ما السرّ وراء عدم إصابة بعض الأشخاص بكورونا ؟!

ما السرّ وراء عدم إصابة بعض الأشخاص بكورونا ؟!
TT

ما السرّ وراء عدم إصابة بعض الأشخاص بكورونا ؟!

ما السرّ وراء عدم إصابة بعض الأشخاص بكورونا ؟!

ربما لا يزال هناك بعض الأشخاص الذين تمكنوا من تجنب الفيروس تمامًا حتى الآن! فهل كانوا محصنين بطريقة ما، أم امتلكوا بعض الطفرات الجينية المفيدة، أم كانوا ببساطة يتجنبون الناس ويواصلون اتخاذ الاحتياطات، أم أنهم كانوا محظوظين؟! فلسوء الحظ يستلزم العلم وقتا لمعرفة ذلك.
وفي ذلك، تدرس بعض الأبحاث بشكل خاص ما إذا كان العنصر الجيني يساعد في تفسير سبب عدم إصابة بعض الأشخاص بـكوفيد - 19 مطلقًا. لكن في حين أن هذا البحث مهم، يجب ألا نفقد التركيز على أولئك الذين يعانون من المرض وآثاره على المدى الطويل.
من أجل ذلك، قام فريق الجهد الوراثي البشري (كوفيد) بقيادة باحثين في الولايات المتحدة بتجنيد أشخاص معروفين بتعرضهم للفيروس، لكنهم لم يصابوا به بأنفسهم. وهذا يشمل، على سبيل المثال، العاملين في مجال الرعاية الصحية أو الأشخاص الذين يعيشون في منزل مع حالة مؤكدة من كوفيد - 19، حسب ما توضح ليندسي برودبنت المحاضرة بعلم الفيروسات بجامعة سري.
وسيقوم العلماء بفحص الحمض النووي الخاص بهم والبحث عن الطفرات غير العادية التي قد تفسر المقاومة الواضحة لعدوى «SARS-CoV-2». وقد يكون هذا طفرة في المستقبلات الخلوية أو الإنزيمات اللازمة للفيروس للدخول إلى خلايانا، أو ربما طفرة في الجين المتورط في الاستجابة المناعية للعدوى، وفق موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن The Conversation.
جدير بالذكر، أن الدراسات التي تبحث في الكشف عن الشذوذ في الحمض النووي لدينا والتي يطلق عليها «دراسات الارتباط على مستوى الجينوم»، تمكنت بالفعل من تحديد الطفرات الجينية التي تجعل بعض الناس يقاومون عدوى أخرى مثل «فيروس نقص المناعة البشرية» و«نوروفيروس» (علة القيء الشتوي). وإذا تمكنا من تحديد الأسباب التي تجعل الناس محصنين ضد فيروس معين، فمن الناحية النظرية، يمكن استخدام هذه المعرفة لمنع العدوى. لكن هل هي حقا بهذه البساطة؟ فعلى الرغم من فهمنا للطفرات الجينية التي تحمي أقلية محظوظة من الناس ضد «نوروفيروس»، لا يوجد لقاح أو علاج لهذا الفيروس.
وفي هذا الاطار، من المحتمل أنها ليست طفرة في جين واحد، بل هي مزيج من الطفرات في جينات متعددة تجعل عددًا قليلاً من الأشخاص محصنين ضد كوفيد - 19. وقد يكون استهداف جينات متعددة دون التسبب في أي آثار جانبية غير مرغوب فيها أمرًا صعبًا وسيجعل من الصعب جدًا تسخير هذه المعرفة للأدوية المضادة لـكوفيد - 19.
لكن فهم الطفرات الجينية التي تجعل شخصًا ما مقاومًا لكوفيد - 19 يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية إصابة «SARS-CoV-2» للأشخاص والتسبب بالمرض. بعبارة أخرى، قد يكون الأمر مثيرًا للاهتمام علميًا، ولكن ربما ليس سريريًا.
وبينما سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نحصل على إجابات من هذه الدراسات، يعتقد العلماء أن هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يتمتعون بشكل طبيعي بحصانة ضد «SARS-CoV-2» بسبب جيناتهم.

حان الوقت لتحويل التركيز؟

كعلماء، يمكننا أن نركز على تفاصيل معينة لأبحاثنا. فمن المهم دائمًا تذكير أنفسنا بأن هناك أشخاصًا على الطرف الآخر من هذه الأمراض المعدية.
فعلى الرغم من أن «SARS-CoV-2» يستمر بإصابة الناس في جميع أنحاء العالم ويتحول باستمرار ويتطور إلى متغيرات جديدة، فقد تم تقليل شدته بشكل كبير بفضل اللقاحات الفعالة. في الوقت نفسه، أبلغ ما يقدر بنحو مليوني شخص في المملكة المتحدة عن كوفيد الطويل، من بينهم ما يقرب من خمسهم يعانون من أعراض شديدة لدرجة أن الحالة تحد بشكل كبير من أنشطتهم اليومية.
وفي حين أن هناك عددًا قليلاً من النظريات حول العوامل التي تسهم في الإصابة بفيروس كوفيد الطويل، بما في ذلك الجلطات الدقيقة في الدم والالتهابات المزمنة، فإننا لا نعرف حقًا سبب إصابة بعض الأشخاص وعدم إصابة آخرين. لذلك ربما ينبغي أن يتحول تركيزنا من المحددات الجينية للمناعة ضد SARS-CoV-2 إلى استكشاف ما إذا كان لدى بعض الأشخاص استعداد وراثي لمرض مزمن يحتمل أن يغير حياتهم.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.