انفتح صدعان هائلان في قشرة الأرض، بالقرب من الحدود التركية - السورية، بعد الزلزالين القويين اللذين هزا المنطقة يوم الاثنين 6 فبراير (شباط) الحالي.
ووجد باحثون من «مركز المملكة المتحدة لرصد ونمذجة الزلازل والبراكين (كوميت)»، هذه التمزقات من خلال مقارنة صور المنطقة القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط التي التقطها القمر الصناعي الأوروبي لرصد الأرض «سانتنال-1»، قبل الزلازل المدمرة وبعدها.
ويمتد أطول الشقين على مسافة 190 ميلاً (300 كيلومتر) في الاتجاه الشمالي الشرقي من الطرف الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ونتج الصدع عن أول هزتين رئيسيتين ضربتا المنطقة يوم 6 فبراير، وهو الزلزال الأقوى الذي بلغت قوته 7.8 درجة، والذي وقع في الساعة 4:17 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وقال «كوميت»، في تغريدة، يوم الجمعة 10 فبراير، إن الشق الثاني، بطول 80 ميلاً (125 كم)، انفتح خلال الزلزال الثاني، وكان أخفَّ إلى حد ما (قوته بلغت 7.5 درجة على مقياس ريختر)، ووقع بعد حوالي 9 ساعات.
«ويظهر مثل هذه التمزقات بشكل شائع بعد الزلازل القوية، ومع ذلك فإن هذين الشقّين طويلان بشكل غير عادي، وهو دليل على الكمية الهائلة من الطاقة التي أطلقتها الزلازل»، كما يقول شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بـ«المعهد القومي للبحوث الفلكية» بمصر، لـ«الشرق الأوسط».
ويوضح الهادي أنه «كلما كبر الزلزال، زاد الصدع وزاد انزلاقه»، مشيراً إلى أن هذا الصدع الزلزالي هو واحد من أطول الصدوع المسجلة في القارات، مؤكداً أنه «من غير المعتاد أيضاً حدوث زلزالين كبيرين من هذا القبيل في غضون ساعات قليلة من بعضهما البعض». وكانت حركة الصفائح التكتونية التي تسببت في الزلازل من النوع الذي يجعل الشقوق مرئية بوضوح على السطح، والتي تمر عبر المدن، وفي بعض الحالات مباشرة من خلال المباني.
وشارك العلماء المحليون صوراً للشقوق السطحية على «تويتر»، مؤكدين ما رصدته الأقمار الصناعية من الفضاء.
ووفقاً للخبراء، فإن هذه المنطقة معرَّضة للزلازل القوية، حيث تلتقي هناك 3 صفائح تكتونية، وهي صفائح الأناضول والعربية والأفريقية، مما يخلق ضغوطاً عند اصطدامها ببعضها البعض، ومع ذلك فقد تميزت «زلازل 6 فبراير» بشدتها وآثارها المدمرة. ومنذ وقوع الزلازل، تقوم الأقمار الصناعية، التي تديرها الوكالات الحكومية، وكذلك الشركات الخاصة، بتقييم الأضرار. ووفقاً لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، فقد اندلعت الزلازل على طول خط صدع يبلغ 11 ميلاً (18 كلم) تحت السطح.
وقالت «ناسا»، في بيان، إن هذا العمق الضحل يعني انتشار الهزات بقوة، على بُعد مئات الأميال من مركز الزلزال.
وأوضح إريك فيلدنغ، عالم الجيوفيزياء في «مختبر الدفع النفاث» التابع لـ«ناسا»، في البيان: «كانت هذه زلازل كبيرة جداً وقوية مزّقت الأرض حتى السطح على مدى سلسلة طويلة من الصدوع، وأدى هذا إلى هزات قوية للغاية على مساحة كبيرة جداً ضربت عدداً من المدن والبلدات المليئة بالسكان، وكان طول الصدوع وقوة الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، مشابهين لزلزال دمّر سان فرانسيسكو قبل 117 عاماً (وقع عام 1906)». وفي جميع أنحاء المدن التركية في كهرمان مرعش وغازي عنتاب، انهارت آلاف المباني، مما أدى إلى دفن سكانها وتشريد الآلاف من الناس.
الأقمار الصناعية تكشف «شقاً» بطول 190 ميلاً بعد زلزال تركيا
«ناسا» تراه مشابهاً لحدث مماثل دمّر سان فرانسيسكو قبل 117 عاماً
الأقمار الصناعية تكشف «شقاً» بطول 190 ميلاً بعد زلزال تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة