الائتلاف يطالب بحظر جوي لتأمين المنطقة الآمنة.. والأكراد يتريثون قبل إعلان موقفهم

سينقل إليها مقراته وينشئ إدارة مدنية ويخفف ضغط اللاجئين عن الجوار

الائتلاف يطالب بحظر جوي لتأمين المنطقة الآمنة.. والأكراد يتريثون قبل إعلان موقفهم
TT

الائتلاف يطالب بحظر جوي لتأمين المنطقة الآمنة.. والأكراد يتريثون قبل إعلان موقفهم

الائتلاف يطالب بحظر جوي لتأمين المنطقة الآمنة.. والأكراد يتريثون قبل إعلان موقفهم

باتت المنطقة الآمنة التي تدفع المعارضة السورية باتجاه إنشائها في المنطقة الحدودية مع تركيا، أكثر قابلية للتطبيق، بعد المتغيرات الأخيرة، وهو ما دفع الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لمناقشة هذا التطور أمس، ضمن بنود اجتماع هيئته السياسية التي انعقدت في إسطنبول، بغرض الإحاطة بالملف سياسيًا وإنمائيًا وخدماتيًا، في وقت تريث فيه أكراد سوريا بالإعلان عن موقف من المشروع الذي يبدو أنه لا يشمل مناطق نفوذهم في شمال سوريا، «بانتظار جلاء الموقف».
ويأتي هذا التقدم على الأرض بعد عام على مطالبة الائتلاف برئاسة رئيسه السابق هادي البحرة، بإنشاء منطقة آمنة «في المناطق المحررة» على الحدود السورية التركية، بغرض نقل مؤسسات المعارضة إليها، وتوفير منطقة آمنة يعيش فيها المدنيون ويعود إليها لاجئون سوريون إلى بلدان الجوار.
وقالت نائبة رئيس الائتلاف السوري نغم الغادري لـ«الشرق الأوسط»، إن «المنطقة الآمنة هي مشروع الائتلاف منذ يوليو (تموز) 2014، وحكي عن تنفيذه وتطبيق إدارة مدنية فيه، وقد تم عرضه على كل الدول الصديقة للشعب السوري بينها دول غربية ودول الخليج وتركيا، وكانت هناك موافقة مبدئية عليه، إلا أن صعوبات عسكرية اعترضت تنفيذه». أما اليوم، تضيف الغادري: «فإن التطور الذي برز من خلال الموقف التركي في الحرب على (داعش)، رفع احتمالات نجاح المنطقة الآمنة وتحرير المناطق الأخرى من (داعش)».
وتنوه الغادري، إلى أنه بهدف إلى «تطبيق الإدارة المدنية داخل المنطقة الآمنة، نحن بحاجة إلى مساعدة الدول الصديقة لإدارتها وتوفير دعم مالي لتأمين الخدمات اللازمة، بحدها الأدنى، لتأمين حياة الناس»، موضحة: «البنية التحتية مدمرة، وتحتاج إلى تأهيل، والمطلوب مساعدة بالدعم المادي لنستطيع إعادة الحياة بحدها الأدنى».
وقالت إن الائتلاف يسعى لإيجاد حل لمسألة تمويل الإدارة المدنية في هذه المنطقة الآمنة، ووضع مشاريع صغيرة متوسطة المدى، وليست استراتيجية، وتكون أساسًا اقتصاديًا صغيرًا للمنطقة، بهدف إعادة البنية التحتية بالحد الأدنى من الخدمات التي لا يمكن الاستغناء عنها بشكل عام لإطلاق عجلة الحياة.
وأشارت الغادري إلى أن هذه المنطقة الآمنة «ستخفف الضغط عن الدول المستضيفة للاجئين، كونها ستستقطب لاجئين من تركيا والأردن والعراق ولبنان، عبر إنشاء مخيمات داخلها». وقالت إن هذه المنطقة «لن تستوعب كل اللاجئين، كما أنه لا يمكن إفراغ سوريا داخل هذه المنطقة، لأننا لن نسمح للنظام بإنشاء حالة من التوطين الإيراني في المناطق الفارغة مقابل هذه المنطقة».
ولم يحسم أكراد سوريا موقفهم بعد من المشاركة في إدارة مدنية، في حال تنفيذ المنطقة الآمنة، إذ أعلن رئيس مركز الدراسات الكردية في ألمانيا والقيادي في حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» نواف خليل لـ«الشرق الأوسط»، أنه «علينا التروي قبل التعليق بانتظار جلاء الموقف».
وقال إن «الأكراد لا يستغربون كثيرا التطورات، ويستعدون للاحتمالات»، مضيفا: «لا أعتقد أنه بإمكان أحد استبعاد أي مكوّن سوري»، مشيرًا إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي التي تقاتل «داعش» في شمال سوريا، «هي أساسًا مناطق آمنة».
ورأى خليل أن تطورات كثيرة تحدث الآن على الساحة السورية، بينها إعلان الجانب التركي أنه لن يتدخل بريا في سوريا، وحديث الأميركيين عن المنطقة الآمنة، ومطالبة الأمان لتركيا باستمرار المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، ومطالبة واشنطن بالتفريق بين «داعش» والأكراد. وأشار إلى أن وحدات حماية الشعب الكردي، «هي على تنسيق دائم مع التحالف الدولي والولايات المتحدة، إذ لا يمكن لوحدات الشعب أن تتحرك بغير تنسيق مع حلفائهم حتى في المناطق الكردية». كما توقف عند «تحرير بلدة صرّين وهي نقطة استراتيجية في الصراع مع (داعش) في شمال البلاد».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.