنسان)، لا يزال هناك دليل غير متسق على قدرة الأكريلاميد المؤكدة في الإصابة بالسرطان في البشر. ومع ذلك، إذا واصلنا إجراء المزيد من الدراسات على البشر، فقد يكون لدينا بيانات كافية للتأكد من هذا الأمر».
وفي عام 2010. اقترحت لجنة خبراء مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، معنية بالمواد المضافة إلى الأغذية أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات طويلة الأجل لفهم الصلة بين مادة الأكريلاميد والسرطان. ومع ذلك، فقد دعمت اللجنة الجهود المبذولة لتقليل مستويات مادة الأكريلاميد في الغذاء.
لكن رغم عدم تأكد النتائج الخاصة بالسرطان، فإن العلماء على يقين من أن مادة الأكريلاميد مادة سامة لأعصاب الإنسان، مما يعني أنها يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي. ولا يزال السبب الدقيق وراء ذلك غير مفهوم تماماً، ولكن من بين النظريات أن مادة الأكريلاميد تهاجم البروتينات الهيكلية داخل الخلايا العصبية أو قد تمنع الأنظمة المضادة للالتهابات التي تحمي الخلايا العصبية من التلف.
وقد ثبت أن التأثيرات السامة لمادة الأكريلاميد تراكمية، مما يعني أن استهلاك كمية صغيرة من مادة الأكريلاميد على مدى فترة طويلة من الزمن يمكن أن يزيد من خطر تأثيرها على الأعضاء على المدى الطويل.
وتقول فيديريكا لاغوزي، الأستاذة المساعدة في أمراض القلب والأوعية الدموية وعلم الأوبئة الغذائية في معهد الطب البيئي في السويد: «تشير الدلائل المستمدة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن التعرض طويل الأمد لمادة الأكريلاميد الغذائية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي، مثل الخرف، وقد يترافق مع اضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال».
وأشارت لاغوزي إلى وجود صلة بين زيادة تناول مادة الأكريلاميد عند الحوامل وانخفاض وزن الأطفال وحجم محيط رؤوسهم عند الولادة، مؤكدة أن «الأكريلاميد يمر عبر جميع الأنسجة، بما في ذلك المشيمة، لأنه يحتوي على وزن جزيئي منخفض وقابل للذوبان في الماء».
ويقول الخبراء إن هناك أيضاً طرقاً لتقليل مادة الأكريلاميد في المنزل عند الطهي، من بينها نقع البطاطس في ماء ساخن لمدة 10 دقائق عند صنع رقائق البطاطس، حيث يمكن أن يقلل ذلك من تكوين المادة بنسبة 90 في المائة تقريباً. كذلك أشار الخبراء إلى أن كشط الأجزاء المحترقة من الخبز المحمص تعد فكرة جيدة أيضاً.



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».