بدء أعمال «مؤتمر شرق السودان» المكمل لقضايا الاتفاق النهائي

موسى فكي يبحث في الخرطوم رفع التجميد وتكوين حكومة مدنية

الحاج علي مستقبلاً فكي في الخارجية السودانية أمس (سونا)
الحاج علي مستقبلاً فكي في الخارجية السودانية أمس (سونا)
TT
20

بدء أعمال «مؤتمر شرق السودان» المكمل لقضايا الاتفاق النهائي

الحاج علي مستقبلاً فكي في الخارجية السودانية أمس (سونا)
الحاج علي مستقبلاً فكي في الخارجية السودانية أمس (سونا)

بدأت أمس (الأحد) في الخرطوم أعمال «مؤتمر خريطة طريق الاستقرار السياسي والأمني والتنمية المستدامة» لإقليم شرق السودان، وذلك ضمن ورش العمل التي أقرها «الاتفاق الإطاري» بين المدنيين والعسكريين، من أجل توسيع النقاش حول القضايا الحساسة، تمهيداً لتوقيع الاتفاق النهائي، واستعادة الانتقال المدني الديمقراطي، وذلك بالتزامن مع وصول مفوض السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، التشادي موسى فكي، الذي ينتظر أن يجري مباحثات تتناول العملية السياسية الجارية، واستعادة عضوية السودان المجمدة في الاتحاد الأفريقي.
وتنعقد في الخرطوم من 12 إلى 15 فبراير (شباط) الحالي أعمال مؤتمر شرق السودان، بمشاركة واسعة من أصحاب المصلحة والسياسيين والنساء ونشطاء المجتمع المدني، وذلك استمراراً لسلسلة الورش المنصوص عليه في «الاتفاق الإطاري» الموقع في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونفذت منها مؤتمرات «تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران)»، و«تقويم وتقييم اتفاقي جوبا لسلام السودان»، فيما ينتظر أن تتواصل مؤتمرات إصلاح الأجهزة العسكرية والأمنية والعدالة الانتقالية.
ويناقش المؤتمر عدة أوراق تتناول «التنوع الثقافي والاجتماعي، وحماية التراث في شرق السودان، وقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقضايا المرأة، واللامركزية ونظام ومستويات الحكم، والإدارة الأهلية ودورها في تعزيز السلم المجتمعي، ونبذ ومحاربة خطاب الكراهية، والمهددات الأمنية وقضايا الحدود والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، ودور المجتمع الدولي في تنمية الشرق».
ويتكون إقليم شرق السودان من 3 ولايات، هي البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف. ويقع على الساحل السوداني على البحر الأحمر، وتحده من جهة الشرق دولة إريتريا، ومن الشمال مصر، ويطل على ساحل طوله نحو 800 كيلومتر، وهو مدخل السودان البحري، وتقع على ساحله موانئ البلاد الرئيسية، وأشهرها ميناءا بورتسودان وسواكن، اللذان يقدمان خدماتهما لعدد من دول أفريقيا «المغلقة» عبر السودان.
ورغم أهمية الإقليم وموقعه الاستراتيجي والأطماع الدولية والإقليمية المحيطة به، فإن سكانه يعانون الفقر المدقع والتهميش الاقتصادي والسياسي، ما أدى إلى نشوب أكثر من تمرد، ونشوء حركات مطلبية كثيرة. وتزايدت حالة الغضب الشعبي في الإقليم بعد اتفاق جوبا لسلام السودان، الذي منح الإقليم ما يسمى بـ«مسار شرق السودان»، ولم يجد تأييداً من عدد من المجموعات الإثنية في الإقليم. وبلغ التوتر في الإقليم ذروته إبان فترة حكم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بعملية «إغلاق الموانئ» والطريق البري الرابط بينها وبقية أنحاء البلاد، ما أسهم بصورة كبيرة في توتر الأوضاع في البلاد بشكل عام، وكان واحداً على الأقل من أسباب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الانتقالية المدنية.
وتتصارع عدة دول في الإقليم وحول العالم على «موطئ قدم» على ساحل البحر الأحمر. ففيما تقول روسيا إنها وقّعت اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية مع حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، وهو ما ذكره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في زيارته للبلاد الأسبوع الماضي، تنتظر الاتفاقية الموافقة التشريعية والحكومة المدنية. وبينما ترفض الولايات المتحدة الأميركية الوجود الروسي في الإقليم، الذي تعتبره جزءاً من مناطق النفوذ الغربية، تسعى دول إقليمية، على رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى إقامة موانئ على ساحل البحر الأحمر السوداني. وتناقلت تقارير صحافية الأشهر الماضية تقارير عن منحها ميناء في منطقة «أبو عمامة» إلى الشرق من ميناء بورتسودان. ويعد الإقليم أيضاً أحد منافذ الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، بحكم قربه من دولتي إريتريا، وإثيوبيا، وبحكم التداخل السكاني بين المجموعات في الدول الثلاث.
وتأتي زيارة فكي إلى السودان، أمس، ضمن الجهود التي تبذلها الخرطوم لفكّ تجميد نشاطها في الاتحاد المعلق منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وينتظر أن يلتقي خلال الزيارة عدداً من المسؤولين وأطراف العملية السلمية لمتابعة آخر تطوراتها. وجمّد الاتحاد الأفريقي عضوية السودان في أجهزته، على خلفية تجريم مبادئه الأساسية في الدول الأعضاء، وذلك للضغط على الانقلابيين للتراجع عن انقلابهم، والحيلولة دون مطامع انقلابيين آخرين.
ويربط الاتحاد الأفريقي فكّ تجميد السودان بتشكيل حكومة مدنية، وبذلك ينتظر أن يقدم فكي تقريراً إلى قمة الاتحاد المزمعة الشهر المقبل، بالأوضاع في السودان والتطورات التي يشهدها بعد توقيع الاتفاق الإطاري، تمهيداً لإعادة عضويته حال تكوين حكومة مدنية.
واستقبل دفع الله الحاج علي، الوزير المناوب في الخارجية السودانية، فكي الذي عبّر عن أهمية عودة السودان للأسرة الأفريقية، نسبة للدور الإيجابي الذي يضطلع به السودان في الإقليم والمنطقة.
ووفق وكالة الأنباء السودانية، قدّم الوزير المناوب إحاطة للوفد حول آخر تطورات العملية السياسية، مؤكداً عدم انسجام العقوبات والإجراءات القسرية مع روح مبدأ الوحدة والتضامن الأفريقي الذي نادى به الآباء المؤسسون للاتحاد.
ودعا الوزير المناوب إلى ضرورة إصلاح منظومة الاتحاد الأفريقي لتصبح أكثر مواكبة للآليات الدولية، خاصة مجلس الأمن بالأمم المتحدة، الذي يتيح للدول مناقشة موضوعاتها أمام المجلس، بما يعين ويساعد على الوصول لحلول مرضية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«النواب» المصري يقر «نقل المحكومين» مع الإمارات

