أجرت تركيا أولى عمليات اختبار الأراضي التي سيتم إقامة المباني الجديدة عليها في الولايات المنكوبة بالزلزال، في حين تواصلت أعمال إزالة الأنقاض وفحص المباني المتضررة على قدم وساق في الولايات الـ11 المنكوبة في اليوم التاسع عشر لكارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) الحالي.
وبدأت أولى عمليات اختبار الأراضي التي سيتم إقامة المباني الجديدة عليها في الولايات المنكوبة في بلدة إصلاحية في غازي عنتاب جنوب شرقي البلاد، الجمعة، تمهيداً للبدء في الإنشاءات.
وقال وزير البيئة والتطوير العمراني والتحضر، مراد كوروم، في تصريحات في أديامان جنوب البلاد، الجمعة، إن المباني الجديدة ستقوم على بعد من 500 إلى 600 متر بعيداً عن خط الصدع الزلزالي، وستتراوح الارتفاعات بين 3 و4 طوابق.
وأضاف أنه تم تحديد 520 ألف وحدة سكنية منهارة أو بحاجة للهدم فوراً، مشيراً إلى أنه تم فحص 4 ملايين و511 ألف وحدة سكنية داخل مليون و250 مبنى في 11 ولاية ضربها زلزالا 6 فبراير.
وتابع أنه تم التوصل إلى وجود 520 ألف وحدة سكنية مستقلة داخل 164 ألفاً و321 مبنى منهاراً أو بحاجة إلى الهدم العاجل أو به أضرار بالغة جراء الزلزال، مؤكداً عزم الحكومة تعويض المواطنين عن منازلهم المتضررة خلال عام واحد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أعلن، الثلاثاء، أن الحكومة ستشرع ببناء بيوت لـ270 ألف أسرة بالمدن والأرياف في الولايات الـ11 المتضررة من كارثة الزلازل بداية من مارس (آذار) المقبل.
وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بإعادة بناء المنازل في غضون عام، لكن خبراء قالوا إن السلطات يجب أن تضع السلامة في الاعتبار قبل السرعة. وانهارت بعض المباني التي كان من المفترض أن تتحمل الهزات الأرضية جراء أحدث الزلازل.
* إتاحة التبرع بالمباني
وأصدر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرسوماً نُشر بالجريدة الرسمية، الجمعة، تضمن قواعد جديدة بشأن إعادة بناء المناطق التي دمرتها الزلازل، يتيح للشركات والمؤسسات والمنظمات الخيرية والأفراد المساعدة في المهمة العاجلة لبناء منازل جديدة للملايين الذين يحتاجون إلى مساكن بديلة بعد الكارثة.
وبموجب اللوائح الجديدة التي تضمنها المرسوم الرئاسي، سيتمكن الأفراد والشركات والمؤسسات والمنظمات من بناء مساكن وأماكن عمل والتبرع بها لوزارة التنمية والتطوير العمراني والتحضر؛ إذ سيتم تسليمها بعد ذلك إلى المحتاجين.
في الوقت ذاته، قررت محكمة الصلح والجزاء في ولايتي ديار بكر (جنوب شرقي) وعثمانية (جنوب)، وقف أعمال هدم المباني المتضررة من الزلزال لمنع خسارة أي حقوق، وجمع الأدلة وتحديد المسؤولية الجنائية، وذلك بموجب دعاوى عاجلة أقامتها نقابتا المحامين في الولايتين.
وتوقفت أعمال الهدم في ديار بكر بقرار من المحكمة؛ إذ حددت أعمال التقييم تضرر 1620 مبنى بأضرار جسيمة تستوجب الهدم، و1803 مبانٍ بأضرار متوسطة، كما تقرر هدم 71 مبنى بشكل عاجل، تم الانتهاء من هدم 3 منها، قبل صدور قرار وقف الهدم، منعاً لضياع أي حقوق في المستقبل من حيث المسؤولية القانونية والجنائية.
وتم اتخاذ قرار مماثل في ولاية عثمانية، بموجب دعوى رفعتها نقابة المحامين لوقف هدم 300 مبنى تضررت بشدة من الزلزال قبل اكتمال جمع الأدلة، ما أدى إلى تعليق أعمال إزالة الحطام وإزالة المباني قبل الانتهاء من جمع الأدلة كإجراء احترازي.
في السياق، أعلن وزير العدل بكر بوزداغ، الجمعة، أنه تم القبض على 171 شخصاً، في حين تم توقيف 77 آخرين في إطار تحقيق حول انتهاك قواعد المباني المنهارة في منطقة الزلزال.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) تسجيل 8 آلاف و550 هزة ارتدادية عقب زلزالي 6 فبراير المدمرين.
وقال مدير عام قسم الزلازل والحد من المخاطر في الإدارة، أورهان تتار، إن سكان المنطقة شعروا بقسم كبير من هذه الهزات، وإنه من المتوقع أن تشهد المنطقة خلال الأيام المقبلة هزات ارتدادية تفوق شدتها 5 درجات على مقياس ريختر.
إلى ذلك، تم الكشف عن تشكل صدوع على ضفاف نهر الفرات بقضاء سيفرك بولاية شانلي أورفا (جنوب شرقي تركيا)، يمتد بعضها لأمتار، بعمق مترين عقب زلزالي 6 فبراير.
وقال عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا في جامعة حران التركية، البروفيسور سادات باناك، إن مجموعة من الأكاديميين تعد حالياً تقريراً علمياً مفصلاً عن تلك الصدوع.
ونقلت وكالة «الأناضول»، عن الأكاديمي التركي، أن تشكل الصدوع عقب الزلازل أمر طبيعي، مشيراً إلى أن الصخور تسقط بسهولة خلال الزلازل، داعياً المواطنين إلى عدم القلق.
على صعيد المساعدات في المناطق المنكوبة بالزلزال، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن دولاً هرعت لمساعدة تركيا إثر كارثة الزلزال، وأقامت 31 مستشفى ميدانياً في المناطق التي حلت بها الكارثة.
وقالت الوزارة، في بيان على حسابها في «تويتر»، إن المستشفيات الميدانية أقيمت في مناطق متضررة من الزلزال من قبل 28 دولة.
وحول المساعدات الأخرى التي تم إيصالها إلى تركيا بتنسيق مع ممثلياتها الخارجية، لفتت الوزارة إلى وصول 109 آلاف و574 خيمة، و246 منزلاً مسبق الصنع، ومليون و499 ألفاً و207 بطانيات، و211 ألفاً و839 كيس نوم.
وأضافت أنه تم أيضاً وصول 26 ألفاً و622 مولد كهرباء، و5 آلاف و928 طناً من الملابس، و5 آلاف و746 طناً من الأغذية، وغيرها من المساعدات.
وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن 53 شاحنة عبرت من جنوب تركيا إلى شمال غربي سوريا، تحمل مساعدات من برنامج الغذاء العالمي والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال إنه من بين 53 شاحنة عبرت، الخميس، مرت 47 عبر باب الهوى، و6 عبر باب السلام، مشيراً إلى أنه جرى تمويل 27 في المائة من النداء العاجل لسوريا الذي يبلغ نحو 400 مليون دولار.
وبلغ عدد الشاحنات التابعة للأمم المتحدة التي عبرت المعابر الحدودية السورية 335 شاحنة منذ 9 فبراير الحالي.