تفجرت أزمة حادة داخل «طاولة الستة» لأحزاب المعارضة قبل اجتماعها المقرر في الثاني من مارس (آذار) المقبل، والذي ينتظر أن يناقش قادة الأحزاب خلاله اسم المرشح المشترك لانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس رجب طيب إردوغان مرشح «تحالف الشعب» الذي يضم حزبي «العدالة والتنمية» الحاكم و«الحركة القومية».
وقعت الأزمة بعدما أدلى بولنت كوش أوغلو، أحد مساعدي رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو المقربين، بتصريح أكد فيه أن «طاولة الستة» أسست أصلا من أجل ترشيح كليتشدار أوغلو، وإذا لم تختره كمرشح للرئاسة فإنها ستنهار. وقوبل تصريح كوش أوغلو بردة فعل حادة من رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشينار، التي يشكل حزبها «تحالف الأمة» مع حزبي «الشعب الجمهوري» و«السعادة» إضافة إلى أنه عضو في «طاولة الستة» أيضا، مؤكدة أن «طاولة الستة» ليست «كاتب عدل» مهمته فقط التصديق على القرارات التي يتخذها حزب «الشعب الجمهوري».
وأضافت أن مسألة المرشح الرئاسي ستطرح على الطاولة في اجتماع الثاني من مارس (آذار) لبحث الطريقة التي سيتم اختياره بها. وطالبت أكشينار باستقالة بولنت كوش أوغلو بعد هذا التصريح، الذي اعتبرت أنه يخالف المبادئ التي قامت عليها «طاولة الستة»، قائلة إن «هذه الطاولة لم تعد من أجل ترشيح السيد كمال كليتشدار أوغلو أو حتى تكون كاتب عدل، بل من أجل مناقشة مستقبل تركيا واختيار الرئيس الثالث عشر للجمهورية الذي سينقل البلاد إلى الديمقراطية من جديد».
و«طاولة الستة» هي تحالف مبادئ، وليست تحالفاً انتخابياً، وتضم 6 أحزاب معارضة هي: «الشعب الجمهوري» برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«السعادة» برئاسة تمل كارامولا أوغلو، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، و«الديمقراطي» برئاسة جولتكين أويصال. وتسعى إلى إعادة النظام البرلماني المعزز، الذي انتهت من إعداد صيغته، بدلاً من النظام الرئاسي الحالي الذي تقول إنه كرس لنظام حكم الفرد، عبر إقصاء إردوغان وحزبه في الانتخابات المقبلة.
وأعلن قادة «الطاولة» في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي خريطة الطريق التي يعتزمون تطبيقها في حال الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار)، والتي تضمنتها وثيقة بعنوان «مذكرة التفاهم بشأن السياسات المشتركة».
وقالت مصادر من أحزاب الطاولة لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع المقبل قد لا يعلن بعده اسم المرشح المشترك للرئاسة، وقد يتم إرجاؤه إلى اجتماع آخر أو قد يفضل قادة الأحزاب الانتظار حتى تتضح الصورة بالنسبة لموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لأنه إذا كانت الانتخابات ستجري في 14 مايو (أيار)، سيعلن الرئيس رجب طيب إردوغان ذلك في 10 مارس (آذار). أما إذا كان سيتم العودة إلى الموعد الأصلي للانتخابات، فإن إعلان إردوغان سيتأخر حتى 10 أبريل (نيسان) المقبل.
وتشهد تركيا جدلاً حاداً هذه الأيام بشأن موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، وما إذا كانت ستُجرى في هذا الموعد الذي أعلنه إردوغان، أم في موعدها الأصلي في 18 يونيو (حزيران)، أم ستؤجَّل إلى موعد آخر، وكيف سيتم حساب أصوات الناخبين في الولايات الـ11 التي ضربها زلزالا 6 فبراير (شباط).
وتسعى «طاولة الستة» إلى تأخير إعلان اسم مرشحها حتى ما قبل الانتخابات بشهرين، وتعرضت لانتقادات من جانب الرئيس رجب طيب إردوغان لهذا السبب، كما يسود اعتقاد بأن أكشينار لا تدعم ترشيح زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو لمنصب الرئاسة كمرشح مشترك.
وتوقعت المصادر ألا يطرح كليتشدار نفسه كمرشح مشترك خلال اجتماع «الطاولة»، وأن ذلك قد يحدث عبر أحد القادة الآخرين على «الطاولة».
في غضون ذلك، وجه كليتشدار أوغلو انتقادات حادة لما وصفه بـ«سقوط السلطة في جنون انتخابي بينما الناس يموتون تحت أنقاض الزلزال».
وقال كليتشدار أوغلو في فيديو جديد بثه عبر حسابه على «تويتر» في ساعة مبكرة من صباح السبت، إن الحكومة تعيش مأزقا مع الانتخابات بينما تشهد البلاد كارثة غير مسبوقة.
وأضاف: «هذه الحكومة التي لم تفعل شيئا بشأن الزلازل منذ 20 عاماً، سقطت في اندفاع جمع الريع السياسي واستراتيجية الانتخابات، بينما الناس يموتون تحت الأنقاض… لقد انخرطوا في أعمال تسويق الإسكان، غيروا شعار حملتهم الانتخابية من قرن تركيا إلى كارثة القرن في غمضة عين، لم يخجلوا على الإطلاق، بينما حتى اليوم التاسع عشر من الزلزال، لم يستطع المتضررون الحصول على خيمة».
وفي ما يعد تأكيداً لرغبته في الترشح للرئاسة قال: «تركيا تنتظرنا. لدينا الكثير من العمل لنفعله معاً. أنت تستحق أفضل بكثير من المأوى، وستحصل على ما تستحقه».
تركيا: أزمة داخل «طاولة الستة» قبل اجتماع لتحديد مرشح للرئاسة
كليتشدار أوغلو انتقد «سقوط الحكومة في جنون الانتخابات» وسط كارثة الزلزال
تركيا: أزمة داخل «طاولة الستة» قبل اجتماع لتحديد مرشح للرئاسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة