أكد كل من الإيطالي سيموني إنزاغي والإسباني جوسيب غوارديولا مدربي إنترميلان ومانشستر سيتي على أن طريقهما للعبور إلى ربع نهائي دوري الأبطال ما زال يحتاج للكثير من الجهد والقتال رغم انتزاع الأول الفوز على بورتو البرتغالي بهدف وحيد، والثاني العودة من معقل لايبزيغ الألماني بالتعادل 1-1 في ذهاب ثمن النهائي.
وكانت الترشيحات تميل بقوة لصالح سيتي لتحقيق فوز مريح على لايبزيغ، وخلال الشوط الأول الذي استحوذ فيه الفريق الإنجليزي بنسبة كبيرة على الكرة وسط اكتفاء منافسه بالدفاع جاءت الدقيقة 27 لتعلن عن هدف سيتي الأول عبر الجزائري رياض محرز الذي استغل تمريرة خاطئه من الدفاع فسيطر على الكرة وانطلق إلى داخل المنطقة مسددا في الشباك. وهو الهدف الثاني عشر في مختلف المسابقات هذا الموسم لمحرز الذي احتفل الثلاثاء ببلوغه الثانية والثلاثين. وكان الهدف بمثابة تأكيد على التوقعات وفتح الباب أمام سيتي المسيطر لزيادة غلته التهديفية، لكن الحال انقلب بالشوط الثاني حيث تخلى لايبزيغ عن حذره وهاجم سعيا للتعادل، وتحقق له ذلك من كرة ركنية قابلها قلب الدفاع الدولي الكرواتي يوشكو غفارديول برأسه قوية في الشباك بالدقيقة 70.
ورفض غوارديولا ادعاءات البعض بأن خصوم سيتي في دوري الأبطال ليسوا بالقوة التي تؤهلهم للمنافسة، وأكد على أن البطولة القارية الكبرى تزداد صعوبة عاما بعد عام، وربما كانت «سهلة» في السابق، وقال: «دوري الأبطال بطولة متطلبة جدا الآن، في السابق كانت سهلة جدا، لكن اليوم كل الفرق قوية حقا ومجهزة بشكل جيد وتحظى بمدربين رائعين». وأضاف المدرب الإسباني الفائز باللقب مرتين مع برشلونة في 2009 و2011: «تطلعاتي ليست كبيرة، لم أصل إلى هنا وأنا أفكر في الفوز 4-صفر. احتجنا إلى فرض السيطرة لأنها مواجهة من 180 دقيقة، لم أرغب في الخسارة هنا، لذا ستكون المباراة مفتوحة في مانشستر».
وردا على انتقادات غياب الفاعلية الهجومية في مباراة الذهاب بألمانيا أوضح: «كنت سعيدا بالأداء طيلة اللقاء وليس فقط في الشوط الأول، ماذا توقعتم؟ أن نلعب مباراة ودية هنا؟ كم عدد المباريات التي شاهدتموها للايبزيغ؟ يتوقع الناس أن نأتي إلى هنا للفوز 5-صفر، هذا ليس واقعيا. هذه رابع مباراة لنا في عشرة أيام وسافرنا في كل المباريات، نحن فريق جيد ونواصل عملنا الجيد، إذا توقع الناس أن نفوز 4-صفر فأنا آسف، لا يمكننا ذلك».
وأوضح: «بعد الهدف الذي تلقيناه، قدمنا 15 أو 20 دقيقة جيدة ورائعة، لاحت لنا فرص جيدة، كلا الفريقين في نصف ملعب المنافس، أنا سعيد بشأن المباراة بأكملها ليس فقط الشوط الأول، سنعود إلى مانشستر لخوض المباراة الحاسمة».
خاض مانشستر سيتي اللاهث وراء لقبه الأوروبي الكبير الأول، المباراة في غياب صانع ألعابه المؤثر البلجيكي كيفن دي بروين ومدافعه الإسباني إيمريك لابورت بداعي المرض، ولم يجر غوارديولا أي تغيير خلال اللقاء وحول ذلك قال: «لدي خيار لإجراء خمسة تغييرات لكن هذا ليس إجباريا، أنا مدرب أعرف ما هو المطلوب ويمكنني تحديد ما يجب فعله».
في المقابل، قال ماركو روزه مدرب لايبزيغ: «كانا شوطين مختلفين جداً جداً. لم نتواجد في الأول، ركضنا فقط خلف الكرة وكنا سيئين للغاية في إهدار التمريرات وهي في حوزتنا، كنا محظوظين لتخلفنا بفارق هدف وحيد في الشوط الأول، لكن في الثاني كان مختلفًا تمامًا، كنا أفضل مع الكرة، استعدناها ولعبنا كما خططنا وكان يمكننا أن نخرج بنتيجة أفضل».
ولم يشرك روزه مهاجمه الفرنسي الدولي وهدافه كريستوفر نكونكو منذ البداية بعد تعافيه مؤخرا من إصابة في ركبته أبعدته عن صفوف منتخب بلاده في كأس العالم الأخيرة في قطر، لكن كان عاملا مؤثرا في عودة القوة للايبزيغ بالشوط الثاني.
وعقب اللقاء أقفل ماركو روزه الباب أمام كل المتحدثين عن قرب رحيل قلب الدفاع الدولي الكرواتي غفارديول، مسجل هدف فريقه باللقاء والذي فرض حصارا شديدا على مهاجم سيتي العملاق النرويجي إرلينغ هالاند في وحرمه من الاقتراب للشباك.
