الأمم المتحدة لـ«وضع السياسة جانباً» لتسهيل المساعدات إلى سوريا

جانب من الدمار جراء الزلزال في محافظة حلب السورية (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الزلزال في محافظة حلب السورية (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة لـ«وضع السياسة جانباً» لتسهيل المساعدات إلى سوريا

جانب من الدمار جراء الزلزال في محافظة حلب السورية (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الزلزال في محافظة حلب السورية (أ.ب)

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، إلى «وضع السياسة جانباً» وتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال شمال غربي سوريا، وفق ما صرح به مسؤول أممي بارز في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح: «ندائي هو: ضعوا السياسة جانباً، ودعونا نقُم بعملنا الإنساني»، مشدداً على أنه «لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر». وأضاف: «نحتاج لإمكانية الوصول الكامل، وإلى الدعم للوصول» إلى شمال غربي سوريا، في إشارة إلى مناطق تحت سيطرة فصائل متطرفة ومعارضة في إدلب ومحيطها تضررت بشدة جراء الزلزال الذي ضرب سوريا، ومركزه تركيا المجاورة.
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غربي سوريا عادة من تركيا، عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار لمجلس الأمن. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما يؤثر مؤقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه. وتسبب الزلزال المدمر بمقتل أكثر من 12 ألف شخص في البلدين، بينهم 2992 شخصاً في سوريا، في حصيلة غير نهائية حتى مساء اليوم.
ولم يتم إرسال مساعدات من داخل سوريا منذ نحو ثلاثة أسابيع، وفق المسؤول الذي حذّر من أن مخزون الأمم المتحدة يكفي لإطعام مائة ألف شخص لمدة أسبوع واحد. وتابع: «بمجرّد نضوبها، نحتاج إلى تجديدها، وهذا هو ندائي، ليس لدينا متسع من الوقت للتحدّث في السياسة أو التفاوض». وقال: «الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضاً أن الدمار شمال غربي البلاد هائل أيضاً وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه».
وشدد على «أننا نحتاج إلى دعم الأطراف المعنية لتسهيل الوصول؛ سواء إلى شمال غربي سوريا أو إلى بقية أنحاء البلاد، لأنهم هناك يعانون أيضاً»، مؤكداً أنه «لا يمكن تجاهل» احتياجاتهم.
وأعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن نقل المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا من خلال المنفذ الوحيد الذي يُسمح باستخدامه، تأثر جراء الزلزال الذي ضرب البلدين.
غير أن منسق الأمم المتحدة الإقليمي لسوريا قال اليوم إنه يأمل في استئناف نقل المساعدات غداً. وقال مهند هادي: «لحسن الحظ، نسمع اليوم أن الطريق تُفتح، ونأمل أن تكون لدينا إمكانية للوصول إلى الحدود»، مضيفاً أن الأمم المتحدة تتعاون مع السلطات التركية. وأوضح في مؤتمر صحافي: «نأمل أن نكون قادرين غداً على تسليم شيء ما ونعبر الحدود»، مشيراً إلى أن الشاحنات جاهزة للمغادرة في حال الضرورة. لكنه حذر من بعض الغموض بشأن الطريق في الجانب السوري، مشيراً إلى معلومات «يصعب التحقق منها».
أودى النزاع السوري منذ 2011 بنحو نصف مليون شخص، وأجبر قرابة نصف السكان على مغادرة منازلهم، ما اضطر العديد منهم إلى التوجه إلى تركيا. وحتى قبل زلزال الاثنين كانت غالبية السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وراكمت الكارثة الأخيرة مأساة فوق الأخرى.
وقال بن المليح: «إنها أزمة فوق أزمة»، مضيفاً: «ليس هناك معدات كافية للبحث والإنقاذ، ليس هناك معدات طبية كافية، ولا أدوية كافية».



توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
TT

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الجماعة.