أعضاء مجلس  النواب المصري خلال مناقشة الاتفاقية (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
أعضاء مجلس النواب المصري خلال مناقشة الاتفاقية (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
TT
20

«النواب» المصري يقر «نقل المحكومين» مع الإمارات

أعضاء مجلس  النواب المصري خلال مناقشة الاتفاقية (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
أعضاء مجلس النواب المصري خلال مناقشة الاتفاقية (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)

أقرّ مجلس النواب المصري (البرلمان) اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين مصر والإمارات، حيث تقضي الاتفاقية بـ«نقل المدانين بأحكام قضائية إلى الوطن الأصلي لقضاء مدة العقوبة»، وسط جدل بشأن اشتراطها «موافقة السجين» قبل التبادل.

ووقّعت مصر والإمارات على الاتفاقية في يناير عام 2024، وأحال البرلمان المصري الاتفاقية للمناقشة، في إطار «علاقات التعاون بالمجال القضائي بين البلدين».

وجاءت موافقة البرلمان المصري على الاتفاقية، خلال انعقاد جلسته العامة، الأحد. وأشار رئيس «اللجنة التشريعية» بمجلس النواب، المستشار إبراهيم الهنيدي، إلى أن «الاتفاقية تهدف في مجملها إلى تهيئة السبل الكفيلة لإصلاح المحكوم عليه وإعادة تأهيله باعتباره الفرض الأساسي للجزاء الجنائي»، وقال إنها «إحدى اتفاقيات التعاون القانوني والقضائي، وتأتي في إطار احترام حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية».

وتضمنت الاتفاقية 19 مادة، مقسمة على 4 أبواب، تضمن الباب الأول أحكام نقل المحكوم عليهم، والثاني الإجراءات المتبعة الخاصة بنقل المدانين، فيما تضمن الباب الثالث اختصاصات السلطة المركزية، وسبل تسوية الخلافات التي تنشأ حول تطبيق وتفسير الاتفاقية، وتضمن الباب الرابع مدة ومجال سريان الاتفاقية، وكيفية تعديلها وإنهائها، وفق تقرير لجنة مشتركة من لجنتي «الدفاع والتشريعية» بـ«النواب».

وخلال مناقشات الاتفاقية، انتقد عضو مجلس النواب، ضياء داود، بند «اشتراط موافقة المحكوم عليه في إجراءات نقله»، وأرجع ذلك إلى أنه «يُفرغ الاتفاقية من مضمونها، ويجعلها غير قابلة للتطبيق».

