35 دولة تضغط على «الأولمبية الدولية» لمنع الروس من المشاركة في «ألعاب باريس»

هل ينجح زيلينسكي بتكتلات الدول في إقصاء روسيا من أولمبياد باريس؟ (رويترز)
هل ينجح زيلينسكي بتكتلات الدول في إقصاء روسيا من أولمبياد باريس؟ (رويترز)
TT

35 دولة تضغط على «الأولمبية الدولية» لمنع الروس من المشاركة في «ألعاب باريس»

هل ينجح زيلينسكي بتكتلات الدول في إقصاء روسيا من أولمبياد باريس؟ (رويترز)
هل ينجح زيلينسكي بتكتلات الدول في إقصاء روسيا من أولمبياد باريس؟ (رويترز)

قالت وزيرة الرياضة الليتوانية، اليوم (الجمعة)، إن مجموعة من 35 دولة، من بينها الولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا، ستطالب بمنع رياضيي روسيا وروسيا البيضاء من المشاركة في أولمبياد 2024، مما يعمق حالة عدم اليقين بشأن دورة ألعاب باريس.
وتزيد هذه الخطوة من الضغط على اللجنة الأولمبية الدولية التي تسعى جاهدة لتجنب أي تمزق للحدث الرياضي بسبب الصراع الدموي في أوكرانيا.
وقالت يورجيتا سيوجزدينيني وزيرة الرياضة في ليتوانيا: «نسير في الاتجاه الذي لا نحتاج فيه للمقاطعة؛ لأن كل الدول مجمعة على التحرك المطلوب».
وقال متحدث باسم وزارة الرياضة في ليتوانيا في وقت سابق اليوم، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حضر اجتماعاً عبر الإنترنت بمشاركة 35 وزيراً لمناقشة مطالبات حظر الرياضيين الروس في أولمبياد باريس.
وقال زيلينسكي للوزراء: «إذا كانت هناك منافسات أولمبية بها عمليات قتل وضربات صاروخية، فأنتم تعرفون أي فريق وطني سيحتل المركز الأول. الإرهاب والأولمبياد نقيضان ولا يمكن الجمع بينهما».
وقالت لوسي فريزر وزيرة الثقافة والرياضة والإعلام في بريطانيا عبر «تويتر»، إن الاجتماع كان بنّاء للغاية. وكتبت: «ذكرت موقف المملكة المتحدة بوضوح شديد... ما دام استمر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في حربه البربرية، يجب ألا يكون هناك أي تمثيل لروسيا وروسيا البيضاء في الأولمبياد».
كما شاركت لي ساترفيلد، مساعدة وزير الخارجية الأميركية التي تقود مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية، في الاجتماع.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: «أوضحت مساعدة وزير الخارجية أن الولايات المتحدة ستواصل الانضمام إلى تجمع كبير من الدول في دعمها الثابت لشعب أوكرانيا ومحاسبة الاتحاد الروسي (روسيا) على الحرب الوحشية والبربرية ضد أوكرانيا، وكذلك نظام لوكاشينكو المتواطئ في روسيا البيضاء. سنواصل التشاور مع لجنتنا الأولمبية الوطنية المستقلة... اللجنة الأولمبية الأميركية والمسؤولة عن منافسات ذوي الاحتياجات أيضاً... بشأن الخطوات التالية، ونتطلع إلى مزيد من الوضوح من قبل اللجنة الأولمبية الدولية بشأن سياستها المقترحة تجاه روسيا وروسيا البيضاء».
ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا، دعت دول البلطيق وشمال أوروبا وبولندا الهيئات الرياضية الدولية لحظر رياضيي روسيا وروسيا البيضاء من المشاركة في الألعاب الأولمبية.
وشنت روسيا موجة من الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية في مدينتي خاركيف وزابوريجيا صباح الجمعة، وقال مسؤولون أوكرانيون إن هجوماً روسياً طال انتظاره يجري في الشرق.
وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي: «ندرك أن 70 في المائة من الرياضيين الروس من الجنود. أعتبر أنه من غير المقبول أن يشارك هؤلاء الأشخاص في الألعاب الأولمبية في الوضع الحالي؛ إذ يبدو من الواضح أن اللعب النظيف لا يعني شيئاً لهم».
وهددت أوكرانيا بمقاطعة الألعاب إذا تنافس رياضيون من روسيا وروسيا البيضاء، وقال الملاكم الأوكراني أولكسندر أوسيك، إن الروس سيفوزون بـ«ميداليات الدم والقتل والدموع» إذا سُمح لهم بالمنافسة.
وأعادت مثل هذه التهديدات إحياء ذكريات عمليات المقاطعة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي خلال حقبة الحرب الباردة التي ما زالت تطارد الجهة العالمية المشرفة على الأولمبياد حالياً، ودعت أوكرانيا إلى التخلي عنها.
ومع ذلك، قال وزير الرياضة البولندي كميل بورتنيتشوك، إن المقاطعة ليست مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي.
وقال في مؤتمر صحافي: «لم يحن الوقت للحديث عن المقاطعة بعدُ»، قائلاً إن هناك طرقاً أخرى للضغط على اللجنة الأولمبية الدولية يمكن استكشافها أولاً.
وقال إن معظم المشاركين كانوا يؤيدون الاستبعاد المطلق لرياضيي روسيا وروسيا البيضاء.
وأضاف أن «معظم الأصوات، باستثناء اليونان وفرنسا واليابان، تبنت هذه النبرة في الحديث».
وأشار إلى أن تشكيل فريق من اللاجئين يضم منشقين عن روسيا وروسيا البيضاء يمكن أن يكون حلاً وسطاً.
وفتحت اللجنة الأولمبية الدولية الباب أمام رياضيي روسيا وروسيا البيضاء للتنافس باعتبارهم محايدين. وقالت إن المقاطعة تنتهك الميثاق الأولمبي، وإن ضمها لرياضيي روسيا وروسيا البيضاء يستند إلى قرار للأمم المتحدة يرفض التمييز داخل الحركة الأولمبية.
وقالت أنيت تريبيرجستوين وزيرة الثقافة والمساواة النرويجية، إنه «من السابق لأوانه» التفكير في المقاطعة، لكنها أضافت أنه من «الغريب والمستفز» أن تفكر اللجنة الأولمبية الدولية في السماح للرياضيين الروس بالمنافسة.
وأضافت تريبيرجستوين لصحيفة «في جي» النرويجية: «في السياق الروسي، لا يوجد فرق بين الرياضة والسياسة، وأي أداء رياضي هو دعاية محضة. القول إن الرياضيين يجب أن يكونوا قادرين على المنافسة كمحايدين... الحياد غير ممكن. إنه طريق مسدود».
وقبل نحو 18 شهراً من بدء المنافسات، تسعى اللجنة الأولمبية الدولية بشدة لتهدئة الأجواء. وستكون دورة باريس التي شرذمتها الحرب تهديداً وجودياً للأولمبياد ورسالتها الخاصة بالسلام العالمي، ناهيك بالضربة القوية التي ستوجهها للإيرادات والدخل.
ولم ترد وزارة الرياضة الروسية على الفور على طلب للتعليق.
وقال متحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية، إن اللجنة لن تعلق «على تفسيرات لأفراد شاركوا في اجتماع ما... محتواه الشامل غير معروف».


