خميرة الخبز علاج محتمل للربو

دراسة برازيلية أكدت نجاحها في التجارب قبل السريرية

الخميرة المستخدمة في إنتاج الخبز ومنتجات أخرى (الفريق البحثي)
الخميرة المستخدمة في إنتاج الخبز ومنتجات أخرى (الفريق البحثي)
TT

خميرة الخبز علاج محتمل للربو

الخميرة المستخدمة في إنتاج الخبز ومنتجات أخرى (الفريق البحثي)
الخميرة المستخدمة في إنتاج الخبز ومنتجات أخرى (الفريق البحثي)

أظهرت دراسة برازيلية أن تناول جرعة يومية من سلالة «خميرة البيرة» المستخدمة في إنتاج الخبز، يمكن أن يكون بمثابة وقاية من الربو.
والربو هو حالة رئوية شائعة تسبب صعوبات في التنفس، ويصيب الربو نحو 334 مليون شخص من الأعمار جميعها، في أنحاء العالم المختلفة، وغالباً ما يبدأ في مرحلة الطفولة، ويتميز بالتهاب المسالك الهوائية، وتقييد تدفق الهواء، وإعادة تشكيل الشعب الهوائية.
وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد باستخدام البروبيوتيك (الخمائر والبكتيريا النافعة) لمنع أو علاج الحساسية ومختلف الأمراض الجلدية والجهازين الهضمي والعصبي، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الجرعة المثالية ونظام التناول لضمان الفوائد المرجوة.
وسلالة «UFMG A-905» من خميرة البيرة المستخدمة في إنتاج الخبز، هي بروبيوتيك معروف، منذ بعض الوقت، أنه يخفف من أعراض الربو في النماذج الحيوانية، لكن التفاصيل حول أفضل طريقة لاستخدامه كانت مفقودة.
وتُظهر الدراسة الجديدة التي قادها باحثون من جامعتي ساو باولو وميناس جيرايس الفيدرالية، ونُشرت الأربعاء في دورية «بروبيوتيك آند آنتيميكروبيال بروتينز»، أن الجرعة اليومية المثالية هي 109 ميكرولترات يومياً (الميكرولتر يعادل واحداً من المليون من اللتر).
وتضمنت الدراسة، التي أُجريت على فئران التجارب، تحليل تأثيرات إعطاء جرعة يومية لمدة 27 يوماً متتالياً من محلول يحتوي على الخميرة، بثلاثة تركيزات مختلفة: 107 و108 و109 ميكرولترات يومياً. ودرس الباحثون أيضاً إعطاء التركيزات نفسها 3 مرات في الأسبوع في أيام متتالية لمدة 5 أسابيع.
واكتشف الباحثون أن الجرعة اليومية للخميرة قللت بشكل كبير من «فرط حساسية الشعب الهوائية»، مقارنة بالمجموعة الضابطة، التي أُعطيت محلولاً ملحياً فقط. وفرط حساسية الشعب الهوائية هو الانقباض المفرط للممرات الهوائية استجابة لمحفز، وهو إحدى الخصائص الرئيسية للربو.
وتم التأكد من هذه النتائج الإيجابية، بقياس درجة الالتهاب من حيث عدد الحمضات، ومستويات الإنترفيرون.
والحمضات هي خلايا الجهاز المناعي، كما يساعد الإنترفيرون الجسم على محاربة العدوى، وكلاهما علامة على التهاب الربو.
ويعتبر محمد صلاح الدين، مدرس الأمراض الصدرية بجامعة المنصورة المصرية، ما توصلت إليه الدراسة خطوة مهمة على طريق إضافة أداة جديدة لأدوات علاج الربو، لكن لا تزال هناك طريق لن تكون طويلة لإقرارها.
ويقول صلاح الدين لـ«الشرق الأوسط»: «يلزم التأكد من أنها ستعطي التأثيرات نفسها عند التجربة على البشر، وهذا لن يستغرق وقتاً طويلاً، للحصول على موافقات بذلك؛ لأن الخميرة منتج طبيعي ليست له تأثيرات صحية ضارة، وهذا من شأنه أن يجعل مسألة الحصول على الموافقات سهلة وميسرة».


مقالات ذات صلة

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

كشفت دراسة بريطانية أن الأفراد الذين يعانون تدهور صحتهم النفسية يميلون إلى تصفح محتوى سلبي عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.