مهرجان «السينما العربية» للاحتفاء بعادل إمام

إدارته أعلنت إقامة نسخته الأولى في شرم الشيخ والثانية في تونس

عادل إمام (حسابه على «فيسبوك»)
عادل إمام (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مهرجان «السينما العربية» للاحتفاء بعادل إمام

عادل إمام (حسابه على «فيسبوك»)
عادل إمام (حسابه على «فيسبوك»)

أعلن مهرجان السينما العربية احتفاءه بالنجم الكبير عادل إمام بمناسبة مرور 60 عاماً على مسيرته الفنية التي بدأها عام 1963. وذلك خلال الدورة الافتتاحية للمهرجان التي تنطلق 29 أبريل (نيسان) المقبل، ويسعي القائمون على المهرجان لإرجائها إلى مايو (أيار). وقال الكاتب أيمن الحكيم، رئيس المهرجان، خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقد (الخميس) للإعلان عن تفاصيل دورته الأولى، إن «إمام حقق رقماً قياسياً في تاريخ الفن العربي، وسيحضر الاحتفالية بعض صناع أفلامه وأفراد أسرته»، آملاً أن يتمكن النجم الكبير من حضور تكريمه. كما تحتفي هذه الدورة بالذكرى الخمسين لرحيل الأديب الكبير طه حسين عبر احتفالية سينمائية للأفلام المأخوذة عن رواياته أو تلك التي تناولت حياته. كما أعلن عن تكريم كل من الفنانة المصرية بوسي، والفنانة الكويتية حياة الفهد، إلى جانب أحد صناع السينما الكبار بالمغرب، سيعلن اسمه لاحقاً.
واعتبر الحكيم «مهرجان السينما العربية، مهرجان (الضرورة)، وأن الفن والثقافة قادران على جمع شمل العرب».
وأكدت الفنانة لبنى عبد العزيز، الرئيس الشرفي للمهرجان، أن إقامة مهرجان للسينما العربية في مصر خطوة تأخرت كثيراً، قائلة إن للسينما لدينا تاريخاً عريقاً حيث كانت مدينة الإسكندرية ثاني مدينة عالمية بعد باريس تشهد عروضاً سينمائية، مشيرة إلى أنه «لنا أفكارنا وتقاليدنا التي عبرت عنها الأفلام، وأن السينما يمكن أن تكون جسراً لوحدة عربية».
واعتبرت المخرجة إيناس الدغيدي أن اختيارها لرئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بالدورة الأولى يعد جزءاً من وجودها بالسينما، قائلة خلال المؤتمر الصحافي: «إذا كنت لا أشارك بأفلام، فإنني أعتز بمشاركتي في لجنة التحكيم».
وتحدث رئيس المهرجان عن الدعم الذي يحظى به في دورته الأولى، حيث تدعمه مكتبة الإسكندرية من خلال إقامة فعاليات الورش السينمائية لذوي الاحتياجات الخاصة، كما يحظى برعاية جامعة الدول العربية واتحاد الفنانين العرب ونقابة السينمائيين، إلى جانب جمعية «خليجيون من أجل مصر» حيث أكد رئيسها يوسف العميري خلال المؤتمر الصحافي أن الجمعية من ضمن بنود تأسيسها دعم الثقافة والفن، مثلما تدعم السياحة والاستثمار، وعبّر عن سعادته بوجود الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز رئيساً شرفياً للمهرجان، كما أشار إلى تطلعه لعقد الدورة الثانية من المهرجان في تونس.
ويقيم المهرجان مسابقة للأفلام الطويلة (روائية ووثائقية)، وأخرى للأفلام القصيرة، وثالثة لأفلام التحريك، إلى جانب مسابقة لأفلام الطلبة من كافة معاهد السينما العربية. وأشار رئيس المهرجان إلى أنه سيبدأ استقبال الأفلام المشاركة من إنتاج العامين الأخيرين، وستعلن كل التفاصيل عبر الموقع الإلكتروني له.
وقال الناقد أحمد سعد الدين، مدير الإعلام بالمهرجان: «إنه سيتم منح جوائز مالية لمسابقة أفلام الطلبة التي تستقبل أفلاماً من إنتاج 3 سنوات مضت تشجيعاً لصنّاعها من الشباب».
ويقيم المهرجان ندوة حول «السينما العربية في المهجر»، حسبما أكدت د. ثناء هاشم، أستاذة السيناريو بمعهد السينما ومديرة المهرجان، ينظمها الناقد المصري صلاح هاشم المقيم في باريس، وقالت هاشم إن صناع الأفلام العرب في المهجر يقدمون أفلاماً معبرة عنا بشكل أفضل مما يُصنع في الداخل، وسيكون ذلك أحد محاور الندوة.
وشهد المؤتمر حضور بعض السينمائيين العرب، من بينهم المخرج السوري ماهر الفنجاري الذي أكد أن للسينما المصرية تأثيراً كبيراً على السينما العربية، مشيداً بإصدار مهرجان للسينما العربية. كما رحّب التونسي حسام بن محمود، رئيس مهرجان «سوسة»، بعقد دورة المهرجان الثانية في بلاده. كما حضره المؤلف عبد الرحيم كمال، الذي أكد أن أسمى هدف للفن أن يحقق الوصل والتواصل بين الإنسانية، مشيراً إلى أهمية المهرجان الذي يدعم الهوية العربية، وأن السينما العربية يجب أن تكون في حالة تكامل، وليس تنافس.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».