إسقاط أجسام طائرة «مجهولة»... حرب مُلتبسة بين العلم والسياسة

خبراء يرجحون أنها مناطيد لمراقبة الطقس ويستبعدون «التجسس»

بحارة يستعيدون المنطاد الصيني الذي تم إسقاطه في 4 فبراير 2023 (أ.ب)
بحارة يستعيدون المنطاد الصيني الذي تم إسقاطه في 4 فبراير 2023 (أ.ب)
TT

إسقاط أجسام طائرة «مجهولة»... حرب مُلتبسة بين العلم والسياسة

بحارة يستعيدون المنطاد الصيني الذي تم إسقاطه في 4 فبراير 2023 (أ.ب)
بحارة يستعيدون المنطاد الصيني الذي تم إسقاطه في 4 فبراير 2023 (أ.ب)

بينما لم يصدر عن الولايات المتحدة الأميركية أي تفاصيل تتعلق بثلاثة أجسام طائرة «مجهولة»، تم الإعلان عن إسقاطها أيام 10 و11 و12 فبراير (شباط) الجاري، استبق خبراء التحقيقات التي تجريها واشنطن، ورجحوا أن هذه الأجسام لا تخرج عن كونها «مناطيد لمراقبة الطقس».
وذهب الخبراء إلى أنه «منذ أسقطت الولايات المتحدة الأميركية في 4 فبراير الجاري، المنطاد الصيني، أصيبت على ما يبدو بـ(فوبيا)، ما جعلها تتعامل مع كل جسم طائر باعتباره وسيلة للتجسس، إلى أن تثبت الفحوصات التي سيتم إجراؤها لاحقاً العكس».
ويملك الخبراء من الدلائل ما يجعلهم يبرئون الأجسام الثلاثة من أي أغراض غير علمية، من بينها الارتفاع؛ حيث كانت على ارتفاعات أقل من تلك التي كان عليها المنطاد الصيني. ويقول أوين بريان تون، الأستاذ بقسم علوم الغلاف الجوي والمحيطات بجامعة كولورادو الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المنطاد الصيني الكبير الذي تم إسقاطه أخيراً، كان عند مستوى قياسي من الارتفاع (أعلى من 60 ألف قدم)»، وعلى الرغم من أن تون لا يعرف الغرض من المنطاد الصيني؛ فإنه «لا يستبعد استخدامه لأغراض علمية»، ويشير إلى أن «المناطيد تستخدم على نطاق واسع في أبحاث الغلاف الجوي، عندما تكون على ارتفاعات عالية».
لكن السلطات الأميركية التي انتشلت أجهزة الاستشعار الخاصة بالمنطاد الصيني من المحيط الأطلسي، وصفته بأنه «منطاد للتجسس»، قبل أن تفحص أجهزته.
وفي المقابل يرى تون أن الأجسام الطائرة الثلاثة الأخرى، كانت أصغر في الحجم وعلى ارتفاعات منخفضة، وهو ما يجعله يميل إلى ترجيح أن تكون «مناطيد للطقس»؛ حيث يتم إطلاق هذه النوعية بأعداد كبيرة يومياً في جميع أنحاء العالم، للحصول على بيانات الطقس.
وأسقطت الولايات المتحدة الجسم الأول في 10 فبراير، قبالة شمال ألاسكا، بينما تم إسقاط الثاني فوق إقليم يوكون الكندي، على بعد نحو 100 ميل (160 كيلومتراً) من الحدود الأميركية، على ارتفاع (40 ألف قدم)، وكان الجسم الثالث عندما تم استهدافه، فوق بحيرة هورون على الحدود الكندية على ارتفاع 20 ألف قدم.
ويشير هذا التعاقب لعملية الإسقاط إلى أن «مثل هذه الأجسام لم يعد يتم تجاهلها، في ظل ما يبدو أنه نوع من (الفوبيا)»، كما يقول روبرت شيفر، وهو مؤلف وكاتب مستقل ومتخصص في التحقق من الادعاءات الزائفة، في تقرير نشره الثلاثاء موقع «سبيس».
ويوضح شيفر أن المعلومات بخصوص المنطاد الصيني محدودة للغاية، ولا توجد أي معلومات بخصوص الأجسام الثلاثة الأخرى؛ مشيراً إلى أن هناك حالة من «القلق» غير المفهومة، تعكسها تصريحات المسؤولين الأميركيين.
وقال الجنرال جلين فانهيرك، قائد القيادة الشمالية للولايات المتحدة في تصريحات صحافية، الاثنين، إن الولايات المتحدة عدلت رادارها حتى تتمكن من تتبع الأجسام البطيئة، موضحاً أنه «مع بعض التعديلات، تمكنوا من الحصول على تصنيف أفضل لمسارات الرادار الآن». وأعرب عن اعتقاده أن هذه هي المرة الأولى داخل المجال الجوي للولايات المتحدة التي تتخذ فيها القيادة الشمالية للولايات المتحدة «إجراء حركياً ضد جسم محمول جواً».
وأشارت مساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الدفاع الوطني والأمن العالمي، ميليسا دالتون، إلى أن الولايات المتحدة أصبحت «أكثر يقظة»، وقالت في تصريحات صحافية، الاثنين: «لقد قمنا بفحص مجالنا الجوي من كثب على هذه الارتفاعات، بما في ذلك تعزيز الرادار، وهو ما قد يفسر عدد الأجسام التي تم استهدافها».
