كيف تقضي أجمل 36 ساعة في برشلونة؟

دليلك لأهم المطاعم والأماكن السياحية

كنيسة «ساغرادا فاميليا» التي لا تزال في طور البناء
كنيسة «ساغرادا فاميليا» التي لا تزال في طور البناء
TT

كيف تقضي أجمل 36 ساعة في برشلونة؟

كنيسة «ساغرادا فاميليا» التي لا تزال في طور البناء
كنيسة «ساغرادا فاميليا» التي لا تزال في طور البناء

بعد الثلاثين عاماً التي انقضت منذ حولت دورة الألعاب الأولمبية برشلونة إلى منطقة جذب سياحي، تنامى زخم الهندسة المعمارية والثقافة الغذائية في المدينة، لدرجة أن العاصمة الكاتالونية باتت ساحة معركة كبرى في حرب أوروبا ضد ما يعرف بـ«السياحة المفرطة». لم تفلح المبادرات جميعها لتقليل الزحام، إذ عاد بناء الفنادق إلى سابق عهده منذ عامين. ولكن في مناطق أخرى، تحول التوازن لصالح السكان المحليين، حيث فُرضت قيود أكثر صرامة تنظم الإيجارات بنظام «Airbnb» تسمح لأصحاب العقارات بتأجير بيوتهم للمسافرين الذين يبحثون عن أماكن للإقامة وحجم المجموعات المسموح لها بزيارة سوق «بوكويريا».

من أشهر المباني من تصميم أنتوني غاودي في برشلونة

تتقاطع ممرات الدراجات الآن في المدينة، وتعج سوق «سانت أنتوني» التي جرى ترميمها مرة أخرى ببائعي الأسماك والجزارين. والأمر الأكثر لفتاً للنظر هو أن مبادرة «سوبر بلوك» في برشلونة حولت أجزاء من المدينة إلى ملاعب للمشاة خالية من السيارات.
أفضل ما يمكنك فعله عندما تزور إسبانيا أن تصل في منتصف النهار، تحديداً في وقت وجبة الغداء. يعتبر مطعم «مانتيكر إرماس بيرينايكاس» الواقع في حي سانت جيرفاسي، مكاناً بسيطاً لا يزال العمال فيه يحرصون على ارتداء ستراتهم البيضاء، لكن مطبخه الصغير يتعامل مع المكونات عالية الجودة.
على سبيل المثال، يقدم المكان الخرشوف ذا الأوراق المتفحمة، والقلب الذي يحمل بيض السمان المسلوق، مع الأرز المقرمش اللذيذ مع النقانق ولحم البط الشهي.
المطعم مشهور لدى السكان المحليين، ويعرف معظمهم أنهم إذا أرادوا تجربة عجة البطاطس الإسبانية - التي تشتهر بأنها الأفضل في المدينة - فعليهم الاتصال بحلول الظهر للحجز (غداء لشخصين يكلف نحو 70 يورو، أو 69.50 دولار).
بديكوراته المموجة من الخارج، يعتبر «كازا ميلا» - المعروف أيضاً باسم «لا بيدريرا» - واحداً من المباني الأكثر شهرة في المدينة. يقع المبنى في منطقة إيكسامبل، ويقدم درساً مذهلاً في هندسة البناء من تصميم المهندس المعماري الكاتالوني أنتوني غاودي، الذي استوحى عناصره من النباتات التي عشقها، وكذلك الفيزياء التي يستخدمها في عمله.
في الآونة الأخيرة، تم تعزيز الجانب التعليمي من خلال إضافة جولة الواقع الافتراضي التي تسمح للزوار، المزودين بسماعات، بالتفاعل مع بعض عناصر تصميم غاودي، حيث يتجول الزائر في مجموعة من الغرف (سعر بطاقة دخول معرض الواقع الافتراضي 35 يورو).
عندما تم افتتاحه بمنطقة إيكسامبل في عام 2006، كان «غريسكا» عبارة عن شريط ضيق يُستخدَم مطعماً يعرض ما كان آنذاك أحدث صيحات الطعام في برشلونة، والذي يحمل اسم «بيستونوميا»، وهو أسلوب طهي يجمع بين الطموح الإبداعي والأجواء غير الرسمية (والسعر المنخفض). ومنذ ذلك الحين، اتسع المكان ومعه ارتفع سقف الطموح.
يجلب الشيف رافائيل بينا عمقاً لمجموعة الأطباق المتراصة على بار الوجبات الخفيفة والمقبلات التي تحوي رقائق الماكريل المتبل بفول الصويا، والحمضيات، وثعبان البحر مع البصل المخلل (عشاء لشخصين يكلف نحو 100 يورو).
«إسبسياريوم» هو أحد أحدث المقاهي التي افتتحت في حي بورن، ويحتل طابقين، ويتميز بجوه الحميمي الهادئ. تعتمد مشروباته - تركز جميعها على التوابل - على المشروبات منزلية الصنع، وتقدم في أوعية أنيقة على شكل طائر «الأوريغامي»، أو مشروب «تاجين» الرائع الذي يجمع بين التمر ومزيج التوابل المغربية. وتتراوح أسعار المشروبات بين 10 و14 يورو.
يمكن لمن يستيقظون مبكراً، أو الذين انتهوا من سهرة طويلة للتو، التوجه لسوق «بوكويريا» للاستمتاع بطقوس برشلونة، حيث الإفطار في مطعم «بينوتكسو». بالنسبة لمحبي الإفطار التقليدي، هناك قهوة مع كعكة «شويكشو»، والمعجنات الكاتالونية المقلية المحشوة بالكريمة. قد يختار البعض الآخر الحبار الصغير مع الفاصوليا البيضاء. وعندما تنتهي من إفطارك، ستجد المتسوقين وقد شقوا طريقهم مبكراً إلى أكثر الأسواق ازدحاماً (الإفطار لشخصين يكلف بين 8 و30 يورو).
يقع حي بورن بين منطقتي باري غوتيك وبرشلونيتا. وفي العصور الوسطى، كان الحي موطناً للعمال الحرفيين بتاريخهم العريق في المدينة، وهو ما تستطيع ملاحظته في المحال التجارية التي تملأ شوارعه الضيقة.

