زيلينسكي يحذر من «حرب عالمية» إذا تحالفت الصين مع روسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يحذر من «حرب عالمية» إذا تحالفت الصين مع روسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الصين من دعم روسيا في حربها على أوكرانيا، مؤكداً أن ذلك قد يتسبب بحرب عالمية.
وقال زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة «فيلت» الألمانية: «بالنسبة لنا، من المهم ألا تدعم الصين روسيا في هذه الحرب. في الواقع، إنني أودّ أن تكون في جانبنا». وأضاف: «ومع ذلك، في الوقت الراهن، لا أعتقد أن هذا ممكن». وتابع: «إذا تحالفت الصين مع روسيا، فستكون هناك حرب عالمية، وأعتقد أن الصين تدرك ذلك».
تأتي تصريحات زيلينسكي بعد تحذيرات أميركية وأوروبية لبكين من دعم روسيا في الحرب، وهو ما نفته الصين التي اتهمت واشنطن بنشر «معلومات مضللة». وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال، الأحد، إن الصين تدرس الآن توفير دعم فتاك لموسكو يراوح بين «الذخيرة والأسلحة».
ورداً على سؤال بشأن التصريحات الأميركية، قال الناطق باسم «الخارجية» الصينية وانغ وينبين، في مؤتمر صحافي دوري، الاثنين، إن «الولايات المتحدة هي التي ترسل أسلحة إلى ساحة المعركة، دونما توقف وليس الصين». وأضاف: «نحثُّ الولايات المتحدة على التفكير بتصرفاتها وبذل المزيد لتحسين الوضع وتعزيز السلام والحوار، والتوقف عن التهرب عن المسؤولية ونشر معلومات زائفة». وقال وانغ وينبين: «واضح للمجتمع الدولي مَن الذي يدعو للحوار ويقاتل من أجل السلام، ومَن يصبّ الزيت على النار ويشجع على المعارضة»، مكرراً الدعوة لدعم مقترح صيني لإنهاء الحرب.
وقالت الصين، السبت، إنها ستَعرض، هذا الأسبوع، مقترحاً للتوصل إلى «حل سياسي» للأزمة الأوكرانية، إذ أعلن وزير الخارجية أن بلاده تقف «إلى جانب الحوار». وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، إن الصين تُعارض شن هجمات على منشآت للطاقة النووية وتعارض استخدام أسلحة بيوكيميائية، وعلى استعداد للعمل «مع جميع الأطراف».
وفي وقت لاحق، الاثنين، حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الصين من تزويد روسيا بأسلحة لحربها في أوكرانيا. وقال بوريل إنه أبلغ وانغ يي بأنه «بالنسبة لنا، سيكون خطاً أحمر في علاقتنا. وقال لي إنهم لن يقوموا بذلك، وإنهم لا يخططون للقيام بذلك، لكن سنبقى يقِظين».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».