بعد وفاة فتاة بإنفلونزا الطيور... إلى أي مدى يجب أن نشعر بالقلق؟

دجاج معروض في سوق في بنوم بنه في كمبوديا (إ.ب.أ)
دجاج معروض في سوق في بنوم بنه في كمبوديا (إ.ب.أ)
TT

بعد وفاة فتاة بإنفلونزا الطيور... إلى أي مدى يجب أن نشعر بالقلق؟

دجاج معروض في سوق في بنوم بنه في كمبوديا (إ.ب.أ)
دجاج معروض في سوق في بنوم بنه في كمبوديا (إ.ب.أ)

توفيت فتاة كمبودية؛ بسبب إنفلونزا الطيور الأسبوع الماضي، الأمر الذي يثير التساؤلات حول مدى القلق الذي يجب أن نشعر به إزاء انتشار الإنفلونزا... وما المخاطر التي قد تحدث؟ وسط اهتمام بتفشي فيروس آخر، وهو «كورونا».
وأصيب والد الفتاة الكمبودية بإنفلونزا الطيور بعد وفاة ابنته بالفيروس نفسه، حسب ما أعلن مسؤولو الصحة أمس (الجمعة)، وذلك بعد أن ظهرت على الفتاة البالغة 11 عاماً، في 16 فبراير (شباط) عوارض حمى وسعال والتهاب في الحلق. وتوفيت الأربعاء بفيروس إنفلونزا الطيور (إتش 5 إن 1)، وفق بيان لوزارة الصحة الكمبودية.
وجمعت السلطات الكمبودية، الخميس، عينات من 12 شخصاً كانوا على اتصال بالفتاة. وكان والدها البالغ 49 عاماً، الوحيد بين المجموعة الذي جاءت نتيجة فحصه إيجابية، رغم عدم ظهور أية عوارض عليه، وفق السلطات. ويبحث مسؤولو الصحة عن مصدر التفشي.
وتعد تلك الفتاة الحالة رقم 58 المسجلة بإنفلونزا الطيور في كمبوديا، منذ اكتشاف أول إصابة بشرية لديها قبل نحو عقدين.
وعُثر على طيور برية نافقة في بحيرة قرب قرية الفتاة النائية.
وعموماً ينتشر المرض من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى التيقظ بعد رصد إنفلونزا الطيور في ثدييات في وقت سابق هذا الشهر، لكنها أكدت أن الخطر على الإنسان ضئيل.
وتشهد أوروبا أسوأ انتشار لفيروس إنفلونزا الطيور منذ أواخر 2021، بينما تشهد الأميركتان تفشياً شديداً.
وأُعدمت عشرات الملايين من الطيور الداجنة في أنحاء العالم، يحمل عديد منها فيروس «إتش 5 إن 1».
وقالت المنظمة العالمية لصحة الحيوان، هذا الشهر، إنه أُبلغ عن أعداد متزايدة من إصابات الإنفلونزا في الطيور والثدييات، متضمنة أعداداً مهولة من الوفيات بين الأنواع المصابة بها، مثل ثعالب الماء والفقمات.
وقالت المنظمة العالمية إن التقارير عن تفشي الإصابات في حيوان المنك بإسبانيا زادت من المخاوف؛ لأن الحالات التي تضم أعداداً كبيرة من الحيوانات التي تظل قريبة من بعضها بعضاً تؤدي إلى تفاقم خطر انتقال العدوى على نطاق أوسع.
وتسبب تفشي المرض على مستوى العالم في نفوق عشرات الآلاف من الطيور البرية.
وأثار رصد الفيروس أخيراً في عدد من الثدييات، بما فيها الثعالب وثعالب الماء والمنك وأسود البحر وحتى الدببة الرمادية، مخاوف من أن يكون البشر أكثر عرضة للخطر.
وعلى مستوى العالم سُجل أكثر من 450 حالة وفاة بإنفلونزا الطيور منذ بداية 2003، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وكان البروفسور ستيفن تشو الحائز جائزة نوبل، ووزير الطاقة السابق في الولايات المتحدة، قد أعرب عن قلقه في مؤتمر علمي الشهر الجاري في سياتل مما يحدث في الصين بشأن تفشي إنفلونزا الطيور، حسبما أفادت صحيفة «تايمز» البريطانية.
ومنذ أن تم اكتشاف سلالة إنفلونزا الطيور (إتش 5 إن 1) لأول مرة مما جعلها تقفز إلى البشر في عام 1996، كان هناك أكثر من 850 حالة. بالنسبة لهؤلاء البشر، كان معدل الوفيات مرتفعاً بالفعل، رغم أنه من المؤكد تقريباً أن هناك مبالغة كبيرة في التقدير؛ بسبب عدد الحالات الخفيفة التي يتم تفويتها.
ويقول إيان براون، رئيس علم الفيروسات في الحيوان والنبات في المملكة المتحدة: «هناك توسع كبير في الأشهر الـ12 إلى الـ18 الماضية. وفي المملكة المتحدة، كنا نتعامل مع أكبر تفشٍ شهدناه على الإطلاق. لقد كان له تأثير كبير جداً جداً على صناعة الدواجن».
وتابع براون: «إننا نرى إنفلونزا الطيور أصبحت أكثر انتشاراً وأقل موسمية، وتوجد في أماكن أكثر من أي وقت مضى. إنها موجودة في كل مكان باستثناء القارة القطبية الجنوبية وأستراليا».
وحسب الصحيفة البريطانية، يبحث بعض العلماء في المملكة المتحدة تطوير لقاحات ضد إنفلونزا الطيور تعتمد على بعض التقنيات التي تم استخدامها في تطوير لقاحات «كوفيد»، كما تبحث بلدان في تطعيم الدواجن، لكن هذا الأمر له تكاليف أيضاً.