العجة الإسبانية من أشهر الأطباق في إسبانيا التي يتوجب عليك تجربتها

في مادري، تستطيع زيارة متجر «مانويل دريسمان» المختص بصناعة الحقائب، منها حقائب الكومبيوتر المحمول، وغيرها من الملحقات الجلدية المدبوغة محلياً.
هناك أيضاً مصمم الملابس النسائية ديفيد فالس، الذي يتميز بتصاميمه الفضفاضة والحديثة في الوقت نفسه. وهناك أيضاً متجر «أبري سكي» الذي يبيع المجوهرات غريبة الشكل والفريدة، والسترات المصنوعة من مفارش المائدة القديمة.
وتعرض محال «شاندال» مزيجاً انتقائياً من الأدوات المنزلية الأنيقة والمجلات الفنية، وتضم قسماً للتصوير التناظري.
وفي متجر «الراي دي لا ماغيا» ستجد رفوفاً تحمل كنزاً من أدوات الخدع والألعاب السحرية، ويعتبر أحد أقدم مخازن الألعاب السحرية في العالم. يمكنك تناول أفضل المأكولات البحرية في المدينة على أيدي الشيف رافا ظفرا. في الجزء العلوي من المدينة، افتتح الشيف أخيراً مطعمه الفاخر «عمار» في فندق «إل بالاس» لجذب الجمهور. لكن مطعمه الأول في برشلونة، «إيستمار» المظلم والمكتظ بالزبائن في منطقة بورن، يبدو مكاناً أفضل لتذوق وصفاته غير العادية من الزعانف والأصداف.
يمكنك أن تبدأ بالمحار المشوي مع كعكة إسكابيتشي، ولا يفوتك «الشيبيرونيس» المقرمش (الحبار الصغير). وإذا كنت تتساءل عما إذا كان جمبري «بالاموس» المشوي يستحق سعره، فإن الإجابة هي «نعم» مدوية، (120 يورو لشخصين).
في «متحف بيكاسو»، يحتوي الجناح الأكثر إثارة على لوحة «لاس مينيناس» الشهيرة للفنان التكعيبي دييغو فلسكويز. وعلى مقربة من المتحف ستجد معرض «موكو» الذي افتتح حديثاً، ويعرض فنون اليوم.
يعرض المعرض المملوك ملكية خاصة، بعض أعمال الفنانين: جان ميشيل باسكيات، ويايوي كوساما، وداميان هيرست، وكاوس، وبانكسي.
لم تصمد غالبية المطاعم التي أسسها ألبرت أدري، التي تقع على بعد 90 دقيقة شمال المدينة، خلال فترة الوباء، حيث أغلقت جميعاً أبوابها، بينما أغلق مطعم «إل بولي» العريق في عام 2011. لكن مطعم «أنيغما» العريق بمنطقة بوبل فتح أبوابه من جديد، حيث يتميز المطعم بديكوراته الإسبانية التقليدية، وتوقيت عمله (يفتح أبوابه الساعة 6:30 مساء، وهي ساعة عشاء غير إسبانية تماماً) وجوه الغني بعبق الريحان، وقائمة مأكولاته التي تشمل وجبة شرائح الفطر مع البقدونس التي تعيد إحياء طقوس مطعم «إل بولي» الكلاسيكية القديمة. تتراوح أسعار غالبية الأطباق الفردية بين 7 و20 يورو.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.