الراعي يرفض بقاء بعلبك ـ الهرمل خارج دائرة الأمن اللبناني

صورة نشرتها البطريركية في «تويتر» للراعي أثناء قداس «كاريتاس»
صورة نشرتها البطريركية في «تويتر» للراعي أثناء قداس «كاريتاس»
TT

الراعي يرفض بقاء بعلبك ـ الهرمل خارج دائرة الأمن اللبناني

صورة نشرتها البطريركية في «تويتر» للراعي أثناء قداس «كاريتاس»
صورة نشرتها البطريركية في «تويتر» للراعي أثناء قداس «كاريتاس»

رفض البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن «تبقى محافظة بعلبك - الهرمل خارج دائرة الأمن اللبنانيّ، ومحميّة من النافذين بسلاحهم وأحزابهم وسلطتهم». كما دعا المسؤولين والنوّاب والنافذين والمعطّلين لرفع أيديهم عن لبنان وشعبه، متحدثاً عن تهجير الشعب اللبناني من وطنه لفتح أبوابه أمام النازحين الذين بدأ يفوق عددهم نصف عدد الشعب اللبنانيّ.
مواقف الراعي جاءت في القداس السنوي لرابطة «كاريتاس لبنان» أمس (الأحد) في بكركي، حيث تطرق إلى العملية التي نفذها الجيش في البقاع قبل أيام، معرباً عن «ألمه العميق لاستشهاد 3 عسكريين كانوا يقومون بواجبهم الوطنيّ في عمليّة دهم لمخدّرات وسيّارات مسروقة و(آر بي جي) وقنابل يدويّة وأسلحة وذخائر حربيّة وأعتدة عسكريّة، ولوحات سيّارات مسروقة، وأجهزة إلكترونيّة وخليويّة، في منطقة حورتعلا». وقال: «لا يمكن لمنطقة محافظة بعلبك - الهرمل أن تظلّ خارج دائرة الأمن اللبنانيّ، ومحميّة من النافذين بسلاحهم وأحزابهم وسلطتهم»، في إشارة إلى «حزب الله» الذي يعرف بسيطرته على المنطقة.
وجدد الراعي انتقاده للفراغ في سدة الرئاسة وعدم انتخاب رئيس للجمهورية، قائلاً: «كم كنّا نودّ مع الشعب اللبنانيّ أن نعيش فرحة عرس العيش معاً في وطنٍ لبنانيّ يؤمّن فيه المسؤولون السياسيّون، لا سيما نوّاب الأمّة، طيب الحياة للجميع، بانتخاب رئيس للجمهوريّة، لكي تعود الحياة الدستوريّة المنتظمة بمجلس نوّاب يعود ليكون هيئة تشريعيّة، وبحكومة شرعيّة كاملة الصلاحيّات كسلطة إجرائيّة».
وتوجه إلى المسؤولين السياسيّين والنوّاب والنافذين والمعطّلين بوجه أو بآخر، حسب تعبيره، بالقول: «لقد حوّلتم عرس لبنان وشعبه، وجمال طبيعتِه، وغنى موارده، إلى مأتم كبير. ووشحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير. تهجّرونه من وطنه، وتفتحون أبوابه لمليونين و300 ألف نازح سوريّ، ما بدأ يفوق نصف الشعب اللبنانيّ. ترفضون أيّ نصيحة من الدول الصديقة والحريصة على استقرار لبنان واستعادة قواه، وكلّ دعوة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة، فتدعون ذلك تدخّلاً ومسّاً بكرامتكم».
وأضاف: «إنّهم يريدون حمايةَ لبنان منكم، من كلّ عدوّ له يأتيه من الداخل، وانتشال الشعب من براثن أنانيّاتكم وكبريائكم ومشاريعكم الهدّامة. فلا لبنان خاصّتكم، بل خاصّة شعبه! ولا الشعب غنيمة بين أيديكم، بل غنى لوطنه لبنان»، داعياً إياهم إلى رفع أيديهم عن لبنان وشعبه.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

المعارضة تنتظر «تواضع الثنائي الشيعي» في مقاربة الانتخابات الرئاسية

اجتماع نواب المعارضة في معراب -مقر «القوات»- الأسبوع الماضي لتباحث الاستحقاق الرئاسي (القوات اللبنانية)
اجتماع نواب المعارضة في معراب -مقر «القوات»- الأسبوع الماضي لتباحث الاستحقاق الرئاسي (القوات اللبنانية)
TT

المعارضة تنتظر «تواضع الثنائي الشيعي» في مقاربة الانتخابات الرئاسية

اجتماع نواب المعارضة في معراب -مقر «القوات»- الأسبوع الماضي لتباحث الاستحقاق الرئاسي (القوات اللبنانية)
اجتماع نواب المعارضة في معراب -مقر «القوات»- الأسبوع الماضي لتباحث الاستحقاق الرئاسي (القوات اللبنانية)

يُجمع كل الأفرقاء في لبنان على أهمية الاتصالات واللقاءات الحاصلة اليوم فيما بينهم بشكل مباشر أو غير مباشر، للتوصل إلى نتيجة إيجابية في الملف الرئاسي قبل أسابيع قليلة من الموعد المحدد لجلسة انتخاب الرئيس في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل. لكنَّ إيجابية هذا الحوار لم تؤدِّ حتى اللحظة إلى نتائج نهائية لناحية التوافق على عدد من المرشحين أو مرشح لانتخابه في جلسة 9 يناير، التي لا يزال رئيس البرلمان نبيه بري يتمسك بموعدها ويعوّل عليها لإنجاز الاستحقاق.

