53 دولة أفريقية تحافظ على النمو رغم الصدمات الاقتصادية

«الأفريقي للتنمية» متفائل بمستقبل اقتصادات القارة السمراء

المستفيدون من مشروع توغو للأغذية الزراعية الممول بنسبة كبيرة من بنك التنمية الأفريقي (موقع بنك التنمية الأفريقي)
المستفيدون من مشروع توغو للأغذية الزراعية الممول بنسبة كبيرة من بنك التنمية الأفريقي (موقع بنك التنمية الأفريقي)
TT

53 دولة أفريقية تحافظ على النمو رغم الصدمات الاقتصادية

المستفيدون من مشروع توغو للأغذية الزراعية الممول بنسبة كبيرة من بنك التنمية الأفريقي (موقع بنك التنمية الأفريقي)
المستفيدون من مشروع توغو للأغذية الزراعية الممول بنسبة كبيرة من بنك التنمية الأفريقي (موقع بنك التنمية الأفريقي)

قال البنك الأفريقي للتنمية إن الاقتصادات الأفريقية لا تزال مرنة رغم تعرضها لصدمات متعددة، حيث حافظت 53 من أصل 54 دولة أفريقية على نمو إيجابي خلال العام الماضي، متوقعاً استمرار النمو الاقتصادي في العام الحالي.
وقال كيفين أوراما، كبير الاقتصاديين بالإنابة ونائب الرئيس للحوكمة الاقتصادية وإدارة المعرفة بالبنك، إنه «مع وفرة رأس المال الطبيعي في أفريقيا، وتعداد الشباب الهائل واقتصادها المتنامي، هناك فرصة كبيرة للاقتصادات منخفضة الدخل للانتعاش بعد صدمات مثل جائحة «كوفيد-19».
وتحدث أوراما، أمس، في مناسبة اقتصادية في أبيدجان، وقال: «النبأ الجميل هو أن الاقتصادات الخمسة الأسرع نمواً في أفريقيا تستعد لإعادة الانضمام إلى الاقتصادات العشرة الأسرع نمواً حول العالم في السنوات المقبلة».
وأشار أوراما إلى أن «الصدمات تهدد الانتعاش والزخم الذي شهدناه من البلدان التي تحاول العودة بعد الآثار المدمرة لـ(كوفيد-19)، وأيضاً ما أحدثه غزو روسيا لأوكرانيا في الاقتصاد العالمي»، موضحاً أن الصدمات المتداخلة تعطل سلاسل التوريد في أفريقيا والعالم، وتؤدي إلى تضخم واسع النطاق في أسعار الطاقة والغذاء.
وضعت الظروف المالية العالمية السائدة وتكاليف خدمة الدين المحلي والآثار المستمرة لوباء «كوفيد-19»، تحديات وعوائق كبيرة يجب على البلدان الأفريقية اجتيازها. مع تسارع معدل التضخم، واستمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، مما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، ويزيد من مخاطر الاضطرابات الاجتماعية في البلدان المنخفضة الدخل، بما في ذلك أفريقيا.
ونقلاً عن بيانات برنامج الغذاء العالمي، قال أوراما إن أكثر من 345 مليون شخص في 82 دولة حول العالم يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهناك حاجة لزيادة الحصول على الغذاء والطاقة والمرافق التي يمكن أن تساعد في مواجهة بعض هذه التحديات. وقال: «في أفريقيا العام الماضي، تشير تقديراتنا الخاصة إلى أن أكثر من 15 مليون شخص قد دفعوا إلى الفقر المدقع؛ بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتضخم أسعار المواد الغذائية».
وذكر أوراما أن تقرير الأداء الاقتصادي الكلي وتوقعاته لأفريقيا لعام 2023 الصادر عن البنك الأفريقي للتنمية، الذي تم إصداره في يناير (كانون الثاني)، يظهر أن هذه الاتجاهات التضخمية يمكن أن تتراجع في 2023 - 2024، مما يعطي بعض التفاؤل الحذر بشأن توقعات القارة. محذراً من أن البلدان الأفريقية والمتوسطة الدخل ستواجه تحديات كبيرة في عام 2023 في المستقبل.
من جانبه، قال رولاند كانغني كبودار، نائب رئيس قسم الاستراتيجيات والسياسات والمراجعة بصندوق النقد الدولي، إن جائحة «كوفيد-19» أثرت بشكل غير متناسب على البلدان منخفضة الدخل، «على الرغم من انخفاض عدد حالات (كوفيد-19) التي تم تحديدها، فقد تأثرت النظم الصحية في البلدان منخفضة الدخل بشدة من الوباء؛ لأنها كانت هشة بالفعل حتى قبل الوباء». وعلاوة على الآثار الصحية، قال كبودار إن ضياع ساعات التعلم بسبب إغلاق المدارس تسبَّب في انتكاسة لتنمية رأس المال البشري في هذه البلدان.
وأضاف أن التأثير الضار الهائل للوباء على اقتصادات البلدان منخفضة الدخل لم يكشف فقط عن الحيز السياسي المحدود الذي كان لديها حتى قبل الوباء، ولكن أيضاً الضعف الهيكلي الكبير أمام مثل هذه الصدمات. وقال كبودار: «ازدادت ظاهرة عدم المساواة داخل البلدان أيضاً؛ نظراً لأن معظم الفئات المحرومة، بما في ذلك النساء وأولئك الذين يعملون في الاقتصاد غير الرسمي، عانوا أكثر من غيرهم من التداعيات الاقتصادية للوباء».


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

دعا رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو إلى الانتقام، وذلك بعد أعمال عنف ضد أنصاره اتهم معارضين بارتكابها خلال الحملة المستمرة للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الأحد.

يترأس سونكو قائمة حزب باستيف في الانتخابات التشريعية ويتولى رئاسة الحكومة منذ أبريل (نيسان). وكتب على فيسبوك، ليل الاثنين - الثلاثاء، عن هجمات تعرض لها معسكره في دكار أو سان لويس (شمال) وكونغويل (وسط)، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وألقى باللوم على أنصار رئيس بلدية دكار بارتيليمي دياس، الذي يقود ائتلافاً منافساً. وأكد: «أتمنى أن يتم الانتقام من كل هجوم تعرض له باستيف منذ بداية الحملة، وأن يتم الانتقام بشكل مناسب لكل وطني هاجموه وأصابوه»، مؤكداً «سنمارس حقنا المشروع في الرد».

وأكد أنه تم تقديم شكاوى، وأعرب عن أسفه على عدم حدوث أي اعتقالات. وقال: «لا ينبغي لبارتيليمي دياس وائتلافه أن يستمروا في القيام بحملات انتخابية في هذا البلد».

وشجب ائتلاف دياس المعروف باسم «سام سا كادو»، في رسالة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، «الدعوة إلى القتل التي أطلقها رئيس الوزراء السنغالي الحالي». وأكد الائتلاف أنه كان هدفاً «لهجمات متعددة».

وأشار إلى أن «عثمان سونكو الذي يستبد به الخوف من الهزيمة، يحاول يائساً تكميم الديمقراطية من خلال إشاعة مناخ من الرعب»، وحمله مسؤولية «أي شيء يمكن أن يحدث لأعضائه وناشطيه ومؤيديه وناخبيه».

وكان الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي أعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي حل البرلمان، ودعا لانتخابات تشريعية.