جاء ذلك خلال دعوة وجهتها ما تسمى الغرفة التجارية والصناعية الخاضعة للحوثيين في صنعاء لمُلاك صالات الأعراس والمناسبات تحضهم على حضور ما تسميه اللقاء التأسيسي لقطاع صالات الأعراس والمناسبات تحت إدارة ورعاية وإشراف قيادات في الجماعة.

جانب من اجتماع قيادات حوثية تدير أجهزة أمنية في صنعاء (إعلام حوثي)

يتزامن هذا التحرك مع شن الجماعة مزيداً من حملات فرض الإتاوات والابتزاز والاعتقال لمُلاك صالات الأعراس والفنانين والمُنشِدين بذريعة حظر الغناء والتصوير وكل مظاهر الفرح، ضمن مساعيها لإفساد بهجة السكان وتقييد حرياتهم.

ووضعت قيادات حوثية تُدير شؤون الغرفة التجارية في صنعاء شروطاً عدة للانضمام والمشاركة في اللقاء التأسيسي المزعوم، من بينها امتلاك مالك القاعة الذي سيحضر سجلاً تجارياً، وأن تكون بطاقة عضويته في الغرفة الحوثية مُجدَّدة لعام 2024، كما حدّدت الجماعة يوم 11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، موعداً لانعقاد اللقاء التأسيسي لمُلاك صالات الأعراس.

وسبق للجماعة الحوثية أن داهمت في أواخر مايو (أيار) العام الماضي، مقر الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء، وعيّنت أحد عناصرها رئيساً لها بالقوة، وأزاحت رئيس وأعضاء مجلس الإدارة المنتخبين.

ويقول ناشطون حقوقيون في صنعاء إن إنشاء هذا الكيان الرقابي يندرج ضمن توجه الجماعة لفرض كامل السيطرة على القطاع، وإرغام الصالات على الالتزام بالتعليمات فيما يخص حظر الأغاني، ودفع مزيد من الإتاوات والجبايات.

دهم وخطف

أكدت مصادر محلية في محافظة عمران (شمال صنعاء) قيام الجماعة الحوثية باختطافات وإجراءات تعسفية ضد ملاك صالات الأعراس والمنشدين، كان آخرها قيام القيادي في الجماعة أبو داود الحمزي المعيّن مديراً لأمن مديرية خمر باعتقال المُنشد محمد ناصر داحش، وثلاثة من أعضاء فريقه الإنشادي من صالة عُرس وسط المدينة.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحمزي ومسلحيه اقتحموا صالة العُرس، وباشروا بمصادرة ونهب ما فيها من أجهزة ومعدات، وخطف مالك الصالة والمُنشد وفريقه، والزج بهم في أحد السجون.

حالة هلع بحفل زفاف اقتحمه حوثيون لمنع الغناء في عمران (إكس)

ويتهم القيادي الحمزي، وفق المصادر، المُنشد داحش بتحريض الفنانين والمُنشدين وملاك قاعات الأفراح والسكان بشكل عام على رفض القرارات التعسفية الصادرة عن جماعته، التي تشمل منع الأغاني في الأعراس.

وصعدت الجماعة على مدى الفترات الماضية من عمليات الدهم والمصادرة والخطف التي ينفّذها عناصر تابعون لها تحت اسم «شرطة الأخلاق»، ضد قاعات الأفراح والفنانين.

وأرغم الحوثيون، أخيراً، نساء يمنيات في مناطق بمحافظة إب على ترديد «الصرخة الخمينية»، والاستماع إلى الزوامل الحوثية داخل صالات الأعراس، مقابل السماح لهن بإقامة الأفراح في الصالات بعد الالتزام بالشروط كافة.

كما فرض الانقلابيون في منتصف الشهر الماضي قيوداً مُشددة على مُلاك قاعات الأعراس في ريف صنعاء، حيث حددوا وقت أعراس النساء في الصالات إلى الساعة الثامنة مساءً، ومنعوا التصوير ومكبرات الصوت، كما حظروا دخول العريس للقاعة لأخذ عروسه، ومنعوا استدعاء الفنانين والفرق الغنائية في الأعراس.