ماسك يُلمح إلى جعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر... ماذا يعني ذلك؟

صورة إيلون ماسك تظهر مقابل شعار شركة  «تويتر» (رويترز)
صورة إيلون ماسك تظهر مقابل شعار شركة «تويتر» (رويترز)
TT

ماسك يُلمح إلى جعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر... ماذا يعني ذلك؟

صورة إيلون ماسك تظهر مقابل شعار شركة  «تويتر» (رويترز)
صورة إيلون ماسك تظهر مقابل شعار شركة «تويتر» (رويترز)

ألمح مالك موقع «تويتر»، الملياردير الأميركي إيلون ماسك، اليوم الأربعاء، إلى أن الشركة تستعدّ لفتح مصدر خوارزمية المنصة في أقرب وقت «الأسبوع المقبل»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
ورداً على تغريدة تحثّ رئيس «تويتر» على اتخاذ هذه الخطوة، قال ماسك: «استعدّ لتشعر بخيبة أمل في البداية عندما تصبح خوارزميتنا مفتوحة المصدر، الأسبوع المقبل»، مضيفاً أنها «ستتحسن بسرعة».
https://twitter.com/elonmusk/status/1628122949185159168?s=20
سيسمح جعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر لبرمجياتها، بأن تكون في متناول المستخدمين في جميع أنحاء العالم.
تتماشى تصريحات ماسك الأخيرة مع تعليقاته السابقة التي أيّدت فكرة جعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر، وهي خطوة يمكن أن تجلب شفافية أكبر للمنصة.
وقال، العام الماضي، إن جعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر «هو السبيل لكسب كل من الثقة والفعالية».
وأوضح ماسك: «أنا قلق من أن يكون للتحيز الفعلي في خوارزمية (تويتر) تأثير كبير على الخطاب العام. كيف نعرف ما يحدث بالفعل؟ يجب أن تكون الخوارزمية مفتوحة المصدر».
وقال خبراء وسائل التواصل الاجتماعي سابقاً إن جعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر يمكن أن يساعد الباحثين في الوصول إلى برنامج النظام الأساسي ومساعدتهم على فك التشفير المرتبط بكيفية انتشار خطاب الكراهية على النظام الأساسي واقتراح طرق لمكافحة ذلك.
كان جاك دورسي، المؤسس المشارك والرئيس السابق لموقع «تويتر»، قد قال، في وقت سابق، إن أسفه الأكبر هو أن «تويتر» أصبحت شركة، مضيفاً أنه تصوَّر المنصة على أنها «بروتوكول مفتوح المصدر».
وتابع: «النظام الشفاف، في كل من السياسة والعمليات، هو الطريقة الصحيحة لكسب الثقة. وسواء أكانت المنصة مملوكة لشركة أم بروتوكولاً مفتوحاً، لا يهمّ بقدر التحدث عن كل قرار وسبب اتخاذه».
ويواجه موقع «تويتر» منافسة من منصات وسائط اجتماعية أخرى مفتوحة المصدر، بما في ذلك «ماستودون» التي شهدت زيادة في الاستخدام، بعد استيلاء ماسك على «تويتر» في أكتوبر (تشرين الأول).
وتعرَّض مالك «تويتر» نفسه لانتقادات شديدة، في وقت سابق من هذا الشهر، بزعم أنه أمر المهندسين في الشركة بإجراء تغييرات على خوارزمية النظام الأساسي؛ لضمان حصول تغريداته على تفاعل أفضل.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».