هل هذه فرصة غوارديولا الأخيرة للفوز بدوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي؟

النادي يواجه عقوبات شديدة تتضمن استبعاده من الدوري الممتاز في حال تمت إدانته بارتكاب مخالفات مالية

في العام الماضي فاز مانشستر سيتي على ريال مدريد 4-3 في مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي (غيتي)
في العام الماضي فاز مانشستر سيتي على ريال مدريد 4-3 في مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي (غيتي)
TT

هل هذه فرصة غوارديولا الأخيرة للفوز بدوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي؟

في العام الماضي فاز مانشستر سيتي على ريال مدريد 4-3 في مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي (غيتي)
في العام الماضي فاز مانشستر سيتي على ريال مدريد 4-3 في مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي (غيتي)

بعد الأخبار التي تم تداولها بشأن توجيه الدوري الإنجليزي الممتاز لـ 101 تهمة ضد مانشستر سيتي، قد يتم تغيير الأسئلة التي كانت توجه إلى المدير الفني للسيتيزنز، جوسيب غوارديولا، في جميع المؤتمرات الصحافية قبل مباريات دوري أبطال أوروبا. فدائما ما كانت الأسئلة التي توجه إلى المدير الفني الإسباني هي: «ما مدى أهمية الفوز بدوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي؟» أو «هل يهم إذا لم تفز أبدا بهذه البطولة مع مانشستر سيتي؟» أما الآن، فقد يكون السؤال الذي يوجه إلى غوارديولا هو: «هل هذه هي فرصتك الأخيرة للفوز باللقب مع مانشستر سيتي؟» ونظرا لأن التهم الموجهة لمانشستر سيتي تتعلق بمخالفات مالية مزعومة، فإن المدير الفني العبقري قد يقرر الرحيل في حال إدانة النادي بأي من هذه التهم.
نحن نشير إلى هذا، لأن غوارديولا نفسه كان قد صرح في مايو (أيار) الماضي بأنه سيرحل في حال حدوث شيء من هذا القبيل. فعندما كان يدافع عن العمليات المالية للنادي، استشهد بمحادثة بينه وبين المدير التنفيذي للنادي بشأن هذا الأمر، قائلا: «قلت لهم: إذا كذبتم علي، فلن أكون موجودا هنا في اليوم التالي. سأرحل ولن أكون صديقكم بعد الآن». إن إدانة مانشستر سيتي - الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات - لا تعني بالضرورة أنه كذب على غوارديولا، لكن موقف المدير الفني الإسباني كان ثابتا وواضحا. وبالتالي، فإن التحدي الذي يواجهه الآن هو محاولة الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، والذي قد يكون الأخير له مع مانشستر سيتي، بعدما خرج من الدور نصف النهائي الموسم الماضي بعد الخسارة أمام ريال مدريد، وفشل في الحصول على اللقب خلال المواسم الستة الأخيرة منذ توليه قيادة الفريق في صيف عام 2016.

في مباراة الإياب العام الماضي تأهل ريال مدريد إلى نهائي دوري الأبطال بعد إقصاء مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

وخلال هذه السنوات، ارتكب غوارديولا بعض الأخطاء التكتيكية نتيجة مبالغته في التفكير، واتخذ قرارات غريبة فيما يتعلق بالتشكيلة الأساسية لفريقه، وأدلى ببعض التصريحات المتشائمة. وكان أبرز مثال على ذلك الخسارة في مجموع مباراتي الذهاب والعودة أمام موناكو في مارس (آذار) 2017 بعدما انتهت المباراتان بالتعادل بستة أهداف لكل فريق، وتأهل النادي الفرنسي بفضل قاعدة احتساب الهدف خارج الملعب بهدفين في حال التعادل، وكانت هذه أول محاولة لغوارديولا لإنهاء ما كان وقتها انتظارا لمدة ست سنوات منذ فوزه الثاني بلقب دوري أبطال أوروبا مع برشلونة.
وعند وصوله إلى ملعب «لويس الثاني» معقل موناكو، وهو متقدم في المباراة الأولى لدور الستة عشر بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، كان غوارديولا سلبيا بشكل غريب بشأن آمال مانشستر سيتي في الوصول إلى الدور التالي، حيث قال إن مانشستر سيتي «سيُقتل» إذا لم يسجل في مباراة العودة. وعلى الرغم من أن موناكو كان قد نجح في تسجيل ثلاثة أهداف على ملعب الاتحاد، فإنه كان من الغريب أن نسمع غوارديولا يقول إن الفوز بفارق هدفين لم يكن كافيا. وخسر مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في مباراة العودة وودع البطولة.
وفي العام التالي، انهار مانشستر سيتي تماما وتلقى ثلاثة أهداف في غضون 19 دقيقة فقط من الشوط الأول أمام ليفربول على ملعب آنفيلد، وكان الخطأ الكبير الذي ارتكبه غوارديولا هذه المرة هو إشراك إيلكاي غوندوغان في الناحية اليسرى. لقد حدث ذلك في المباراة الأولى للدور ربع النهائي، والتي انتهت بفوز ليفربول بثلاثية نظيفة، قبل أن يعود الريدز ويحققوا الفوز في مباراة العودة أيضا. وفي أبريل (نيسان) 2019، استبعد غوارديولا أفضل لاعب في فريقه، كيفن دي بروين، من التشكيلة الأساسية للفريق في مباراة الذهاب لدور الستة عشر أمام توتنهام. خسر مانشستر سيتي بهدف دون رد، وودع البطولة من هذا الدور رغم فوزه في مباراة العودة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، بسبب اللجوء لقاعدة احتساب الهدف خارج الملعب بهدفين في حال التعادل في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.

