دونكان فيرغسون: إيفرتون كان يجب أن يتمسك بي لكنه سيظل دائماً جزءاً مني

المدير الفني الجديد لنادي فورست غرين يتحدث عن تجربته مع أنشيلوتي وكبار المدربين

أنشيلوتي ومساعده دونكان فيرغسون في إيفرتون عام 2021 (غيتي)
أنشيلوتي ومساعده دونكان فيرغسون في إيفرتون عام 2021 (غيتي)
TT

دونكان فيرغسون: إيفرتون كان يجب أن يتمسك بي لكنه سيظل دائماً جزءاً مني

أنشيلوتي ومساعده دونكان فيرغسون في إيفرتون عام 2021 (غيتي)
أنشيلوتي ومساعده دونكان فيرغسون في إيفرتون عام 2021 (غيتي)

دائماً ما يرتبط اسم دونكان فيرغسون بنادي إيفرتون. وأينما ذهب فإنه يأخذ معه شيئاً من هذا النادي على شكل وشم على ذراعه. لم يكد الحبر يجف على العقد الذي وقعه لقيادة نادي «فورست غريب روفرز» لمدة خمس سنوات، لكنه يتمنى أن يضيف وشماً آخر لهذا النادي على جسده، ويقول: «قد أرسم وشماً على جسدي في حال النجاح في البقاء في دوري الدرجة الثانية، لكن من المؤكد أنني سأرسم وشماً لو نجحنا في الصعود لدوري الدرجة الأولى». وبعدما قضى فيرغسون عقدين من الزمن مع إيفرتون، كلاعب ومدير فني، بدأ مسيرته التدريبية مع متذيل جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية، «فورست غرين روفرز». كان فيرغسون، البالغ من العمر 51 عاماً، قريباً من تولي القيادة الفنية لبلاكبيرن وميدلسبره، لكنه اضطر للتراجع وقيادة نادٍ يلعب في دوري الدرجة الثانية للعثور على مالك يثق به وبأفكاره. تلقى مهاجم اسكوتلندا السابق مكالمة هاتفية من ديل فينس، مالك نادي «فورست غرين روفرز»، في نهاية الشهر الماضي وقاد سيارته في صباح اليوم التالي إلى مقر النادي بعد أن «أخطأ في 15 منعطفاً في الطريق» لتوقيع العقد الجديد.
يقول فيرغسون من مكتب المدير الفني المجهز بالعديد من العناصر التي حصل عليها من الفترة التي قضاها مع إيفرتون: «عندما قابلت مالك النادي للمرة الأولى ورأيت شغفه وحماسه للنادي وما كان يفعله، كان لذلك تأثير كبير على قراري النهائي بالطبع. علاوة على ذلك، كانت هذه بداية جيدة بالنسبة لي في مسيرتي التدريبية. كان المهم بالنسبة لي أن أشعر بأن النادي يريدني بشدة. لقد قلت لنفسي حينئذ: لماذا لا أقبل هذا التحدي؟». كان كثيرون يعتقدون أن أول محطة تدريبية لفيرغسون كان يجب أن تكون مع إيفرتون، ذلك النادي الذي قال عنه إنه «سيكون دائماً جزءاً مني». لقد تولى فيرغسون قيادة إيفرتون مرتين بشكل مؤقت، لكنه رحل قبل تعيين فرانك لامبارد على رأس القيادة الفنية للفريق في يناير (كانون الثاني) الماضي. يقول فيرغسون عن ذلك: «أعتقد أنه كان ينبغي عليهم التفكير في استمراري في قيادة الفريق حتى نهاية الموسم. لقد قلت ذلك منذ اليوم الأول. وما زلت أعتقد أن هذا هو ما كان ينبغي أن يحدث. لقد أشار كل المهتمين بكرة القدم إلى أن هذه كانت هي أفضل خطوة بالنسبة للنادي، لكنهم في نهاية المطاف اتخذوا قراراً مختلفاً، وأتمنى لهم كل التوفيق».
وبدلاً من ذلك، كان يتعين على فيرغسون أن ينتظر دوره من جديد. لقد كان من بين الأسماء المطروحة لتولي قيادة إيفرتون بعد إقالة لامبارد في الآونة الأخيرة، لكن النادي استقر في نهاية المطاف على تعيين شون دايك. يقول فيرغسون: «أود أن أشير إلى أنني في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية وأنا أبدأ أول مهمة تدريبية لي فإنني الأكثر خبرة في البلاد، وأمتلك سيرة ذاتية أفضل من أي شخص آخر. أنا واثق تماماً مما أقوله. لقد عملت مع اثنين من المديرين الفنيين الفائزين بدوري أبطال أوروبا، ومع المدير الفني لمنتخب بلجيكا، والمدير الفني لمنتخب هولندا، والمديرين الفنيين لناديي برشلونة وريال مدريد... إنها قائمة لا حصر لها من المديرين الفنيين الذين عملت معهم. وعلاوة على ذلك، فقد حصلت على جميع الدورات التدريبية قبل 10 سنوات، وبدأت مسيرتي التدريبية عبر أكاديمية الناشئين وطوّرت مستويات الكثير من اللاعبين الشباب. لم يكن طريقي مفروشاً بالورود، لكنني تغلبت على العديد من التحديات والصعوبات. وكما ترون الآن، فإنني ما زلت أعمل في ظروف صعبة».
