دراسة جديدة: المشاعر السلبية قد تكون معدية

دراسة جديدة: المشاعر السلبية قد تكون معدية
TT

دراسة جديدة: المشاعر السلبية قد تكون معدية

دراسة جديدة: المشاعر السلبية قد تكون معدية

هناك العديد من الأحداث أو التجارب التي يمكن أن تحفز فترات التوتر بدءا من العمل الجديد إلى إنجاب طفل. لكن هل من الممكن أن نتعرض للإجهاد من شخص آخر؟
هذا ما تصدرته ورقة بحثية جديدة نُشرت بمجلة «Psychoneuroendocrinology» بعد أن اقترح معدوها أن الإجهاد يمكن أن يكون معديا.
وذهب باحثو الدراسة الجديدة الى أنه مجرد رؤية شخص آخر في موقف عصيب يمكن أن يجعل أجسامنا تطلق الكورتيزول؛ وهو هرمون يشارك في الاستجابة للضغط. مقترحين أن هذه الظاهرة، التي يطلق عليها اسم «الإجهاد التعاطفي» تميل إلى أن تكون أكثر انتشارا عند رؤية شخص محبوب أو صديق مقرب في محنة، ولكنها يمكن أن تحدث أيضا عند رؤية شخص غريب يعاني.
ووفق موقع «لايف ساينس» العلمي الذي نقل الخبر، قالت تارا بيرو أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة دالهوزي بكندا «من الممكن بالتأكيد اللاوعي إدراك مشاعر شخص آخر، خاصة المشاعر السلبية. كان من الممكن اختيار هذا في ماضينا التطوري لأنه سيوفر طريقة غير لفظية للتعبير عن الخطر والخوف».
وحسب مراجعة جرت عام 2013 نشرتها مجلة «Current Biology» يمكن أن تنتشر العواطف من شخص إلى آخر عبر الخلايا العصبية المرآتية؛ فهي خلايا دماغية تنشط عند رؤية شخص ما يقوم بعمل معين كالتثاؤب مثلا؛ حيث تؤدي إلى استجابة تشجع على التبادل. وهذا يعني أنه إذا رأى شخص ما شخصا يبدو متعبا، فقد يبدأ في الشعور بالتعب، وإذا رأى شخصا يبدو متوترا، فقد يتبنى عن غير قصد حالته الذهنية المتوترة.
من جانبه، يقول أستاذ علم الأعصاب بجامعة كامبريدج جو هربرت «إذا أصيب شخص بالذعر، فهو في حالة إجهاد».
وفي هذا الاطار، يعد نقل المشاعر فعلا لاواعيا وفقا لبيرو، التي تشدد «أنها ليست تجربة إنسانية فقط. حيث يمكن للحيوانات الأخرى أن تدرك مشاعر أفراد من جنسها. على سبيل المثال، تظهر الفئران التي تلاحظ جرذا آخر يمر بتجربة مرهقة زيادات في مستويات هرمون التوتر حتى بدون خبرة مباشرة».
وفي حين أن الإجهاد هو شيء يحاول معظم الناس تجنبه، إلا أنه يلعب دورا مهما لدى كل من البشر والحيوانات.
وتستدرك بيرو فتقول ان «كل الضغوط متساوية وان الاستجابة للتوتر مفيدة للغاية. إنها تهيئ أجسادنا وأدمغتنا للتعامل مع الضغوطات وجعلها بمتناول اليد. فإذا كان الأسد يركض نحوك فأنت تريد أن تصنع استجابة قوية للضغط تحرر الغلوكوز من مخزنه وتزيد من معدل ضربات القلب وتقلل من الوظائف غير الأساسية مثل الهضم. ومع ذلك، في البشر المعاصرين غالبا ما يتم تنشيط الاستجابة للتوتر من خلال الضغوط النفسية، ما يترك هرمونات التوتر لفترة طويلة جدا». مضيفة «هناك الكثير من المتاعب اليومية التي ينظر إليها الناس على أنها مرهقة ويمكن أن تحدث الاستجابة للضغط في كثير من الأحيان، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالجسم والدماغ».
جدير بالذكر، وجدت دراسة أجريت عام 2014 ونشرت بمجلة «Interpersona» أن الإجهاد يمكن، في بعض الظروف، أن يكون معديا، وخلصت إلى أن فردا واحدا متوترا لديه القدرة على إصابة مكتب بأكمله. لذا، هل من الممكن تجنب التقاط ضغوط شخص آخر؟ وفقا لبيرو؛ التي تبيّن «ان الأمر كله يتعلق بكيفية تعامل شخص ما مع موقف معين وتقييمه. حيث تبدأ كل استجابة للتوتر بإدراك عامل الضغط».
ومن أجل التغلب على الضغوط النفسية، نصح موقع «Healthline» الطبي بضرورة الحصول على هواء نقي والقيام بتمارين تنفس وتمارين رياضية للتخلص من تأثيرات إجهاد شخص ما أو على الأقل تقليلها.


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».