إلا أن وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، المستشار محمود فوزي، أكّد خلال جلسة البرلمان، الأحد، أن «شرط موافقة المحكوم عليهم، معترف به دولياً في نصوص الاتفاقيات المماثلة»، وقال إن هذا الشرط «يعزز من تخفيف معاناة السجين وأسرته، ويسّهل زيارته ويخفف عبء الدولة التي جرى فيها الجريمة».

مناقشات «النواب» المصري لاتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات (مجلس النواب المصري)
مناقشات «النواب» المصري لاتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات (مجلس النواب المصري)

ووفق المادة الثالثة من الاتفاقية، يقدم طلب نقل السجين من «دولة الإدانة، ودولة التنفيذ، ومن المحكوم عليه، أو من ممثله القانوني، أو من زوجه، أو أحد أقاربه، حتى الدرجة الرابعة».

ويُرفض طلب نقل المحكوم عليه، في حالة «إذا رأت دولة الإدانة، في عملية النقل، مساساً بسيادتها أو أمنها أو نظامها العام، أو مصالحها»، أو «إذا قضي بالبراءة عن الأفعال نفسها في دولة التنفيذ»، أو «إذا انقضت وقائع الدعوى المدان فيها، في دولة التنفيذ»، وفق نص المادة الرابعة للاتفاقية.

وأثارت موافقة البرلمان على الاتفاقية تكهنات بشأن إمكانية طلب القاهرة استرداد الناشط المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل الداعية الراحل يوسف القرضاوي، المحتجز في أبوظبي، والملاحق قضائياً في مصر.

وبينما كتب الإعلامي المصري، أحمد موسى، عبر صفحته على «إكس»، الأحد، إن «الاتفاقية خطوة مهمة لاسترداد عبد الرحمن يوسف القرضاوي».

إلا أن عضو مجلس النواب المصري، الإعلامي مصطفى بكري، استبعد أن تكون للاتفاقية علاقة بنقل نجل القرضاوي إلى مصر، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتفاقية جرى توقيعها بين القاهرة وأبوظبي، في يناير 2024، ما يعني قبل توقيفه في لبنان».

أيضاً قال عضو «لجنة الدفاع والأمن القومي» بالبرلمان المصري، يحيى كدواني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاتفاقية لا تستهدف حالات بعينها، مثل نجل القرضاوي، كونها تتضمن أحكاماً عامة، تسري على كل سجين لدى البلدين، تنطبق عليه شروط وأحكام التبادل».

وتسلمت الإمارات، عبد الرحمن القرضاوي، الذي يحمل الجنسية المصرية والتركية، من لبنان، في يناير الماضي. وكان عبد الرحمن، قد اعتُقل بلبنان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد عودته من سوريا، تنفيذاً لمذكرة توقيف معمَّمة عبر الإنتربول، بموجب حكم غيابي صادر بحقّه عن القضاء المصري، يقضي بسجنه 5 سنوات، لإدانته بـ«إذاعة أخبار كاذبة، والتحريض على العنف والإرهاب».

رئيس مجلس النواب المصري خلال مناقشة اتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات (مجلس النواب المصري)
رئيس مجلس النواب المصري خلال مناقشة اتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات (مجلس النواب المصري)

عودة إلى بكري الذي قال إن الاتفاقية تستهدف «تخفيف معاناة المحكوم عليهم في قضايا سالبة للحرية»، وأشار إلى أن «الاتفاقية تتيح تبادل من صدرت بحقّهم أحكام قضائية قبل بدء تطبيقها وبعدها»، وأرجع ذلك أنه «سوف يخفف أعباء أسرية كثيرة للسجناء»، موضحاً أن «الاتفاقية قيّدت قرارات العفو على المحكوم عليهم، بموافقة الدولة التي وقعت فيها الجريمة».

وتخدم الاتفاقية المحكوم عليهم في «قضايا سالبة للحرية بالبلدين»، بحسب كدواني، الذي أشار إلى أن «الاتفاقية تحقق أهدافاً اجتماعية، بإتاحة قضاء السجين مدة العقوبة في بلده الأصلي»، مشيراً إلى أن هذه الأحكام «معمول بها في كثير من دول العالم».

وبحسب المادة العاشرة من الاتفاقية «تلتزم دولة التنفيذ بتطبيق العقوبة بحقّ السجين وفق قوانينها الداخلية، ولا يجوز تغليظها، من حيث طبيعتها أو مدتها، عن العقاب المحكوم به»، إلى جانب «عدم تحويل العقوبة السالبة للحرية، إلى الغرامة»، فيما قيّدت المادة الحادية عشرة، إجراءات العفو بـ«عدم صدور عفو خاص عن السجين، إلا بعد موافقة دولة الإدانة».