ومن بين المديرين الفنيين اللذين سبق لهما الفوز بدوري أبطال أوروبا وعمل فيرغسون تحت قيادتهما، المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي يحترم وجهة نظر فيرغسون تماماً. لا تزال هناك علاقة قوية بين الاثنين، وقد زار فيرغسون أنشيلوتي مؤخراً في ريال مدريد. يقول فيرغسون مازحاً: «لقد رأيت كل التدريبات التي أقوم بها في تدريبات ريال مدريد». ويضيف: «لقد تعلمت الكثير من أنشيلوتي، فهو شخص رائع وهادئ وحاسم، وجيد للغاية في النواحي الخططية والتكتيكية. لقد تعلمت منه هذه الأشياء. إنه أفضل مدير فني في العالم، فقد فاز بأربع بطولات لدوري أبطال أوروبا، ولا ينافسه أحد في ذلك».
لكن فيرغسون ليس الوحيد في نادي «فورست غرين روفرز» الذي تربطه علاقات وثيقة بنادي ريال مدريد، حيث يقدم فينس المشورة للنادي الملكي بشأن الاستدامة واستخدام المبيدات. فهل يمكن أن تؤدي هذه العلاقات الوثيقة إلى إقامة مباراة ودية بين الناديين؟ يقول فيرغسون: «أتمنى ذلك. سيكون شيئاً رائعاً بالطبع. لو كان هناك وقت في جدول المباريات يسمح بذلك، فأنا متأكد من أن كارلو سيسهل هذا». ويشتهر نادي «فورست غرين روفرز» بمبادراته البيئية من خلال قائمة طعام نباتية بالكامل، وخطط لملعب مصنوع من الخشب. يتكيف فيرغسون مع محيطه بشكل رائع ويرغب في معرفة المزيد عن التحسينات التي يمكنه القيام بها للمساعدة في الحد من تأثير أزمة المناخ.
وعن تجربته مع «فورست غرين روفرز»، يقول فيرغسون: «لم أقم بالكثير من الأبحاث، لكنني كنت أعرف الكثير عن النادي وما يدور حوله، لأنني عرفت بعض المعلومات عنه من خلال التلفزيون، وعرفت بعض المعلومات عن البيئة والبرغر النباتي والنقانق النباتية. ورأيت مالك النادي وهو يروي بعض القصص عن ذلك. عندما التقيت بالرجل (فينس)، أظهر لي ملعب التدريب الجديد، والخطط الجديدة التي لديه بشأن الملعب، لذلك كان الأمر مثيراً للإعجاب حقاً». ويضيف: «أعتقد أن الطعام النباتي لطيف للغاية، وأنا أستمتع به. يعد التلوث مصدر قلق كبير على الكوكب. إنه لأمر مخز أن يحدث هذا، وقد بدأنا جميعاً نرى تداعيات ذلك. فماذا سيحدث لأطفالنا وأحفادنا؟ إنه شيء حقيقي وواضح للجميع».
وهناك علاقة قوية للغاية بين فيرغسون وجماهير إيفرتون بفضل حماسه الشديد كلاعب وعشقه للنادي والتزامه تجاه المجتمع. لقد اصطحب شاباً من الجماهير لتناول الطعام معه كمكافأة له على تحسن نتائجه في الدراسة بعد أن وعده فيرغسون بذلك في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع. يقول فيرغسون: «دائماً ما كنت قريباً من الجماهير، وسأكون قريباً جداً من الجماهير في نادي فورست غرين روفرز. صدقني عندما أقول لك إنه إذا كانت هناك أي طلبات من الجماهير فسوف أفي بها، وإذا حصلوا على نتائج جيدة في الامتحانات، فقد أخرج معهم لتناول الغداء. أنا أحب التعامل مع الناس، وأحترم النادي وأحترم الجماهير. وسأقوم بعمل جيد من أجلهم، وسأبذل قصارى جهدي لخدمة المجتمع. سيكون ذلك من دواعي سروري».
بدا الأمر كما لو أن فيرغسون سيحقق الفوز في أول مباراة له مع «فورست غرين روفرز» عندما أحرز الفريق هدفاً في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في مرمى شروزبري تاون، لكن شباك فريقه اهتزت بهدفين في الدقيقتين 94 و98 ليخسر بهدفين مقابل هدف وحيد. إنها مهمة صعبة للغاية بالنسبة لفيرغسون، حيث يقود فريقاً يواجه شبح الهبوط ويبتعد عن مراكز الأمان بسبع نقاط، ولعب مباريات أكثر من منافسيه في منطقة الهبوط. ولم يتعاقد النادي إلا مع لاعب واحد فقط في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، رغم أن النادي كان بحاجة ماسة للتعاقد مع ثلاثة لاعبين.


مقالات ذات صلة

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».