ولا ينكر شيفر أن الخوف من «مناطيد» التجسس له ما يبرره؛ حيث أصبحت «إحدى الأدوات الرائجة في هذا العمل؛ لأنها تقدم مزايا لا تتحقق مع الأقمار الصناعية».
وكان جون بلاكسلاند، أستاذ دراسات الأمن الدولي والاستخبارات في الجامعة الوطنية الأسترالية، قد أشار إلى هذه المزايا في كتابه «كشف الأسرار»، ومنها أن «إرسال قمر صناعي إلى الفضاء يتطلب استخدام صواريخ إطلاق فضائية، تكلف مئات الملايين من الدولارات، بينما الأمر مع المناطيد لا يتكلف كثيراً، هذا فضلاً عن أن الأموال التي تم إنفاقها على الأقمار الصناعية يمكن أن تضيع بسهولة؛ لأنه بعد اختراع الليزر أو الأسلحة الحركية، أصبح استهداف الأقمار الصناعية ممكناً».
ويوضح في كتابه أن «مناطيد التجسس، وإن كانت لا تقدم المستوى نفسه من المراقبة المستمرة مثل الأقمار الصناعية؛ فإنها أسهل في الاسترداد، كما أنها تكون عادة على ارتفاع من 24 إلى 37 ألف متر، وهذا يجعلها قادرة على تغطية مساحات واسعة من الأراضي من مكان أقرب، ويمكنها قضاء مزيد من الوقت فوق منطقة مستهدفة، وهو ما يجعلها قادرة على التقاط صور أوضح وأدق».
وتاريخياً، كان الفرنسيون «أول» من استخدم مناطيد التجسس في حربهم ضد القوات النمساوية والهولندية، والتي عرفت باسم «معركة فلوروس»، قبل نحو 229 عاماً، وتحديداً عام 1794، وتبع ذلك رواج تلك الأداة؛ حيث استخدمتها الولايات المتحدة تاريخياً في ستينات القرن التاسع عشر، في أثناء الحرب الأهلية الأميركية، عندما كان رجال الاتحاد يجمعون المعلومات حول النشاط الكونفدرالي، وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، استخدمها الجيش الأميركي في الخمسينات من القرن الماضي «للتجسس» على أراضي الكتلة السوفياتية، ثم تراجع الاهتمام بهذه الأداة على مدى العقود القليلة الماضية لصالح الأقمار الصناعية، غير أنه تم إعادة إحياؤها مجدداً في السنوات الأخيرة.
ويقول أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «إضافة إلى التوظيف القديم لها بوصفها أداة للتجسس على الآخرين، تستخدمها أميركا لمراقبة الحدود الوطنية، كما تستخدم على نطاق واسع في البحث العلمي، لجمع المعلومات عن الطقس».
وبسبب الارتفاعات البسيطة التي كانت عليها الأجسام الثلاثة التي أعلنت أميركا استهدافها مؤخراً، مقارنة بالمنطاد الصيني، يميل شاكر إلى ترجيح أنها عبارة عن مناطيد لجمع معلومات عن الطقس.
ومناطيد الطقس يتم إطلاقها في وقت واحد من نحو 900 موقع حول العالم، وتحتوي على أداة تسمى «المسبار اللاسلكي»، لقياس الضغط ودرجة الحرارة والرطوبة النسبية، في أثناء صعود البالون إلى الغلاف الجوي، وغالباً ما تتحمل هذه الأجهزة درجات حرارة تصل إلى (-139 درجة فهرنهايت، أي -95 درجة مئوية)، والرطوبة النسبية من 0 إلى 100 في المائة، وضغط الهواء الذي يزيد عن سطح الأرض بضعة آلاف، والجليد، والمطر، والعواصف الرعدية، وسرعات رياح تقارب 200 ميل في الساعة.
ويقول شاكر إن «أداة الإرسال بالمسبار اللاسلكي، ترسل البيانات مرة أخرى إلى معدات التتبع على الأرض كل ثانية إلى ثانيتين، ومن خلال تتبع موضع المسبار اللاسلكي، يمكن حساب سرعة الرياح واتجاهها، وهذا يعد من المصادر الرئيسية لبيانات الطقس فوق سطح الأرض».
ولا يميل أستاذ الفلك لتفسيرات ترى أن الأجسام الثلاثة التي تم إسقاطها دون تحديد هويتها، هي «كائنات فضائية»، ويقول إنه «تاريخياً كانت المناطيد مصدراً شائعاً للتقارير التي تتحدث عن الأجسام المجهولة».
وانتشر في 2018 فيديو لجسم يتحرك بسرعة عالية فوق المحيط، وخرجت تفسيرات حينها تقول إنه «كائن فضائي»؛ لكن تبين لاحقاً أنه «منطاد ضل طريقه».
وحسمت السلطات الأميركية، الثلاثاء، جدل «الكائنات الفضائية»، وقالت كارين جان بيار، المتحدثة باسم البيت الأبيض الأميركي، في إفادتها الصحافية اليومية، إنه «لا يوجد أي مؤشر على وجود كائنات فضائية أو نشاط خارج كوكب الأرض».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.