لماذا تشهد بريطانيا نقصاً في إمدادات الغذاء الأساسية؟

صورة تظهر نقصاً في رفوف الخضراوات بأحد المحال في بريطانيا (أ.ف.ب)
صورة تظهر نقصاً في رفوف الخضراوات بأحد المحال في بريطانيا (أ.ف.ب)
TT

لماذا تشهد بريطانيا نقصاً في إمدادات الغذاء الأساسية؟

صورة تظهر نقصاً في رفوف الخضراوات بأحد المحال في بريطانيا (أ.ف.ب)
صورة تظهر نقصاً في رفوف الخضراوات بأحد المحال في بريطانيا (أ.ف.ب)

لم يصبح مشهد الرفوف شبه الفارغة غريباً على المتسوق في المتاجر البريطانية، فمنذ بداية أزمة «كوفيد - 19» وغزو أوكرانيا ضاعفت بريطانيا، كغيرها من الاقتصادات الكبرى، الجهود للتخفيف من تداعيات اختلال سلاسل التوريد العالمية. وفيما نجحت في ضمان الأمن الغذائي ووفرة المواد الأساسية، إلا أنها تشهد اليوم سلسلة من التحديات الجديدة التي تحدّ من وفرة بعض الفواكه والخضراوات، في أزمة قد تستمر أسابيع عدة.
وأثار قرار أربعة من كبرى المتاجر في المملكة المتحدة (بريطانيا) تقييد مشتريات المتسوقين من بعض الفواكه والخضراوات مخاوف نقص غذاء في بريطانيا. وأعلن كل من «موريسونز» و«أسدا» و«ألدي» و«تيسكو» قيوداً على مبيعات «كمية محدودة من الخضراوات والفواكه» كالطماطم والخيار والخس والفلفل والبروكولي والقرنبيط والتوت، وتم الاقتصار على علبتين أو ثلاث لكل عميل.
وسارعت الحكومة لطمأنة المستهلكين، وأكّدت على لسان وزيرة البيئة والغذاء تيريز كوفي، اليوم (الخميس)، أن قرار تقنين الإمدادات جاء لضمان قدرة الجميع على شراء ما يحتاجه من الخضراوات والفواكه المتوفرة. وأضافت كوفي، التي تم استدعاؤها للإجابة على «سؤال عاجل» حول إمدادات الغذاء في مجلس العموم، أن «تحديات التوريد» ناجمة عن سوء الأحوال الجوية في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، متوقعة أن يستمر نقص الغذاء من أسبوعين إلى شهر كامل.
* اعتماد على الإنتاج الأجنبي
وتعتمد المملكة المتحدة وعدد من الدول الأوروبية على واردات الطماطم والخس والخيار من إسبانيا والمغرب وتونس ومصر في هذا الموسم عادة. ورغم قدرتها على تلبية احتياجاتها الاستهلاكية داخلياً في الصيف، تستورد المملكة المتحدة نحو 95 في المائة من الطماطم و90 في المائة من الخس في أشهر الشتاء من إسبانيا وشمال أفريقيا، وفقاً لاتحاد التجزئة البريطاني (Retail Consortium).
وزادت نسبة الاعتماد على محاصيل هذه الدول هذا العام عقب تراجع الإنتاج في الدفيئات الزراعية، والتي تمثل عادة مصدراً آخر مهماً لإمدادات الغذاء. وتراجع حجم الزراعة في الدفيئات الزراعية ببريطانيا وهولندا ودول شمال أوروبا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ما سبب ارتفاعاً كبيراً في أسعار الغاز والأسمدة. ولم يقتصر النقص في المواد الغذائية على الخضراوات والفواكه، بل شمل إمدادات البيض، وإن كان لأسباب مختلفة، تشمل أسوأ تفشي إنفلونزا الطيور في المملكة المتحدة منذ عقود وارتفاع تكاليف الإنتاج.
* سوء الأحوال الجوية
تلقي الحكومة البريطانية وبعض ممثلي القطاع الزراعي باللوم على تدهور الأحوال الجوية في تراجع الإمدادات. ويقولون إن الموردين في المغرب واجهوا ظروفاً صعبة، من انخفاض درجات الحرارة وأمطار غزيرة وفيضانات، أثّرت على حجم الإنتاج في الأسابيع الماضية، فيما تسبب الطقس السيئ في إلغاء رحلات العبارات من جنوب إسبانيا، ما تسبب بتفاقم مشاكل الإمداد.
وقال أندرو أوبي، من اتحاد البيع بالتجزئة البريطاني، في بيان: «أدت الظروف الجوية الصعبة في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا إلى تعطيل حصاد بعض الفاكهة والخضراوات، بما في ذلك الطماطم والفلفل». وأضاف أنه «من المتوقع أن يستمر الاضطراب لبضعة أسابيع، لكن المتاجر قادرة على إدارة مشاكل سلسلة التوريد والعمل مع المزارعين لضمان وصول العملاء إلى مجموعة واسعة من المنتجات الطازجة»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
في المقابل، وفيما يقرّ بعض المزارعين في إسبانيا بتراجع الإنتاج بسبب انخفاض درجات الحرارة وتضرر بعض المحاصيل من الصقيع، فإنهم يشيرون كذلك إلى مسؤولية التحديات البيروقراطية التي رافقت «بريكست».
واستغرب رئيس أكبر منظمة زراعية في إسبانيا التقارير حول تسبب الأحوال الجوية في تراجع الإمدادات. وقال ألفونسو غالفيز، وفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن «الأمور طبيعية حتى الآن هذا الموسم، لذا لا أعرف ما إذا كانت مشكلة تتعلق بالخدمات اللوجيستية في المملكة المتحدة منذ دخول لوائح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ».
* دور «بريكست»
بعد ساعات قليلة من إعلان متاجر التجزئة عن قيود على مبيعات بعض الخضراوات والفواكه، انتشرت على مواقع التواصل مقارنات بين رفوف المتاجر البريطانية شبه الفارغة ونظيراتها التي تعج بالمحاصيل في متاجر فرنسية وإيطالية وألمانية. وفيما لا يشكك المراقبون في تبرير الحكومة لنقص الغذاء «المؤقت»، إلا أن بعضهم يتساءل عن تأثير العراقيل اللوجيستية الجديدة التي يواجهها الموردون منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويُرجع تجار الجملة والمستوردون وتجار التجزئة نقص الغذاء في بريطانيا إلى انخفاض الإنتاج المحلي وتعقيد سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار، مستبعدين أن يكون «بريكست» قد لعب دوراً كبيراً. في المقابل، تقول كسينيغا سيموفيتش، كبيرة المستشارين في اتحاد «كوبا كوغيكا» وهي مجموعة تمثل المزارعين والتعاونيات الزراعية في الاتحاد الأوروبي، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس السبب الرئيسي لتراجع الإمدادات الغذائية، لكنه ساهم في تفاقمه. وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية إن «الشركات داخل أوروبا تستفيد من قربها من مواقع الإنتاج، ما يجعل سلاسل التوريد أكثر بساطة وأفضل تنسيقاً»، وتابعت «إذا كان هناك نقص في العرض، فمن المرجح أن يظل المنتج المتاح في السوق الموحدة»، مما يحدّ من وصوله إلى السوق البريطانية.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.