بعد إعلان قادة دول شرق أفريقيا عن إجراءات وخطوات في إطار التعاون مع مقديشو للقضاء على حركة «الشباب» الإرهابية. أصدرت عواصم غربية تحذيرات من هجمات إرهابية في كينيا.
وهنا أثير تساؤل حول هل تنتقل الحرب على حركة «الشباب» إلى كينيا؟ باحثون في الحركات المتطرفة لم يستبعدوا نقل المعركة ضد «الشباب» للخارج في كينيا أو إثيوبيا.
ووصفت الحكومة الكينية الإنذارات التي أصدرتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بأنها «مؤسفة تمامًا». وقال وزير الشؤون الخارجية الكيني، كورير سينجوي، إن بلاده «تسجل نجاحًا كبيرًا في محاربة الجماعة الإرهابية المرتبطة بتنظيم (القاعدة)». وأضاف في إشارة لعناصر حركة «الشباب» إنهم في الواقع «هاربون ويعتقد أن البعض عبروا حدودنا». وحث الوزير الكيني المواطنين على «توخي الحذر». وقال إن «التحذيرات الأميركية والبريطانية أدت إلى تعزيز الحكومة مستويات الأمان في المنشآت الهامة مثل الأماكن العامة».
وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أعلنتا أن «الجماعات الإرهابية يمكن أن تشن هجومًا من دون سابق إنذار، وتستهدف مناطق بها العديد من الأشخاص». وفي بيان صدر عن سفارتها في نيروبي (الخميس) «حددت الولايات المتحدة مناطق حركة المرور المزدحمة التي يرتادها الأجانب والسياح في نيروبي وأماكن أخرى في كينيا كأهداف للجماعات الإرهابية». فيما نبهت بريطانيا في رعاياها إلى «توخي الحذر الشديد في النطاقات المذكورة في التحذير الأميركي».
يأتي ذلك بعد شهر من إصدار السفارة الأميركية في دار السلام بتنزانيا إنذارًا أمنيًا لمواطنيها بشأن ما وصفته بأنه «هجوم محتمل».
والشهر الماضي، أصدرت السفارة الفرنسية في كينيا تحذيرًا من الإرهاب للرعايا الغربيين، وحثتهم على تجنب الأماكن التي يتجمع فيها الأجانب ومنها الفنادق ومراكز التسوق، خاصة في العاصمة نيروبي. وأرسلت السفارة الألمانية إلى مواطنيها إنذارًا أقل تحديدًا بشأن الإرهاب، وحثت على توخي الحذر.
ومطلع الشهر الجاري، اتفق قادة الصومال وكينيا وجيبوتي وإثيوبيا على «القيام بعملية مشتركة لتحرير ما تبقى من الأراضي الصومالية من قبضة الإرهاب»، وذلك خلال قمة تشاورية عقدت في مقديشو. وتوصلت القمة إلى نتائج منها التخطيط المشترك وتنظيم حملة عمليات قوية في دول المواجهة، واستهداف المناطق المهمة التي توجد فيها حركة «الشباب»، خاصة في جنوب ووسط الصومال، علاوة على التعاون في تأمين المناطق الحدودية، بمنع عبور العناصر الإرهابية إلى دول الجوار، وإرساء نهج مشترك لأمن الحدود، وضمان الوصول القانوني إلى التجارة والحركة الشعبية.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت الحكومة الكينية أن قوات الأمن قتلت 10 مقاتلين من حركة «الشباب» الصومالية في شرق كينيا، كما عثروا على قذائف صاروخية وعبوات ناسفة بعد قتال المسلحين. وهاجمت حركة «الشباب» أهدافا داخل كينيا لسنوات للضغط على البلاد لسحب قواتها من قوة حفظ السلام التي يفرضها الاتحاد الأفريقي لمساعدة الحكومة المركزية الصومالية في محاربة الجماعة. واستهدفت عناصر الشباب قوات الأمن والمدارس والمركبات والبلدات والبنية التحتية للاتصالات في شمال شرق وشرق كينيا، لكن وتيرة وشدة هجماتهم كانت قد تراجعت في السنوات الأخيرة.
ومنذ يوليو (تموز) الماضي، يشنّ الجيش ومسلحون عشائريون عمليات عسكرية ضد حركة «الشباب» الإرهابية، وأعلنت السلطات استعادة السيطرة على مناطق كثيرة ومقتل مئات من مسلحي الحركة.
من جهته يرى الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة، أحمد سلطان، أن «حركة (الشباب) تدرس خيارات في التحرك، إثر الحملة التي تقودها الحكومة الصومالية عليها بالتعاون مع دول شرق أفريقيا ومساهمة من قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية والتي أدت إلى إضعاف الحركة بشكل كبير».
وأضاف سلطان لـ«الشرق الأوسط» أن «أهم تلك الخيارات هي نقل المعركة ضد (الشباب) للخارج في كينيا أو إثيوبيا، لكن استهداف حركة (الشباب) لنيروبي يأتي في مقدمة الأولويات بسبب القرب الجغرافي من ناحية، ولأن الحركة لها وجود عملياتي وخلايا (نشطة) قامت بعدد من الهجمات هناك».
ورأى سلطان أن تحرك الحركة المحتمل قد يأتي «محاولة لإثبات أنها ما تزال قوية وقادرة على المناورة، وقد تكون (الشباب) تلقت توجيهات من تنظيم (القاعدة) باستهداف قوى غربية في منطقة القرن الأفريقي». واعتقد سلطان أن «التحذيرات الأميركية والبريطانية لها مبرراتها، وأن رد الفعل الكيني روتيني ومنطقي أيضاً».