أحياناً تحمل الكوارث مفارقات عجيبة، منها ما عاشته عائلة كارا التي نجت من زلزالين مدمرين شهدتهما تركيا في 24 عاماً.
قصة عائلة كارا المؤلفة من الزوج أحمد، والزوجة عائشة نور، واثنين من الأبناء في العقد الثالث من العمر لا تكاد تُصدَّق، لكن تتبدى فيها يد القدر الذي أنقذها من زلزال مرمرة عام 1999 الذي خلَّف أكثر من 17 ألف قتيل، لتهجر مكانها وتنتقل إلى مكان آخر كانت على موعد فيه مع زلزال أكبر وأشد تدميراً، بعد 24 عاماً، لكنها نجت منه أيضاً.
غادرت عائلة كارا مدينة آدابازاري، التابعة لولاية سكاريا، شمال غربي تركيا، بعد الزلزال المدمِّر في أغسطس (آب) 1999، الذي كان مركزه غولجوك في كوجا إيلي، إلى بازارجيك في كهرمان ماراش جنوب البلاد، بعد أن دُمِّر منزلها في آدابازاري.
لكن لم تتوقع العائلة أنها ستكون على موعد، بعد نحو 24 عاماً، مع زلزال أشد قوة، وقع مركزه في بازارجيك التي اختارت الانتقال إليها، وبلغت قوته 7.7 درجة على «مقياس ريختر»، أما المفارقة الكبرى، فهي أن العائلة نجت بالكامل، رغم أن منزلها تضرَّر بشكل كبير، لكنه لم يُدمَّر.
الآن تقيم العائلة في خيمة من خيام الإيواء المؤقت نُصِبت أمام منزلها؛ فلم يعد هناك مكان آخر تنتقل إليه.
عائشة كارا، قالت: «إنه القدر... تركنا بيتنا القديم في آدا بازاري، وجئنا إلى هنا، لكننا واجهنا المصير نفسه. نحمد الله على نجاتنا. نعيش حزناً كبيراً على جيراننا الذين ماتوا تحت الأنقاض. سنحاول البقاء هنا حتى يتم بناء منزلنا من جديد؛ لدينا حياة هنا وأرض نزرعها، وليس لدينا مكان آخر لنذهب إليه».
آلاف العائلات في المناطق التي ضربها الزلزال لا ترغب في مغادرة أماكنها؛ فليس هناك أماكن أخرى تذهب إليها، وحياة أفرادها وأعمالهم مرتبطة بالأماكن التي يعيشون فيها، ولا يرون في المغادرة حلاً... خصوصاً مَن تتشابه ظروفهم مع ظروف عائلة كارا، التي هربت من كارثة لتواجه أخرى بعد ما يقرب من ربع قرن من الزمان.
مفارقة عائلة كارا تشبه مفارقة ضابط الإنقاذ الأميركي، دين تيلز، الذي ساقته الأقدار إلى أن يعود لتركيا مجدداً، بعد 24 عاماً، ليشارك في أعمال البحث والإنقاذ، بعد الزلزالين المدمّرين في كهرمان ماراش، ليعيش الأجواء ذاتها التي عاشها وسط كارثة زلزال مرمرة، الذي وقع في أغسطس (آب) 1999، وخلَّف أكثر من 17 ألف قتيل.
تيلز جاء إلى تركيا للمرة الثانية، وللمهمة ذاتها؛ فهو ضابط بحث وإنقاذ متمرِّس، وجزء من فريق مكوَّن من 160 شخصاً تم إرساله من لوس أنجليس للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ في أديامان، جنوب تركيا، وهو مهندس مدني، ويرافقه في عمله الكلب المدرب «إيفان»، وقاما، مع فريقهما، بمهمة بحث عن 40 شخصاً تحت الأنقاض في أحد المباني المنهارة في أديامان.
عائلة تركية تنجو من زلزالين مدمرين في 24 عاماً
عائلة تركية تنجو من زلزالين مدمرين في 24 عاماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة