علاج تجريبي غير جراحي يقلّص آفات بطانة الرحم في الحيوانات

علاج تجريبي غير جراحي يقلّص آفات بطانة الرحم في الحيوانات
TT
20

علاج تجريبي غير جراحي يقلّص آفات بطانة الرحم في الحيوانات

علاج تجريبي غير جراحي يقلّص آفات بطانة الرحم في الحيوانات

يبدو أن العلاج الجديد بالأجسام المضادة لـ«الانتباذ البطاني الرحمي»؛ الذي لم يتم اختباره بعد على البشر، يفعل ما لا تستطيع العلاجات الحالية القيام به، حيث قلص الآفات والالتصاقات التي يحتمل أن تكون مؤلمة والتي تلصق نفسها بملايين الأجسام.
«الانتباذ البطاني الرحمي» هو مرض ينمو فيه النسيج الذي يبطن الرحم عادة خارج الرحم ويلتصق بأعضاء أخرى في الجسم. وهي حالة تصيب واحدة من كل عشر نساء في سن الإنجاب مسببةً ألمًا منهكًا ونزيفًا زائدًا والتهابًا.
هناك أدوية أخرى محتملة في طور الإعداد تبشر بالخير بعلاج الألم المرتبط بالانتباذ البطاني الرحمي بآثار ضارة أقل من الأدوية الموجودة.
العلاج بالهرمونات هو خيار آخر للمساعدة بإبطاء أو إيقاف نمو الالتصاقات الجديدة، لكنها لا تستطيع إزالة الآفات الموجودة وتأتي أيضًا مع آثار جانبية غير مرغوب فيها.
وفي حين أن التجارب البشرية للدواء الجديد لا تزال بعيدة المنال، تشير نتائج الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أنه يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ على آفات بطانة الرحم والتليف المرتبط بها، والتي تتميز بسماكة وتندب الأنسجة. فقد أدت الحقن الشهرية للعلاج بالأجسام المضادة إلى تقليص آفات الانتباذ البطاني الرحمي وتقليل التليف في القرود، وذلك حسب «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن مجلة Science Translational Medicine.
وأصيب العديد من الأشخاص الخاضعين للاختبار تلقائيًا بالانتباذ البطاني الرحمي، لكن معظمهم كان لديهم نسيج بطانة رحم مزروع جراحيًا لتقليد الحالة البشرية.
وأجرى الدراسة فريق من الباحثين بقيادة أياكو نيشيموتو-كاكيوتشي بقسم البحث الانتقالي لشركة «Chugai Pharmaceutical Company» (شركة يابانية لتصنيع الأدوية). فقد طور نيشيموتو-كاكيوتشي وزملاؤه العلاج بالأجسام المضادة؛ الذي أطلق عليه اسم «AMY109» بعد البحث عن الاختلافات في التعبير عن ما يقرب من 250 جينًا متورطًا في الالتهاب بعينات الأنسجة البشرية من 10 مرضى مصابين بالانتباذ البطاني الرحمي و 4 أشخاص لا يعانون من هذه الحالة.
وفي تلك المجموعة الصغيرة من العينات، ارتبطت مستويات جزيء إشارة معين يسمى إنترلوكين 8 (IL-8)، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في الاستجابة الالتهابية للجسم، ارتباطًا وثيقًا بالتهاب بطانة الرحم والآفات الليفية المرتبطة بالمرض.
وأدت هذه النتيجة إلى قيام الباحثين بتطوير «AMY109»؛ وهو جسم مضاد طويل المفعول يرتبط بإشارات IL-8 ويمنعها. (وتسلسله محمي ببراءة اختراع)، ما سيحد من قدرة الباحثين الآخرين على اختباره في تجاربهم الخاصة.
وعادةً ما يتم التخلص من علاجات الأجسام المضادة من الجسم بسرعة كبيرة، ما يتطلب إعطاءها بشكل متكرر. وفي هذه الحالة أفاد نيشيموتو وزملاؤه بأن «AMY109» يستمر لفترة طويلة؛ حيث تكفي حقنة مرة واحدة شهريًا.
واختبر الباحثون جرعتين مختلفتين من الدواء؛ تم إعطاؤهما على مدى 6 أشهر، فوجدوا أنه في القرود المصابة بالانتباذ البطاني الرحمي الناتج عن الجراحة لم تقلل الجرعتان من حجم الآفات فحسب، بل قللت أيضًا من التليف مقارنةً بالضوابط. فيما تظهر أقسام الأنسجة تأثير العلاج بالأجسام المضادة على حجم آفات الانتباذ البطاني الرحمي مقارنة بعينات التحكم.
كما خفض العلاج بالأجسام المضادة «AMY109» حجم آفات الانتباذ البطاني الرحمي وعلامات التليف مقارنة بالتحكم (الصف العلوي) في ستة أشهر.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية التي راجعها أقران لهم «كانت هذه نتيجة غير متوقعة إلى حد ما، لأن عدة عوامل يمكن أن تسهم في التليف».
جدير بالذكر، سيحتاج هذا الارتباط المحتمل بين IL-8 والانتباذ البطاني الرحمي إلى مزيد من التحقيق.
هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل للبحث من أجل فهم أفضل للأنواع الفرعية الثلاثة من الانتباذ البطاني الرحمي التي يعرفها الأطباء منذ عقود، وكيف يستجيب كل نوع فرعي للعلاج. وقد يؤدي المزيد من هذه الدراسات لعلاجات أفضل وفهم لكيفية تقدم المرض؛ فكلما زادت سبل البحث كان ذلك أفضل.


