«أزمة المنطاد الصيني» و«الغزو الروسي» يهيمنان على مؤتمر ميونيخ للأمن

هاريس لدى وصولها إلى ميونيخ أمس (أ.ب)
هاريس لدى وصولها إلى ميونيخ أمس (أ.ب)
TT

«أزمة المنطاد الصيني» و«الغزو الروسي» يهيمنان على مؤتمر ميونيخ للأمن

هاريس لدى وصولها إلى ميونيخ أمس (أ.ب)
هاريس لدى وصولها إلى ميونيخ أمس (أ.ب)

سافر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، إلى ألمانيا؛ في مستهل رحلة تشمل أيضاً اليونان وتركيا، للمشاركة في «مؤتمر ميونيخ للأمن»، حيث يحتمل أن يلتقي ثنائياً مع مدير مكتب «لجنة الشؤون الخارجية» المركزية في الحزب الشيوعي الصيني، وانغ يي، في ظل أزمة حادة بين واشنطن وبكين تفاقمت بعد تحليق منطاد تجسس صيني وإسقاطه في المجال الجوي الأميركي. علماً بأنه سيشارك أيضاً في محادثات أخرى حول غزو روسيا أوكرانيا، والزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، فضلاً عن المأزق المتعلق بانضمام كل من السويد وفنلندا إلى «حلف شمال الأطلسي (الناتو)».
وأفاد دبلوماسيون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، بأن الولايات المتحدة مستعدة لعقد اجتماع محتمل بين بلينكن وأرفع الدبلوماسيين الصينيين خلال «مؤتمر ميونيخ» الذي يبدأ اليوم الجمعة. وفي حال حصولها؛ فستكون هذه المحادثات الأولى المباشرة على مستوى رفيع منذ إسقاط الجيش الأميركي منطاد التجسس الصيني في أوائل هذا الشهر، ومنذ إلغاء كبير الدبلوماسيين الأميركيين رحلة مخط لها إلى بكين.
وكان بلينكن أبلغ وانغ خلال مكالمة هاتفية في 3 فبراير (شباط) الماضي بأن إرسال منطاد التجسس كان «عملاً غير مسؤول وانتهاكاً واضحاً لسيادة الولايات المتحدة والقانون الدولي».
وتكرر بكين أن المنطاد مخصص للطقس وانحرف عن مساره باتجاه الولايات المتحدة، متهمة واشنطن لاحقاً بأنها ترسل مناطيد فوق الصين منذ مايو (أيار) 2022. ويعتقد مسؤولون أميركيون أن فتح خطوط اتصال بين البلدين بالغ الأهمية لمنع وقوع نزاعات غير مقصودة، لا سيما في أوقات التوترات.
ومع ذلك، لم يرغب المسؤولون الأميركيون في تأكيد أن بلينكن سيلتقي وانغ هذا الأسبوع. وعندما سئلت عن لقاء محتمل؛ أجابت نائبة وزير الخارجية، ويندي شيرمان، الأربعاء: «ليس لديّ أي شيء أعلنه اليوم».
وأسقطت القوات الأميركية 3 أجسام عالية الارتفاع فوق أميركا الشمالية في نهاية الأسبوع الماضي. لكن المسؤولين الأميركيين أفادوا بأنهم لم يروا دليلاً على أن هذه الأجسام المحمولة جواً مرتبطة بالصين. ويحتل غزو أوكرانيا مكانة متقدمة في جدول أعمال «مؤتمر ميونيخ». وسينضم بلينكن إلى الوفد الأميركي بقيادة نائبة الرئيس كامالا هاريس. ويرتقب حدوث لقاءات رفيعة المستوى في المنتدى السنوي الذي يستمر 3 أيام ويشارك فيه المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ. وينعقد المؤتمر قبيل الذكرى السنوية الأولى لغزو روسيا أوكرانيا، وهيمنت عليه العام الماضي تحذيرات من الولايات المتحدة وحلفائها في «الناتو» بأن الحرب وشيكة.
وقالت شيرمان: «سنواصل تحذير الصين من تقديم الدعم العسكري للحرب الروسية في أوكرانيا، وقمع الكيانات الصينية الضالعة في نشاطات ضارة». وأضافت أن «الصين تحاول تعزيز مكانتها في المجتمع الدولي بالقول إنها ستتوسط وتساعد في إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، بينما تظل ملتزمة شراكة دون حدود مع موسكو»، مؤكدة أن «الولايات المتحدة لديها قلق متزايد بشأن تلك الشراكة ودعم الصين لهذا الغزو».
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، بأن بلينكن «سيشارك في سلسلة من الاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف» التي تركز على دعم أوكرانيا ومساعدة تركيا وسوريا بعد وقوع الزلزال. ولم يحدد البيان أجندة بلينكن، لكنه أضاف أن المناقشات تشمل «التزام الولايات المتحدة الأمن عبر الأطلسي والنظام الدولي القائم على القواعد».
ومن ميونيخ، يتوجه بلينكن إلى تركيا، حيث سيتوقف أولاً في قاعدة «إنجرليك» الجوية لمعاينة عمليات الإغاثة والإنعاش لضحايا الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي، قبل أن ينتقل إلى أنقرة لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وغيره من كبار المسؤولين الأتراك. وستكون إحدى أولوياته محاولة حل معارضة تركيا انضمام كل من فنلندا والسويد إلى «الناتو»، علماً بأن إردوغان اشتكى من أن الفنلنديين، وكذلك من السويديين خصوصاً، متساهلون للغاية مع الجماعات التي تعدّها تركيا منظمات إرهابية أو تشكل تهديدات وجودية؛ بما فيها الجماعات الكردية.
وطبقاً للقواعد المعمول بها في التحالف الغربي القوي، لا يمكن لأي دولة أن تنضم إليه إلا بإجماع كل الدول الـ30 الأعضاء.
وفي الوقت نفسه، تواجه واشنطن مشكلات أخرى مع أنقرة؛ بما في ذلك رغبة تركيا المستمرة في شراء طائرات مقاتلة أميركية متقدمة، وهو أمر يعارضه عدد من المشرعين الأقوياء لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان.
وسيختتم بلينكن رحلته بأثينا، حيث يناقش التوترات اليونانية - التركية المتفاقمة، وقضايا أخرى؛ بما في ذلك أمن الطاقة خصوصاً في شرق البحر المتوسط، والتعاون الدفاعي، والتزام واشنطن بالدفاع عن الديمقراطية.