وفي وقت يتعامل الجميع على مبدأ «سقوط» المرشحين السابقين، وبشكل أساسي مرشح «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية (حليف النظام السوري السابق)، والوزير جهاد أزعور الذي سبق أن تقاطعت المعارضة مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على ترشيحه سابقاً... لم يعلن «الثنائي» رسمياً حتى اللحظة هذا الأمر، رامياً الكرة في ملعب فرنجية نفسه الذي لم يعلن انسحابه.

ورغم أن رئيس البرلمان نبيه بري كان واضحاً في دعوته إلى انتخاب رئيس توافقي، فإن مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يترأسها، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا القول إن ترشيح فرنجية سقط ما دام لم يتم التوصل حتى الآن إلى مرشح توافقي». وتعول المصادر في الوقت عينه على الاتصالات والقنوات المفتوحة بين كل الأفرقاء للتوصل إلى هذا المرشح التوافقي، مؤكدةً: «هناك الوقت الكافي، وما يجري اليوم لا بد أن يوصل إلى نتيجة إيجابية قبل 9 يناير». لكن في المقابل ترفض المصادر وضع فريق «الثنائي» في خانة الخاسر اليوم بعد كل المستجدات الإقليمية التي حصلت، مذكِّرةً بأن موازين القوى في البرلمان اللبناني لم تتبدل، وتقول: «فريقنا يملك الفيتو الميثاقي المتمثل في الطائفة الشيعية، والفيتو العددي المتمثل بالثلث المعطل»، مع تجديدها تأكيد أن التواصل الحاصل اليوم دليل على نية هذا الفريق التوصل إلى نتيجة توافقية.

في المقابل، يتعامل فريق المعارضة مع «الثنائي» على أنه «الخاسر» إقليمياً، وبالتالي ينتظر منه أن يتوقف عن «المكابرة» ويراجع حساباته رئاسياً وسياسياً، وهو ما تعكسه مواقف المعارضة التي ترفض أن يبقى «حزب الله» متحكماً في الدولة كما كان سابقاً. وهذا الأمر تتحدث عنه مصادر نيابية في المعارضة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «المعارضة وضعت مواصفات الرئيس قبل اتفاق وقف إطلاق النار وقبل سقوط النظام السوري، مع التأكيد أنه لا عودة إلى ما قبل 8 أكتوبر (تشرين الأول)»، ورغم نفي البعض الحديث عن مباحثات حول «رزمة تجمع الرئاسة ورئيس الحكومة والحكومة»، تؤكد المصادر أن «التوجه واضح، وهو أن الرئاسة يجب أن تكون مدخلاً لبناء دولة فعلية وليست شكلية صورية على غرار ما اعتدنا عليه سابقاً، وأن يكون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كما مجلس الوزراء من الفئة نفسها».

وفي ردٍّ على سؤال عمَّا إذا كانت المعارضة لمست تبدلاً في مقاربة «الثنائي الشيعي» للاستحقاق الرئاسي بعد الخسائر التي مُني بها «محور المقاومة» في لبنان وسوريا، تقول المصادر: «ما زلنا نستكشف نيات الفريق واستعداده للتوافق، والأيام المقبلة تثبت لنا ما إذا كان لا يزال يكابر أم بدأ التعامل بواقعية مع الأمور». وتؤكد في المقابل: «طبيعة المرحلة اختلفت، وعلى الفريق الآخر التعامل بتواضع بناءً على كل المتغيرات والوضع الإقليمي المستجدّ».

وبانتظار ما ستكون عليه نتائج الاتصالات المتواصلة، ومنها قنوات التواصل التي فُتحت بين رئيس البرلمان وحزب «القوات اللبنانية»، تقول المصادر: «لم يجرِ التوصل حتى اللحظة إلى أمر مشترك يُبنى عليه في جلسة انتخاب الرئيس المقبلة، لكنَّ التواصل مفتوح بين الجميع على أكثر من خط». وتؤكد في الوقت عينه أن «المعارضة سبق أن وضعت خريطة طريق للتعامل مع كل النتائج، ولديها تصور واضح فيما يتعلق حتى بالأسماء من دون أن تعلن عنها حتى الآن، وبالتالي سيُبنى على الشيء مقتضاه بناءً على نتائج هذه الاتصالات التي لا بد أنها ستتكثف مع بدء العد العكسي لموعد الانتخابات الرئاسية».