العثور على شبيه زحل على حافة النظام الشمسي

يبلغ حجمه نصف بلوتو تقريباً

تصور فني لحلقات الكوكب «كواور» (مرصد باريس)
تصور فني لحلقات الكوكب «كواور» (مرصد باريس)
TT

العثور على شبيه زحل على حافة النظام الشمسي

تصور فني لحلقات الكوكب «كواور» (مرصد باريس)
تصور فني لحلقات الكوكب «كواور» (مرصد باريس)

اكتشف فريق دولي مكون من 59 عالماً، نظاماً حلقياً يشبه حلقات كوكب زحل، بأحد الكواكب القزمة على حافة النظام الشمسي. ووفق دراسة نشرها الفريق البحثي (الأربعاء) بدورية «نيتشر»، فإن حلقات الكوكب «كواور»، الذي يبلغ حجمه نصف حجم بلوتو تقريبا، تدور حوله على مسافة أبعد بكثير مما هو معتاد في أنظمة الحلقات الأخرى، مما يثير التساؤل حول النظريات الحالية حول كيفية تشكل أنظمة الحلقة.
وتم هذا الاكتشاف باستخدام «هايبركام»، وهي كاميرا شديدة الحساسية عالية السرعة طورها العلماء في جامعة شيفيلد البريطانية، والتي تم تركيبها على أكبر تلسكوب بصري في العالم (جي تي سي)، والذي يبلغ قطره 10.4 متر، ويوجد في (لابالما)، وهي جزيرة إسبانية في المحيط الأطلسي.
والحلقات صغيرة جداً وخافتة، حيث لا يمكن رؤيتها مباشرة في الصورة. وتوصل الباحثون إلى اكتشافهم من خلال رصد حالة سحرية، فعندما تم حجب الضوء عن نجم الخلفية بواسطة الكوكب «كواور» في أثناء دورانه حول الشمس، استمر الحدث أقل من دقيقة، ولكن سبقه وتبعه هبوطان في الضوء بشكل غير متوقع، مما يدل على وجود نظام حلقي حول الكوكب.
وأنظمة الحلقة نادرة نسبيا في النظام الشمسي، فبالإضافة إلى الحلقات المعروفة حول الكواكب العملاقة زحل والمشتري وأورانوس ونبتون، يمتلك كوكبان صغيران آخران حلقات، هما «تشاريكلو» و«هوميا»، وجميع أنظمة الحلقات المعروفة سابقا قادرة على البقاء على قيد الحياة، لأنها تدور بالقرب من الجسم الأم، حيث تمنع قوى المد والجزر المادة الحلقية من التراكم وتشكيل الأقمار.
وما يجعل نظام الحلقة حول الكوكب «كواور» رائعا، هو أنه «يقع على مسافة تزيد على سبعة أنصاف أقطار كوكبية، أي ضعف المسافة التي كان يُعتقد سابقاً أنها أقصى نصف قطر، وفقاً لما يسمى (حد روش)». وللمقارنة، تقع الحلقات الرئيسية حول زحل ضمن ثلاثة أنصاف أقطار كوكبية، ولذلك فقد دفع هذا الاكتشاف إلى إعادة التفكير في نظريات تشكيل الحلقة.
ويقول الدكتور فيك ديلون، من قسم الفيزياء وعلم الفلك في جامعة شيفيلد، المؤلف المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، «كان من غير المتوقع اكتشاف هذا النظام الدائري الجديد في نظامنا الشمسي، والعثور على الحلقات حتى الآن، ولكن الكوكب (كواور) تحدى مفاهيمنا السابقة حول طريقة تشكل هذه الحلقات».
ويعلق خالد منصور، الباحث في قسم الفلك بجامعة القاهرة، على هذا الاكتشاف، مؤكداً أنه «سيكون مفيداً في تعلم المزيد عن كيفية تشكل الأنظمة الحلقية».
وتوجد عدد من النظريات لكيفية تشكل حلقات زحل، مثل أنها جاءت من تراكم عدد كبير من جزيئات الغبار والجليد على مسافات متفاوتة من سطحه، أو أنها جاءت نتيجة لتصادمات حدثت مع الكوكب، ولم يتمكن حطام تلك التصادمات من الإفلات من جاذبية الكوكب، لتظل في محيطه مشكّلة الحلقات، كما توجد نظريات أخرى ترى أن الحطام تشكل منذ العصور الأولى لتشكل النظام الشمسي، حيث فشلت جاذبية الكوكب في جذبها لتكون جزءا من بنية الكوكب، لتظل عالقة في محيطه. ويقول منصور لـ«الشرق الأوسط»، «ربما يكون هذا الاكتشاف خطوة في طريق حسم سبب تشكل الحلقات، عبر المزيد من الدراسات حول هذا النظام الحلقي».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
TT

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم يُعرف باسم «النجوم المستعرة».

وهذه ليست الصورة الأولى من نوعها لنجم خارج مجرّتنا فحسب، وإنما تُعدّ المرّة الأولى التي يتمكّن فيها العلماء من رؤية الأحداث الفارقة في موت نجم كهذا.

يقع النجم المُحتضَر على بُعد نحو 160 ألف سنة ضوئية من الأرض في مجرّة مجاورة تُسمَّى «سحابة ماجلان الكبيرة».

كما تُعدُّ أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى، رغم أنّ نجماً حديث الولادة في «سحابة ماجلان الكبيرة» جرى اكتشافه في بحث نُشر العام الماضي. وكلمة «مُقرَّبة» هنا تعني أنّ الصورة تلتقط النجم ومحيطه المباشر.

التُقطت الصورة، الغامضة إلى حد ما، باستخدام التلسكوب التداخلي الكبير جداً بالمرصد الأوروبي الجنوبي الواقع في تشيلي. ويظهر النجم محوطاً بشرنقة بيضاوية متوهّجة من الغاز والغبار، كما شوهدت حلقة بيضاوية خافتة خلف تلك الشرنقة، ربما تتكوَّن من مزيد من الغبار.

أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى (إكس)

ونقلت «إندبندنت» عن المؤلِّف الرئيس للدراسة المنشورة في مجلة «الفلك والفلك الفيزيائي»، الفلكي كييشي أونكا، من جامعة «أندريس بيلو» في تشيلي، أنّ «النجم الآن يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته». وأضاف: «السبب في أننا نرى هذه الأشكال هو أنه يطرد مزيداً من المواد في بعض الاتجاهات أكثر من غيرها؛ وإلا لكانت الهياكل ستبدو كروية».

تفسير آخر مُحتمل لهذه الأشكال هو التأثير الجاذب لنجم مُرافق لم يُكتشف بعدُ، وفق كييشي أونكا.

قبل أن يبدأ في طرد المواد، اعتُقد أنّ النجم «WOH G64» يزن نحو 25 إلى 40 مرّة من كتلة الشمس، كما ذكر الفلكي المُشارك في الدراسة جاكو فان لون من جامعة «كيل» في إنجلترا. إنه نوع من النجوم الضخمة يُسمّى «العملاق الأحمر العظيم».

وأضاف: «كتلته، وفق التقديرات، تعني أنه عاش نحو 10 إلى 20 مليون سنة، وسيموت قريباً. هذه الصورة هي الأولى لنجم في هذه المرحلة المتأخّرة الذي ربما يمرّ بمرحلة تحوُّل غير مسبوقة قبل الانفجار. للمرّة الأولى، تمكنّا من رؤية الهياكل التي تحيط به في آخر مراحل حياته. وحتى في مجرّتنا (درب التبانة)، ليست لدينا صورة كهذه».