مقالات ذات صلة

واتانابي المرشح لرئاسة «الأولمبية الدولية» يطالب بمراجعة خطط تسويق الألعاب

رياضة عالمية موريناري واتانابي (رويترز)

واتانابي المرشح لرئاسة «الأولمبية الدولية» يطالب بمراجعة خطط تسويق الألعاب

قال موريناري واتانابي، المرشح لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، اليوم (الأربعاء)، إنها يجب أن تعيد النظر في خططها التسويقية للألعاب الأولمبية لتقديم قيمة أعلى.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية شارلوت دوغاردان (أ.ب)

إيقاف البريطانية دوغاردان لعام بعد الاعتداء على حصان

أوقف الاتحاد الدولي للفروسية، الخميس، البريطانية شارلوت دوغاردان، وهي أكثر رياضية تحصد ميداليات أولمبية في تاريخ بلادها، لمدة عام واحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو يكرم الرياضيين الفائزين في حفل الاتحاد الدولي لألعاب القوى (أ.ف.ب)

سيفان حسن وليتزيلي تيبوغو «أفضل رياضيين» في 2024

اختير البطلان الأولمبيان البوتسواني ليتزيلي تيبوغو (200م) والإثيوبية سيفان حسن (ماراثون) أفضل «رياضي ورياضية في عام 2024».

«الشرق الأوسط» (موناكو)
رياضة عالمية ماثيو ريتشاردسون (رويترز)

منع بطل الدراجات الأولمبي ريتشاردسون من تمثيل أستراليا

قال الاتحاد الأسترالي للدراجات، اليوم الاثنين، إنه لن يُسمح لماثيو ريتشاردسون بالعودة للانضمام إلى الفريق في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
رياضة عالمية إيما ماكيون (أ.ف.ب)

أسطورة السباحة الأسترالية ماكيون تعتزل بعد مسيرة أولمبية عظيمة

اعتزلت السبّاحة إيما ماكيون، الأكثر تتويجاً في تاريخ أستراليا الأولمبي وصاحبة ثمانية أرقام قياسية عالمية، الاثنين، عن عمر يناهز 30 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».