تلوث الهواء يصيب عظام النساء بالتلف

دراسة أكدت تسببه في نقص كثافة المعادن بها

صورة لامرأة ترتدي كمامة في يوم كثير التلوث ببكين في 3 يناير 2016 (رويترز)
صورة لامرأة ترتدي كمامة في يوم كثير التلوث ببكين في 3 يناير 2016 (رويترز)
TT

تلوث الهواء يصيب عظام النساء بالتلف

صورة لامرأة ترتدي كمامة في يوم كثير التلوث ببكين في 3 يناير 2016 (رويترز)
صورة لامرأة ترتدي كمامة في يوم كثير التلوث ببكين في 3 يناير 2016 (رويترز)

ترتبط المستويات المرتفعة من ملوثات الهواء بتلف العظام بين النساء بعد سن اليأس، وكانت التأثيرات أكثر وضوحاً على العمود الفقري القطني، كما هو الحال في الشيخوخة الطبيعية، وذلك وفقاً لبحث جديد قاده علماء في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، ونشرته دورية «إي كلينيكال ميدسين».
وأشارت الدراسات السابقة على الملوثات الفردية إلى آثار ضارة على كثافة المعادن في العظام وخطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور لدى كبار السن. ولكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تستكشف العلاقة بين تلوث الهواء وكثافة المعادن في العظام على وجه التحديد عند النساء بعد سن اليأس، وأول دراسة لاستكشاف آثار خلائط ملوثات الهواء على نتائج العظام.
وقام الباحثون بتحليل البيانات التي تم جمعها من خلال دراسة مبادرة صحة المرأة، وهي مجموعة متنوعة عرقياً من أكثر من 161 امرأة بعد سن اليأس. وقدر الباحثون حالات التعرض لملوثات الهواء (ثنائي أكسيد الكبريت - ثنائي أكسيد النيتروجين - نوبليوم - بي إم 10)؛ بناءً على عناوين منازل المشاركين.
واستخدموا قياس امتصاص الأشعة السينية مزدوج الطاقة لقياس كثافة المعادن في العظام (كثافة المعادن بالعظام، الجسم كله، الورك الكلي، عنق الفخذ، والعمود الفقري القطني) عند التسجيل والمتابعة في السنة الأولى والسنة الثالثة والسنة السادسة.
ووجد الباحثون، أن حجم تأثيرات أكاسيد النيتروجين على العمود الفقري القطني، يصل إلى تخفيض كثافة المعادن بالعظام بنسبة 1.22 في المائة «تقريباً ضعف التأثيرات السنوية للعمر على أي من المواقع التشريحية التي تم تقييمها»، ويُعتقد أن هذه التأثيرات تحدث من خلال موت خلايا العظام عن طريق التلف التأكسدي والآليات الأخرى.
ويقول مؤلف الدراسة الأول ديديير برادا «تؤكد النتائج التي توصلنا إليها أن نوعية الهواء الرديئة قد تكون عامل خطر لفقدان العظام، بغض النظر عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية أو الديموغرافية، ولأول مرة، لدينا دليل على أن أكاسيد النيتروجين، على وجه الخصوص، هي مساهم رئيسي في تلف العظام، وأن العمود الفقري القطني هو أحد أكثر المواقع عرضة لهذا الضرر».
ويعلق محمود الحسيني، أستاذ العلوم البيئية بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة) على نتائج الدراسة بأنها تضيف عنصراً جديداً يثقل فاتورة تلوث الهواء، وهو المتعلق بكسور العظام.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يتجه الحديث عند مناقشة الآثار الصحية لتلوث الهواء على الأمراض التنفسية وأمراض الدم، وأحياناً السرطان، ولكن الدراسة الجديدة تضيف لنا تأثيراً صحياً آخر، وهو كسور العظام».
ويضيف، أن «نتائج الدراسة ربما ستجعل أطباء العظام يضيفون تلوث الهواء إلى عوامل الخطر التي يمكن أن تسبب هشاشة العظام».



«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».