رودريغو سجل هدفين قاتلين  في الوقت المحتسب بدل الضائع (غيتي)

وصل مانشستر سيتي إلى الدور ربع النهائي في نسخة 2020، التي لعبت أدوارها الإقصائية من مباراة واحدة بسبب تفشي فيروس كورونا، والتي أقيمت في بورتو. وأمام ليون، قرر غوارديولا تغيير طريقة اللعب إلى 3-4-2-1 والاعتماد على إريك غارسيا في مركز قلب الدفاع، على الرغم من أن غوارديولا كان قد كشف في الأسبوع السابق أن اللاعب الإسباني رفض التوقيع على عقد جديد (انضم إلى برشلونة في الصيف التالي). وودع مانشستر سيتي البطولة أيضا بعد الخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وعلى الرغم من أن غوارديولا عاد في مباراة العودة إلى طريقة 4-2-3-1 المألوفة، فإنه فعل ذلك بعد فوات الأوان.
عاد مانشستر سيتي إلى بورتو لكي يخوض المباراة النهائية لعام 2021 (أول تأهل للنادي للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا). استمر غوارديولا في قراراته الخاطئة، وقرر هذه المرة أمام تشيلسي استبعاد رودري وفرناندينيو من التشكيلة الأساسية، وهو ما يعني أن الفريق لعب من دون محور ارتكاز في خط الوسط، في سابقة غريبة ربما لم نرها من قبل، كما لم يشرك جواو كانسيلو في مركز الظهير الأيسر، وأشرك بدلا منه أولكسندر زينتشينكو، قبل أن يقرر إخراجه من الملعب بعدما سجل كاي هافرتز هدف الفوز!
وفي العام الماضي، فاز مانشستر سيتي على ريال مدريد في مباراة الذهاب في دور نصف النهائي على ملعب الاتحاد بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة، قبل أن يقصى من البطولة في مباراة العودة على ملعب «سانتياغو برنابيو». كان مانشستر سيتي متقدما في المباراة الثانية بهدف دون رد - وفي مجموعة المباراتين بخمسة أهداف مقابل ثلاثة - حتى الدقيقة 90، قبل أن يسجل رودريغو هدفين قاتلين للنادي الملكي في الوقت المحتسب بدلا من الضائع لتصبح النتيجة هي التعادل بخمسة أهداف لكل فريق، وتمتد المباراة إلى الوقت الإضافي الذي سجل فيه كريم بنزيمة هدف الفوز للفريق الملكي.
والآن، وقبل أن يواجه مانشستر سيتي نظيره لايبزيغ الألماني اليوم في بداية المحاولة السابعة لغوارديولا في الأدوار الإقصائية مع مانشستر سيتي، فمن المتوقع أن تركز الأسئلة الموجهة إلى المدير الفني الإسباني حول ما إذا كانت هذه هي الفرصة الأخيرة بالنسبة له للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي قبل أحكام الإدانة المحتملة ضد النادي من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز.
قد يتجنب غوارديولا الرد بشكل مباشر على هذا السؤال، لذلك من المتوقع أن تركز الأسئلة التالية الموجهة إليه على كيفية تعامل لاعبيه مع هذا السيناريو الذي قد يؤثر بشكل دراماتيكي على مسيرتهم ككل. ومن المؤكد أن غوارديولا، ودي بروين، وإيدرسون، وكايل ووكر، وجاك غريليش، وباقي لاعبي الفريق ستظل هذه الأسئلة تدور في أذهانهم خلال الفترة المقبلة: ماذا لو تقرر خصم عدد من النقاط من الفريق؟ وماذا لو كانت العقوبات المتوقعة بأثر رجعي؟ وماذا لو خسرنا البطولات لو تم تطبيق خصم النقاط بأثر رجعي؟ وماذا لو تم استبعاد النادي من الدوري الإنجليزي الممتاز؟
وبالتالي، سيتعين على غوارديولا العمل جاهدا على حث على لاعبيه على التركيز على المباريات بعيدا عن كل هذه الأسئلة والسيناريوهات المتوقعة، حتى لا ينهار الفريق خلال البطولات التي لا يزال ينافس عليها. ولا يزال الهدف الرئيسي لغوارديولا هو قيادة مانشستر سيتي للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، خاصة أن النادي تعاقد معه خصيصا من أجل هذا الهدف، لكن يبدو أن التهم الموجهة لمانشستر سيتي ستجعل هذه المهمة أكثر صعوبة بالنسبة للمدير الفني الإسباني الذي قد تكون هذه هي فرصته الأخيرة!
وكان غوارديولا قد قال، بعد توجيه الاتهامات، إنه لا يمكن لأحد أن يسلب إنجازات ناديه حتى إذا أسفرت التحقيقات الدائرة لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم عن مخالفات. وأكد مدرب برشلونة وبايرن ميونيخ السابق أنه بغض النظر عن نتيجة التحقيق فإن سجل سيتي الزاخر بالألقاب يستحق التقدير. ويعتقد المدرب الإسباني أن اتهامات الرابطة مدفوعة بغيرة أندية أخرى، خاصة التي اشتكت إلى محكمة التحكيم الرياضية في 2020 وطالبت بإيقاف سيتي عامين بالمسابقات الأوروبية.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.