- بوتين والقرم
وكان وزير الخارجية الأميركي نبّه، الأربعاء، إلى أن محاولة أوكرانيا استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا ستكون بمثابة «خط أحمر» بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يمكن أن يأمر برد أوسع في الحرب الحالية. وكان بلينكن يتحدث هاتفياً مع مجموعة من الخبراء؛ إذ أشار إلى أن بوتين يرى القرم جزءاً كاملاً من روسيا. غير أن الإدارات الجمهورية والديمقراطية أكدت مراراً وتكراراً أن «القرم هي أوكرانيا».
وبعدما سأله أحد المشاركين عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة أوكرانيا على تحقيق هدفها طويل الأجل المتمثل في استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا، أجاب بلينكن بأن بلاده «لا تشجع أوكرانيا بنشاط على استعادة شبه جزيرة القرم، لكن القرار يعود إلى كييف وحدها»، علماً بأن الإدارة «تركز بالأساس على مساعدة أوكرانيا في التقدم بأماكن الصراع شرق البلاد حيث تدور المعارك».
وأوحت هذه التصريحات بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «لا تعدّ الدفع لاستعادة شبه جزيرة القرم خطوة حكيمة في هذا الوقت»، طبقاً لما أورده موقع «بوليتيكو».


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الجمعة)، أن وزراء خارجية مجموعة السبع سيناقشون خلال اجتماعهم يومي الاثنين والثلاثاء قرب روما، مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي شملت خصوصاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميلوني في بيان، إن «الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع تعتزم إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيعقد في فيوجي بين 25 و26 نوفمبر (تشرين الثاني). وتستهدف مذكرات التوقيف الصادرة يوم الخميس، نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، محمد الضيف.