وبات غفارديول في عامه الثاني مع لايبزيغ قادماً من دينامو زغرب، هدفاً للعديد من الأندية الأوروبية جراء المستوى الرائع الذي ظهر به إن كان مع فريقه أو بقميص منتخب بلاده في مونديال قطر العام الماضي.
وكانت وسائل إعلام ألمانية نقلت عن غفارديول قوله: «ربما سأغادر بعد كريستوفر (نكونكو)»، في إشارة إلى تقارير أفادت أن المهاجم الفرنسي توصل إلى اتفاق مع تشيلسي الإنجليزي.
وضع روزه حداً للتكهنات بشأن مستقبل قلب الدفاع، الذي من المرجح أن يغادر إلى الدوري الإنجليزي أيضا، قائلاً: «لا يبدو أن العناوين تزعجه... هو لاعب في لايبزيغ، وأعتقد أنه سيبقى معنا ولن نتركه يغادر».
وأردف: «خلال حديثه عن كريستوفر، ابتسم، ولكن بالتأكيد، في الصحف، لا يمكنكم رؤية الابتسامة. قال إنه يحب المكان هنا ويشعر بالراحة. كمدرب تريد أن تعمل مع أفضل اللاعبين».
وفي اللقاء الثاني ورغم فوز فريقه لم يستطع سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان الإيطالي إخفاء غضبه بعد فرط لاعبوه في حسم اللقاء بنتيجة مريحة قبل إلى بورتو لخوض مباراة الإياب بعد 3 أسابيع. وسجل البديل البلجيكي روميلو لوكاكو هدف المباراة الوحيد لإنتر ميلان في الدقيقة 86 رغم أن بورتو لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 77، بعد طرد أوتافيو الذي حصل على الإنذار الثاني بسبب تدخله القوي ضد التركي هاكان شالهان أوغلو.
ورغم أن هدف لوكاكو منح الإنتر دفعة معنوية لبلوغ الدور ربع النهائي في المسابقة القارية للمرة الأولى منذ 2011، فإن مواجهة الإياب في لشبونة بعد ثلاثة أسابيع لن تكون سهلة على رجال المدرب إنزاغي.
وكانت المواجهة بين المدربين إنزاغي وسيرجيو كونسيساو، الزميلين السابقين في لاتسيو الإيطالي الذي أحرزا سوياً معه الدوري والكأس في 2000، الكأس في 2004 بالإضافة إلى كأس السوبر الأوروبية 1999.
وكانت هذه المواجهة الخامسة بين الفريقين، وللمفارقة أن الأربع السابقة كانت جميعها في عام 2005: تأهل إنتر على حساب بورتو إلى ربع نهائي 2004-2005 (فوز وتعادل في ثمن النهائي) والتقيا مجدداً في دور المجموعات من الموسم التالي (فوز لكل فريق).
وبدأ البوسني إدين دجيكو أساسياً على حساب لوكاكو في خط الهجوم إلى جانب الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، فيما قاد الإيراني مهدي طارمي، صاحب الأهداف الخمسة في دور المجموعات، خط هجوم بورتو.
وقال إنزاغي عقب المباراة: «قدمنا مباراة رائعة أمام فريق متميز في النواحي الجسدية والفنية، نأسف على الفرص الضائعة في الشوط الأول».
وأضاف: «ساعدتنا التغييرات في الشوط الثاني، أردنا شيئا أكبر، لكننا نشعر بالرضا لأننا قدمنا مباراة رائعة وخرجنا فائزين، نتوقع أن تكون مباراة الإياب صعبة للغاية». وتابع: «أدى (مارسيلو) بروزوفيتش ولوكاكو بشكل جيد للغاية، وكذلك (دينزل) دومفريس و(روبن) جوسينس، أنا بحاجة للجميع لأنه ليس من السهل خوض مثل هذه المباريات».
وأشار: «في الشوط الأول كان علينا أن نمرر الكرة بشكل أسرع، كان علينا البناء بشكل أفضل وأسرع، بورتو هاجمنا بشراسة، كان علينا مجاراتهم وكنا نستحق التقدم في الشوط الأول».
وبعدما شاهد المهاجم البوسني إدين دزيكو يعرب عن غضبه عند استبداله في الدقيقة 58 ومشاركة لوكاكو صاحب الهدف، بدلا منه، وعلق إنزاغي على ذلك بالقول: «كنت أتوقع هذا السؤال، أنا أيضا كنت أشعر بغضب شديد عندما أخرج من الملعب في هذه المباريات، لكن يكفيني أني رأيته يقفز (فرحا) بعد هدف لوكاكو. هذه الأمور تحدث داخل الملعب بفعل الأدرينالين في تلك المباريات، علينا ألا ننسى أنه في هذه الأشهر الـ18 مع إنتر ميلان، قدم دزيكو الكثير».
ووضع إنتر حدا لأربع هزائم متتالية في ذهاب أدوار خروج المغلوب بدوري الأبطال، وتغنت الجماهير باسم لوكاكو الذي ابتلي بالإصابات هذا الموسم، وأصبح عليه تحمل عبء الهجوم في لقاء الإياب يوم 14 مارس (آذار) المقبل.