فهد القحطاني: لست فناناً كوميدياً... و«الهامور» نقلة في مسيرتي

قال لـ«الشرق الأوسط» إن عرض الفيلم بمصر يثير الفرح والقلق

فهد القحطاني في لقطة من فيلم «الهامور» (الشرق الأوسط)
فهد القحطاني في لقطة من فيلم «الهامور» (الشرق الأوسط)
TT

فهد القحطاني: لست فناناً كوميدياً... و«الهامور» نقلة في مسيرتي

فهد القحطاني في لقطة من فيلم «الهامور» (الشرق الأوسط)
فهد القحطاني في لقطة من فيلم «الهامور» (الشرق الأوسط)

قال الفنان السعودي فهد القحطاني إن فيلم «الهامور» يعد أول الأدوار الرئيسية التي يؤديها بوصفه ممثلاً، بعدما قدم عدداً من الأدوار الثانوية في أعمال تلفزيونية وسينمائية، موضحاً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن المخرج عبد الإله القرشي، فاجأه بهذا الاختيار؛ مشيراً إلى أن «كل الممثلين بالفيلم كانوا أبطالاً في أدوارهم».
وجسد القحطاني بالفيلم شخصية «حامد عوض» الذي يرمز إليه بحروف اسمه الأولى (ح ع)، والذي ينتقل من الفقر إلى الثراء عبر الاحتيال على المواطنين، ليقضي عشرين عاماً من عمره وراء القضبان.
وكان مخرج الفيلم قد اختار القحطاني ليلعب دور البطولة، على الرغم من أنه لم يقدم أعمالاً لافتة قبل ذلك. ويكشف القحطاني عن لقائه الأول بالمخرج قائلاً: «كانت هذه أكثر لحظة أصابتني بالقلق، فهو كان واضحاً معي، وقال: قضيتنا هي رفع مستوي صناعة الفيلم السعودي، ثم فاجئني بقوله: (أنت سوف تلعب الشخصية الرئيسية بهذا الفيلم)، وبقدر سعادتي شعرت بالقلق والتوتر لحجم المسؤولية».
وبشأن تعامله مع الشخصية وإضافاته التمثيلية، يقول فهد القحطاني: «بنيت الشخصية مع المخرج وكاتب العمل، وتحدثت معهما عن تفاصيل تخصها، وتمت إضافة أبعاد جديدة خلال جلسات المناقشة، ثم تمت كتابة الفيلم على الورق، وما ظهر على الشاشة هو الذي جاء في النسخة الأخيرة للسيناريو بنسبة مائة في المائة، وقد التزمنا بها جميعاً».
وعلى الرغم من خفة ظل القحطاني التي بدت واضحة بالفيلم، وأثارت ضحك الجمهور المصري في عرضه الخاص، يؤكد الممثل الشاب أنه لا يُصنف فناناً كوميدياً: «المخرج هو الذي اكتشف ذلك فيَّ، ولم أجسد أدواراً رئيسية من قبل؛ بل أديت أدواراً ثانوية في أعمال تلفزيونية وسينمائية، لذا أعتبر هذا توفيقاً من الله، وأعتبر الفيلم نقطة انطلاق كبيرة لي بوصفي ممثلاً. ولا أقول إنني بطل؛ لأن جميع الممثلين زملائي أبطال أيضاً، وقد صورت قبل (الهامور) فيلم (تشيلو) من كتابة المستشار تركي آل الشيخ، وإخراج دارين لين بوسمان، ولم يُعرض بعد، ولدي أعمال أخرى سأبدأ تصويرها الفترة المقبلة».

وشهدت شخصية «حامد عوض» تحولات عديدة، استطاع القحطاني التعبير عنها بصدق، ويوضح أنه من بين أكثر الصعوبات التي واجهته بالعمل «تقديمه مراحل الشخصية من عمر 15 وحتى 47 عاماً»، لافتاً: «لقد مرت بتقلبات عديدة من الفقر إلى الثراء ثم إلى الفقر، هذا غير كونه زوجاً ثم أباً ثم زواجه الثاني، ما تطلَّب تحولات نفسية متباينة، بالإضافة إلى أن التصوير لا يتم بالتتابع الزمني للفيلم».
وعن مدى توافقه مع الشخصية، يضيف القحطاني: «لا بد لي بوصفي ممثلاً من التعاطف مع الشخصية لكي أستطيع تجسيدها، وبالنسبة لحامد فقد ارتكب جرائم عديدة وكسب أموالاً بطرق غير مشروعة؛ لكني لا بد من أن أتقبل الشخصية بكل تحولاتها».
وكان عرض فيلم «الهامور» قد بدأ بالسعودية في يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل عرضه في مصر أخيراً، وحسب القحطاني فإن «الفيلم يحقق نجاحاً في بلده؛ حيث شهد إقبالاً من الجمهور، محتلاً المرتبة الثالثة في قائمة الإيرادات الأسبوع الماضي، بينما جاءت أعمال أجنبية بعده بالقائمة نفسها، وهذا مؤشر إيجابي لنا، كما أن الجمهور السعودي يفضل الأفلام الكوميدية، والناس تبحث عادة عن الابتسامة والضحك، ليس في السعودية فقط؛ بل في كل أنحاء العالم؛ لكن الفيلم يقدم أيضاً دراما اجتماعية عبر قصة واقعية».
وبينما يرى القحطاني عرض فيلمه «الهامور» في مصر، باعتباره أول فيلم تجاري سعودي يعرض بدور السينما المصرية: «مفرحاً»، فإنه يراه في الوقت نفسه «أمراً مقلقاً»؛ لأن المشاهد المصري متشبع بالأفلام، على حد تعبيره.
ويبدي الممثل الشاب سعادته بمشاركته بالفيلم الذي يعد أول إنتاج لـ«بوليفارد استوديو»، مؤكداً أن هدفها الأسمى تطوير صناعة السينما بالمملكة، ويواصل قائلاً: «نلمس تطوراً في كافة قطاعات الدولة؛ سواء صناعة السينما أو الترفيه أو السياحة، وغيرها، وإن شاء الله نواصل التقدم. وأطمح أن أرى الفيلم السعودي في المصاف الأولى عالمياً».


