النفط يوقف نزيف الأيام الستة

توقعات بزيادة المخزونات الأميركية تحد المكاسب

مضخة نفطية تابعة لشركة «وينترشال» في مدينة ميبن شمال ألمانيا (رويترز)
مضخة نفطية تابعة لشركة «وينترشال» في مدينة ميبن شمال ألمانيا (رويترز)
TT

النفط يوقف نزيف الأيام الستة

مضخة نفطية تابعة لشركة «وينترشال» في مدينة ميبن شمال ألمانيا (رويترز)
مضخة نفطية تابعة لشركة «وينترشال» في مدينة ميبن شمال ألمانيا (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس، منهية ستة أيام من الخسائر التي عززتها مخاوف متزايدة من أن رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بمعدلات أكبر قد يضغط على النمو الاقتصادي ويعزز الطلب على الوقود. الارتفاع جاء بعدما سجل خام برنت أكبر خسائره في يوم واحد على مدى سبعة أسابيع خلال الجلسة السابقة، بينما حدت زيادة متوقعة في المخزونات الأميركية من المكاسب الناجمة عن فرض قيود على الإمدادات الروسية.
وبحلول الساعة 12:48 بتوقيت غرينيتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت واحدا في المائة أو 84 سنتا إلى 81.44 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 80 سنتا، أي ما يعادل 1.1 في المائة إلى 74.75 دولار للبرميل بعد ست جلسات من الخسائر.
وحظيت الأسعار بالدعم بعد اعتزام روسيا خفض صادراتها النفطية من موانئها الغربية بما يصل إلى 25 في المائة في مارس (آذار)، لتتجاوز تخفيضا أعلنت عنه للإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا.
وخسر كلا الخامين القياسيين أكثر من دولارين في الجلسة السابقة بسبب التوقعات بمزيد من الرفع لأسعار الفائدة. وكشف بيان أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) مساء الأربعاء أن غالبية مسؤولي البنك اتفقوا على أن مخاطر التضخم المرتفع تستدعي الاستمرار في رفع أسعار الفائدة.
في غضون ذلك، ارتفع الدولار مقابل سلة من العملات الأخرى في الأسابيع القليلة الماضية مما يجعل النفط أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى... لكن مكاسب النفط ظلت محدودة بفعل مؤشرات على زيادة مخزونات الخام.
وذكرت مصادر في السوق نقلا عن بيانات معهد البترول الأميركي أن مخزونات الوقود والنفط الخام زادت 9.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي. وتزيد مخزونات النفط الأميركية أسبوعيا منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي مما أثار مخاوف بشأن الطلب. وكان استطلاع لـ«رويترز» توقع زيادة 2.1 مليون برميل في مخزونات الخام الأسبوع الماضي.
وفي شأن منفصل، أظهرت توقعات الحكومة وصول الطلب في الهند على منتجات النفط المكرر لمستوى قياسي، مما يضيف إلى علامات ازدهار استهلاك الطاقة في أكبر اقتصادات آسيا في الوقت الذي تتخلى فيه الصين عن سياسة صفر «كوفيد»، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وأظهرت تقديرات خلية التخطيط والتحليل البترولي التابعة لوزارة النفط يوم الخميس، أن استهلاك منتجات النفط من المتوقع أن يرتفع بواقع 4.9 في المائة إلى 233.8 مليون طن خلال الـ12 شهراً التي تبدأ في أبريل (نيسان) المقبل. ومن المتوقع أن يزيد الطلب على الديزل بواقع أكثر من 4 في المائة، والغازولين بواقع نحو 8 في المائة، ووقود الطائرات بواقع 16 في المائة.
وقد يساعد ارتفاع الطلب في الهند على دعم أسعار النفط الخام، والتي عانت العام الجاري رغم التحول الصيني، حيث أثرت السياسة النقدية المتشددة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتضخم المخزونات الأميركية على الأسعار. وكانت الهند التي من المحتمل أن يتجاوز نمو إجمالي الناتج المحلي فيها 6 في المائة العام الجاري، من أكبر المشترين لشحنات النفط الروسي المخفض سعره فيما تستمر الحرب في أوكرانيا.
من جهة أخرى، ذكرت شركة «فاكتس غلوبال إنرجي» في مذكرة بحثية أن تحسين نيجيريا لإنتاج بعض من درجات النفط الخام، لن يكون كافيا للبلاد، للوصول إلى المستوى المستهدف لـ«أوبك بلس» هذا العام أو حتى عام 2024. وتتوقع الشركة ارتفاع إنتاج النفط الخام النيجيري من 1.26 مليون برميل يوميا، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى 1.4 مليون برميل يوميا، في وقت لاحق هذا العام لمتوسط 1.33 مليون برميل يوميا في عام 2023، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الأربعاء.
وارتفعت التوقعات بواقع 33 ألف برميل في اليوم، بسبب الإنتاج الأفضل من المتوقع في معظم المجالات، ومن المتوقع حدوث المزيد من الزيادات من «خام بوني الخفيف» و«النحاس الأصفر».