مقالات ذات صلة

الإفراط في المضادات الحيوية يزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال

صحتك تناول المضادات الحيوية في الصغر يزيد من مخاطر الإصابة بالربو بنسبة 24 % (رويترز)

الإفراط في المضادات الحيوية يزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال

كشفت دراسة حديثة أن الإفراط في تناول المضادات الحيوية يزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالحساسية والربو مع تقدمهم في العمر.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو )
صحتك يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)

ما الفارق بين الخرف والنسيان الطبيعي؟

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن معظم الأشخاص يشعرون بالقلق من نسيان الأسماء والعناوين، ما يثير قلقهم من إصابتهم بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الخليج الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة» ووزارة الخارجية البريطانية بياناً مشتركاً لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا في جميع أنحاء اليمن، يستفيد منه 3.5 مليون شخص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعاني كثير من المراهقين من مشكلات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والضغط النفسي (رويترز)

5 طرق فعّالة لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين

نقل موقع «سايكولوجي توداي» عن عدد من الأطباء النفسيين قولهم إن هناك 5 طرق يمكن للآباء اتباعها مع أبنائهم المراهقين لتعزيز صحتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)

الأغذية المُصنّعة ترفع معدلات الوفاة المبكرة عالمياً

حذّرت دراسة عالمية من أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والمقرمشات والمشروبات المحلاة، يرتبط بارتفاع خطر الوفيات المبكرة على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«جوازك إلى العالم» في جدة... جولة فريدة بين ثقافات متعددة

عكست الفعالية في نسختها الأولى بمدينة الخبر عمق التواصل الإنساني بين الشعوب (واس)
عكست الفعالية في نسختها الأولى بمدينة الخبر عمق التواصل الإنساني بين الشعوب (واس)
TT
20

«جوازك إلى العالم» في جدة... جولة فريدة بين ثقافات متعددة

عكست الفعالية في نسختها الأولى بمدينة الخبر عمق التواصل الإنساني بين الشعوب (واس)
عكست الفعالية في نسختها الأولى بمدينة الخبر عمق التواصل الإنساني بين الشعوب (واس)

تنطلق بمحافظة جدة (غرب السعودية)، الأربعاء المقبل، فعالية «جوازك إلى العالم» التي تأخذ الزوار في جولة فريدة بين شعوب وثقافات متعددة من خلال عروض تفاعلية وفعاليات فنية ورقصات تقليدية ونكهات أصيلة وتجارب لا تنسى، في أجواء احتفالية تنبض بالحياة.

ويأتي إطلاق الفعالية بعد نجاح لافت حققته النسخة السابقة التي تختتم هذا الأسبوع في مدينة الخبر (شرق السعودية)، وشهدت حضوراً واسعاً وتفاعلاً كبيراً من العائلات والزوار الذين استمتعوا بتجارب متنوعة، عكست عمق التواصل الإنساني بين الشعوب، وقدرة الفعاليات الترفيهية على خلق لحظات تجمع الزوار في أجواء ممتعة.

وتُقدم النسخة الجديدة من «جوازك إلى العالم» في جدة برنامجاً حافلاً يمتد طوال شهر مايو (أيار) المقبل، ويشمل أربع محطات رئيسية تبدأ مع الاحتفاء بالثقافة الفلبينية من 30 أبريل (نيسان) حتى 3 مايو تليها أجواء بنغلاديشية أصيلة بين 7 و10 مايو، ثم ينتقل الزوار إلى ألوان وتراث الهند من 14 حتى 17 مايو، قبل أن تختتم الفعالية بأيام سودانية من 21 حتى 24 مايو.

وتُوفِّر للزوار فرصة استكشاف حضارات متعددة في مكان واحد، عبر عروض فنية مباشرة، وتجارب تذوق مأكولات تقليدية شهيرة، وأنشطة تفاعلية تسلط الضوء على الفلكلور والعادات الاجتماعية للدول المشاركة، مما يجعل من الحدث محطة أساسية لكل من يبحث عن رحلة متكاملة في قلب السعودية.

«جوازك للعالم» تقدّم تجربة متكاملة تُعرِّف الزوار بثقافات متنوعة (هيئة الترفيه)
«جوازك للعالم» تقدّم تجربة متكاملة تُعرِّف الزوار بثقافات متنوعة (هيئة الترفيه)

وتتيح الفعالية التي تنظمها هيئة الترفيه السعودية للجاليات المقيمة في المملكة، للمغتربين إعادة الاتصال بجذورهم، وتعريف الزوار بثقافات متنوعة من خلال العروض الفنية، وتجارب الطهي، والحرف التقليدية، وورش العمل التفاعلية.

ويخوض زوار «جوازك إلى العالم» تجربة متكاملة تنعكس من خلال تصميم بصري موحد وهوية فنية مستوحاة من الزخارف الشعبية، والأنماط النسيجية، والعناصر الطبيعية، والمعمارية الخاصة بكل دولة.

وخُصِّصت لكل جالية مناطق لعرض مكونات الثقافة، منها الأزياء والإكسسوارات التقليدية، والعروض الراقصة، والأطعمة المتنوعة، والحِرف اليدوية، إضافة إلى الأسواق المفتوحة، والمسارح، والمجسمات التفاعلية.

وتأتي الفعالية ضمن أهداف متعددة، من أبرزها تعزيز التنوع الثقافي، وإبراز جمال تقاليد الدول المشاركة، وبناء جسور تواصل بين المقيمين والزوار، وخلق تجربة شاملة ممتعة وتعليمية لجميع أفراد العائلة، وتسليط الضوء على الإرث الثقافي من خلال الفنون والمأكولات.

ومن المتوقع أن تحظى بحضور جماهيري واسع، لما تحمله من طابع احتفالي وتجارب نابضة بالحياة تعبّر عن تقاليد عريقة، تتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في تعزيز الترفيه وجودة الحياة لسكان البلاد.