على سرير بمستشفى الخضراء العام بالعاصمة الليبية طرابلس، لفظت رضيعة أنفاسها الأخيرة متأثرة بطلق ناري تلقته في صدرها بالخطأ من سلاح كان يحمله والدها.
وقالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، (الجمعة) إنها تلقت بلاغاً من نقطة مستشفى الخضراء، التابعة لمديرية أمن طرابلس، بإصابة طفلة رضيعة عمرها شهر ونصف الشهر بعيار ناري، نقلت على أثره إلى المستشفى، «لكنها سرعان ما فارقت الحياة».
وينتشر السلاح في يد المواطنين الليبيين بمختلف أنواعه وأحجامه، منذ اندلاع «ثورة 17 فبراير» (شباط)، التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، دون محاولة جادة لجمعه من السلطات الأمنية.
وأوضحت وزارة الداخلية، أن مركز شرطة عين زارة بالعاصمة، أحال والد الرضيعة، المتهم بالواقعة، إلى مكتب البحث الجنائي بطرابلس، الذي أفاد أمام السلطات الأمنية بأن عياراً نارياً خرج من سلاح كان بحوزته وأصاب ابنته الرضيعة عن طريق الخطأ، ونقلت على أثر ذلك إلى المستشفى، ثم فارقت الحياة.
ونوهت وزارة الداخلية بأنها اتخذت الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وأحالت المتهم إلى النيابة العامة.
وعادة ما تتسبب فوضى السلاح في ليبيا في وقوع حوادث عديدة، وكثيراً من تحولت أفراح إلى مآتم؛ بسبب ما يطلقون عليه «الرصاص الطائش».
وتقول وزارات الداخلية، التي تعاقبت على ليبيا منذ اندلاع «ثورة 17 فبراير» إنها تواجه «تحديات جمة»، من بينها انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، وهو ما نقله مسؤول أمني، في حديث إلى «الشرق الأوسط» بقوله: «ما زال السلاح يُهرّب إلى البلاد من قبل عصابات الجريمة المنظمة».
وسبق لبوب سدون، المسؤول بدائرة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الألغام (أنماس)، القول إن «ليبيا تضم أكبر مخزون في العالم من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة، حيث تقدر تلك الأسلحة بما بين 150 ألف طن و200 ألف طن في جميع الأنحاء».