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

الاقتصاد علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الخميس عقب الارتفاع القياسي الذي شهدته الأسهم الأميركية في ليل الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
TT

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

من المقرر أن يضخّ معرض «سيتي سكيب العالمي»، الذي يفتتح أبوابه للزوار يوم الاثنين المقبل في العاصمة السعودية الرياض، أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، وعروضاً للقروض التمويلية، تبدأ من 2.59 في المائة، إلى جانب خصومات تصل إلى 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار) في عدة مشاريع، كما سيقام أحد أكبر المزادات العقارية في الشرق الأوسط بقيمة تقديرية تتجاوز مليار ريال (266.6 مليون دولار).

جاء ذلك على لسان الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار، المهندس عبد الله الحماد، خلال كلمته في اللقاء التعريفي لـ«سيتي سكيب العالمي»، الخميس في الرياض، مؤكداً أن استضافة المملكة لهذا الحدث العقاري الضخم تعكس النهضة الاقتصادية التي تشهدها السعودية، في إطار «رؤية 2030».

وأضاف أن المعرض يهدف إلى تعزيز التواصل والتعاون بين مختلف المطورين والمستثمرين العقاريين، فضلاً عن تحفيز الابتكار والتطوير في القطاع.

الفرص الاستثمارية

وأوضح الحماد أن المعرض يساهم بشكل كبير في استكشاف الفرص الاستثمارية من خلال تقديم رؤى شاملة حول اتجاهات السوق العقارية، لافتاً إلى أن المملكة تشهد نمواً غير مسبوق في تطوير المشاريع العقارية والاقتصادية.

وبيّن أن المعرض سيركز بشكل رئيسي على المشاريع الكبرى في المملكة، مع مشاركة أكثر من 400 جهة عارضة، و100 مستثمر مؤسسي، وما يزيد عن 500 قائد في القطاع العقاري من مختلف أنحاء العالم.

وأكمل الحماد أن هذا التجمع الكبير يسهم في تسهيل الوصول إلى الفرص الاستثمارية المتنوعة في السوق العقارية السعودية، ما يعزز جذب الاستثمارات الأجنبية، ويسهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.

وأوضح أن النسخة السابقة من معرض «سيتي سكيب» شهد حضور أكثر من 160 ألف زائر، وتوقيع مشاريع واتفاقيات استثمارية تجاوزت قيمتها 110 مليارات ريال (29 مليار دولار)، مع استثمارات أجنبية وخارجية وصلت إلى 19 مليار دولار.

وأكد الحماد أن النسخة الثانية من المعرض ستشهد زيادة ملحوظة بنسبة 50 في المائة في حجم المعاملات والمشاريع والاتفاقيات.

المطورون العقاريون

من جانبه، قال وكيل وزارة البلديات والإسكان لتحفيز المعروض السكني والتطوير العقاري، عبد الرحمن الطويل، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحدث العقاري المرتقب سيشهد حضور عدد من الأسماء الكبيرة على مستوى العالم في مختلف مجالات القطاع العقاري، سواء في التطوير أو التصميم أو التشغيل.

وأضاف: «من المتوقع حضور عدد كبير من المطورين العقاريين الدوليين إلى المملكة، حيث بدأ أكثر من 10 مطورين بالفعل في تنفيذ مشاريعهم داخل السعودية، مع الطموح لجذب مزيد من المطورين، بالتعاون مع المطورين المحليين».

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

استقطاب الشركات العالمية

ويرى الطويل أن بيئة المملكة العقارية والاستثمارية تتمتع بجاذبية كبيرة، حيث توفر فرصاً واعدة وسهلة للمستثمرين، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على خلق بيئة متنوعة، حيث يتم التركيز على استقطاب الشركات العالمية للاستثمار في السعودية.

وكشف عن تنظيم ورشة عمل خاصة خلال المعرض لاستعراض الفرص الاستثمارية العالمية في السعودية، حيث من المتوقع أن يكون الرقم الإجمالي للاستثمارات كبيراً جداً، ما يعكس رغبة قوية من المستثمرين الأجانب في دخول السوق المحلية.

ويشارك في المعرض نخبة من الخبراء والرؤساء التنفيذيين، ويضم في نسخته الحالية منتدى مستثمري العقار، الذي يستضيف 150 مستثمراً من 22 دولة، إذ يأتي الحدث بهدف تعزيز التعاون في المشاريع الاستثمارية، ليمثل مركزاً مهماً للفرص والاستثمار.