مقالات ذات صلة

«هاري بوتر»... مسلسل تلفزيوني عبر خدمة «ماكس»

يوميات الشرق «هاري بوتر»... مسلسل تلفزيوني عبر خدمة «ماكس»

«هاري بوتر»... مسلسل تلفزيوني عبر خدمة «ماكس»

من المقرر عرض حلقات مسلسل «هاري بوتر» عبر خدمة «ماكس» للبث المباشر، المعروفة سابقاً باسم «إتش بي أو ماكس». أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «وارنر بروس ديسكفري»، ديفيد زاسلاف، إطلاق خدمة جديدة، تجمع قنوات «إتش بي أو ماكس» و«ديسكفري»، و«سلسلة تينتبول» المستوحاة من قصص جي كي رولينغ، وذلك خلال عرض تقديمي جرى الأربعاء، وفقاً لمجلة «هوليود ريبورتر» الرقمية، وفق موقع صحيفة «الغارديان» البريطانية. استغرق إنتاج سلسلة الأفلام الحية المستوحاة من الكتب السبعة التي نُشرت خلال الفترة ما بين عامي 1997 و2007، «عقداً كاملاً أنتجت خلاله بالحرفية الملحمية نفسها، وعاطفة الحب والاهتمام التي اشتهر بها هذا العمل الحصري ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق دراما رمضان تُعيد الاهتمام بأحياء القاهرة القديمة

دراما رمضان تُعيد الاهتمام بأحياء القاهرة القديمة

ظهرت أحياء القاهرة القديمة والتاريخية بشكل «لافت» خلال موسم دراما رمضان، حيث استعان بها صُناع الدراما داخل سياقات أعمالهم المكانية والتاريخية، وتم تسليط الضوء على ملامحها التراثية الجمالية. وتُطل مدينة الفسطاط كخلفية لأحداث مسلسل «رسالة الإمام» للفنان خالد النبوي، وهي المدينة التي استقر بها الإمام الشافعي في مصر، وتعد أقدم العواصم الإسلامية.

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق تترات مسلسلات رمضان في صدارة الاستماعات

تترات مسلسلات رمضان في صدارة الاستماعات

لكل مسلسل أغنيته. هذا هو التقليد المتعارف عليه والمرافق للإنتاجات التلفزيونية خلال الشهر الكريم. ورغم أن هذه السنة شهدت انكفاء لأسماء كبيرة عُرفت بتقديم شارات المسلسلات، إلا أن التترات الجديدة تصدّرت الاستماعات في مختلف الدول العربية، بأصوات فنانين بعضهم يخوض التجربة للمرة الأولى. وإلى جانب تترات المسلسلات، تميّز هذا الشهر كذلك عدد من الأعمال الموسيقية التي قدّمها كبار نجوم الأغنية في إطار إعلاني. * «أنا قادر» أحمد سعد وهشام الجخ يمكن اعتبار الفنان المصري أحمد سعد الصوت الرسمي لمسلسل «جعفر العمدة» من بطولة محمد رمضان.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة رهان دراما رمضان 2023 في مصر

المسلسلات القصيرة رهان دراما رمضان 2023 في مصر

تراهن الدراما المصرية في موسم رمضان 2023 على المسلسلات القصيرة المكونة من 15 حلقة و10 حلقات، من بينها «حرب» لأحمد السقا، و«جت سليمة» لدنيا سمير غانم، و«مذكرات زوج»، و«تحت الوصاية» لمنى زكي، و«كامل العدد» لدينا الشربيني، و«علاقة مشروعة» لياسر جلال، و«تغيير جو» لمنة شلبي، ووفق متابعين فإن هذه الأعمال باتت تجتذب النجوم والمخرجين والمنتجين، باعتبارها الأسهل تسويقاً وإنتاجاً وتكلفة. ولا يقتصر التنوع في موسم دراما رمضان هذا العام على عدد الحلقات، بل يمتد إلى القضايا التي تطرحها المسلسلات بين الموضوعات الوطنية والسياسية والاجتماعية والكوميدية والدينية وقضايا المرأة، في وجبة درامية دسمة تستحوذ الشركة

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق فنانون مصريون يتخلّون عن الكوميديا لأول مرة في دراما رمضان

فنانون مصريون يتخلّون عن الكوميديا لأول مرة في دراما رمضان

تخلّى فنانون مصريون عن الكوميديا لأول مرة في موسم دراما رمضان، أبرزهم أحمد عيد، وأحمد فهمي، وأحمد رزق. يبتعد الفنان المصري أحمد عيد، خلال دوره بمسلسل «عملة نادرة» مع الفنانة نيللي كريم، عن الكوميديا.

داليا ماهر (القاهرة)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».