مقالات ذات صلة

من العصائر والشاي إلى الحقن... هل هناك أي فوائد لتطهير القولون؟

صحتك هل لتطهير القولون فوائد؟ (Science Photo Library)

من العصائر والشاي إلى الحقن... هل هناك أي فوائد لتطهير القولون؟

لطالما تم الترويج لتنظيف القولون بوصفه الحل لعدد لا يحصى من المشكلات الصحية، من التعب إلى فقدان الوزن وحتى مشكلات البشرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي؛ لأنه غير آمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تطوير خلايا الدم يأتي وسط توقع حدوث نقص في الدم بالمرافق الطبية (رويترز)

اليابان: بدء التجارب على خلايا الدم الاصطناعية في مارس

من المقرر أن تبدأ في اليابان في شهر مارس المقبل دراسة سريرية لخلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي يمكن تخزينها لعمليات نقل الدم في أوقات الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق طفلة تضع الخوذة أثناء ركوبها الدراجة (رويترز)

من بينها ركوب الدراجة دون خوذة... 5 أنشطة صيفية لا يسمح أطباء الطوارئ لأطفالهم بها

عند المرح في الهواء الطلق، خصوصاً مع الصغار، من المؤكد أن الحوادث والإصابات تحدث أحياناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أسترالي فَقَد ساقه بهجوم قرش يتعهَّد بركوب الأمواج «قريباً جداً»

أقوى من مباغتات القدر (مواقع التواصل)
أقوى من مباغتات القدر (مواقع التواصل)
TT

أسترالي فَقَد ساقه بهجوم قرش يتعهَّد بركوب الأمواج «قريباً جداً»

أقوى من مباغتات القدر (مواقع التواصل)
أقوى من مباغتات القدر (مواقع التواصل)

عبَّر راكب الأمواج الأسترالي كاي ماكنزي (23 عاماً) عن امتنانه للدعم اللامحدود بعد هجوم تعرَّض له من «أكبر قرش رأيته على الإطلاق»، تسبَّب بفقدانه ساقه، وتعهَّد بأنه سيعود إلى المياه «قريباً جداً» بعد تعافيه من الجراحة.

ووفق «الغارديان»، تعرَّض ماكنزي لهجوم من قرش أبيض كبير يُعتَقد أنّ طوله يبلغ 3 أمتار، الثلاثاء، خلال ركوب الأمواج قبالة شاطئ نورث شور على الساحل الشمالي لنيو ساوث ويلز في أستراليا.

وتمكّن من صدّ القرش قبل ركوبه موجة إلى الشاطئ، وعولج بأربطة ضاغطة مؤقتة، قبل نقله جواً إلى مستشفى «جون هنتر» في نيوكاسل.

انجرفت ساق ماكنزي المقطوعة إلى الشاطئ بعد وقت قصير من الهجوم، ونُقل إلى المستشفى حيث أُخضع لجراحة، وبدأ بالتعافي، واستقرت حالته، بداية الأسبوع الحالي.

وفي منشور عبر «إنستغرام»، وصف القرش بأنه «أكبر ما رأيته»، وقال إنّ الهجوم كان «مشهداً مجنوناً جداً، وأرعبني حتى الموت».

لم يُكشف عن محاولة إعادة الساق إلى مكانها؛ وبدا ماكنزي، وهو رياضي يتلقّى رعاية مادية، متفائلاً بشأن عودته لركوب الأمواج. كتب: «إذا كنتم تعرفون شخصيتي حقاً، فستُدركون أنّ ما حدث لا يعني شيئاً بالنسبة إليَّ. سأعود إلى المياه نفسها قريباً جداً»، متوجّهاً بالشكر إلى «الطيبين» الذين بعثوا برسائل دعم، وتبرّعوا لصفحة أُنشئت لمساعدة عائلته في التكاليف الطبّية، وإعادة التأهيل.

«لكل منكم... للأساطير، لأي شخص وكل شخص؛ دعمكم يعني لي العالم بأسره. إنه لأمر رائع أن أرى كثيراً من الناس يدعمونني... نحن ممتنّون جداً لكلّ شيء»، تابع ماكنزي.

وقد جمعت صفحة «GoFundMe» أكثر من 150 ألف دولار منذ إنشائها، صباح الأربعاء.

وفي بيان، وجَّهت عائلته الشكر للمارّة ولرجال الإنقاذ على الشاطئ، وللطاقم الطبي في مستشفيَي «بورت ماكواري» و«جون هنتر».