وأضافت ميلوني: «هناك نقطة واحدة ثابتة: لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين مسؤوليات دولة إسرائيل وحركة (حماس) الإرهابية».

رفض أميركي

وندَّد الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة، أمس (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالات، وعدّ هذا الإجراء «أمراً شائناً».

وقال بايدن في بيان: «دعوني أكُن واضحاً مرة أخرى: أياً كان ما قد تعنيه ضمناً المحكمة الجنائية الدولية، فلا يوجد تكافؤ بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

المجر

بدوره، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي إلى المجر في تحدٍ لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه.

وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: «لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار. سأدعو في وقت لاحق اليوم نتنياهو للمجيء إلى المجر، حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير».

وبحسب أوربان، فإن «القرار وقح ومقنّع بأغراض قضائية لكن له في الحقيقة أغراض سياسية»، ويؤدي إلى «الحط من صدقية القانون الدولي».

الأرجنتين

وعدّت الرئاسة الأرجنتينية أن مذكرتي التوقيف الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، تتجاهلان «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها».

وذكر بيان نشره الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بحسابه على منصة «إكس»، أن «الأرجنتين تعرب عن معارضتها الشديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير»، الذي يتجاهل «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات مستمرة تشنها منظمات إرهابية مثل (حماس) و(حزب الله)».

وأضاف: «إسرائيل تواجه عدواناً وحشياً، واحتجاز رهائن غير إنساني، وشن هجمات عشوائية على سكانها. إن تجريم دفاع مشروع تمارسه دولة ما مع تجاهل هذه الفظائع هو عمل يشوه روح العدالة الدولية».

الصين

ودعت الصين، الجمعة، المحكمة الجنائية الدولية، إلى «موقف موضوعي وعادل» غداة إصدارها مذكرات التوقيف. وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري: «تأمل الصين في أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقاً للقانون».

بريطانيا

ولمحت الحكومة البريطانية، الجمعة، إلى أن نتنياهو يمكن أن يتعرض للاعتقال إذا سافر إلى المملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر للصحافيين: «هناك آلية قانونية واضحة ينبغي اتباعها. الحكومة كانت دائمة واضحة لجهة أنها ستفي بالتزاماتها القانونية». وأضاف: «ستفي المملكة المتحدة دائماً بالتزاماتها القانونية كما هو منصوص عليه في القوانين المحلية والقانون الدولي»، لكنه رفض الإدلاء برأي محدد في شأن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

هولندا

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، الخميس، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ نتنياهو، إذا لزم الأمر.

الاتحاد الأوروبي

وقال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، كلها ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة. وأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».

وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

آيرلندا

كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة»، مؤكداً أنه سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى آيرلندا.

إيطاليا

وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، وليس دوراً سياسياً». بينما أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو، أن روما سيتعين عليها اعتقال نتنياهو إذا زار البلاد.

النرويج

أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».

السويد

وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.

كندا

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».

تركيا

ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف، بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».

وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».

ألمانيا

قال شتيفن هيبشترايت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، إن الحكومة ستدرس بعناية مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، لكنها لن تخطو خطوات أخرى حتى تكون هناك بالفعل زيارة لألمانيا.

وأضاف هيبشترايت: «أجد صعوبة في تخيل أننا سنجري اعتقالات على هذا الأساس»، مشيراً إلى أنه كان من الضروري توضيح المسائل القانونية المتعلقة بمذكرتي الاعتقال. ولم يحدد ما هي هذه المسائل. ولم يرد على سؤال عما إذا كان نتنياهو محل ترحيب في ألمانيا.

وقال المتحدث إن موقف الحكومة الألمانية بشأن تسليم أسلحة إلى إسرائيل لم يتغير بعد إصدار مذكرتي الاعتقال، ولا يزال خاضعاً لتقييم كل حالة على حدة.

فرنسا

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو، سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».

أمل فلسطيني

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.

وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».

وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».