دراسة تظهر عدم وجود متحور جديد بعد تخلي الصين عن سياسة «صفر كوفيد»

فرنسا تسجل 5024 إصابة جديدة بـ«كورونا»... وكندا تحصي 28 حالة وفاة

مسافرون صينيون في معبر لو وو باتجاه هونغ كونغ بعد إزالة القيود المفروضة على السفر (رويترز)
مسافرون صينيون في معبر لو وو باتجاه هونغ كونغ بعد إزالة القيود المفروضة على السفر (رويترز)
TT
20

دراسة تظهر عدم وجود متحور جديد بعد تخلي الصين عن سياسة «صفر كوفيد»

مسافرون صينيون في معبر لو وو باتجاه هونغ كونغ بعد إزالة القيود المفروضة على السفر (رويترز)
مسافرون صينيون في معبر لو وو باتجاه هونغ كونغ بعد إزالة القيود المفروضة على السفر (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة نُشرت أمس في مجلة «ذي لانست» العلمية أن تخلي الصين عن سياستها «صفر كوفيد» في نهاية العام الماضي لم يؤدِّ إلى ظهور متحورات جديدة.
وشهدت الصين ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات، بعد رفع تدابيرها الصحية الصارمة مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما أثار مخاوف من أن تصبح أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان أرضاً خصبة لمتحورات جديدة أشد عدوى أو خطورة. وكنتيجة لذلك، فرضت العديد من الدول على الفور قيوداً جديدة على المسافرين القادمين من الصين، بسبب القلق من قلة شفافية الأرقام الصينية حول حجم تفشي المرض، وهو ما أثار غضب بكين.
لكن دراسة جديدة نشرتها مجلة «ذي لانست»، أجراها باحثون صينيون بالاعتماد على تحليل 413 عينة من بكين أُخذت بين 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، و20 ديسمبر، أظهرت أنه «لا يوجد دليل على ظهور متحورات جديدة» خلال هذه الفترة، وأن أكثر من 90 في المائة من الحالات كانت تعود إلى متحورتين فرعيتين من «أوميكرون BF.7» و«أوميكرون BA5.2» المنتشرتين بالفعل في الصين، واللتين تم تجاوزهما في الدول الغربية من قبل متحورات فرعية أشد عدوى.
وبحسب الدراسة، فقد تمثل المتحورة BF.7 ثلاثة أرباع العينات، بينما تعود أكثر من 15 في المائة من المتحورات إلى BA5.2... كما أوضح مُعد الدراسة الرئيسي، عالم الفيروسات في معهد علم الأحياء الدقيقة في الأكاديمية الصينية للعلوم جورج غاو، أن «تحليلنا يشير إلى أن المتحورتين الفرعيتين لـ(أوميكرون) المعروفتين بالفعل، تقفان بشكل رئيسي وراء ارتفاع عدد الحالات في بكين، ومن المحتمل في جميع أنحاء الصين».
لكن عالمي الفيروسات فولفغانغ برييزر وتونغاي مابونغا من جامعة ستيلينبوش في جنوب أفريقيا، غير المشاركين في البحث، حذرا من أن فترة الدراسة لم تغطِّ سوى أسابيع قليلة، بعد أن رفعت الصين تطبيق سياسة «صفر كوفيد». وأوضحا للمجلة أنه «إذا ظهرت متحورات جديدة أثناء الموجة، فمن المحتمل أن تكون الدراسة أقدم من أن ترصدها». وأضافا أن الصين خفضت أيضاً اختباراتها بشكل كبير، ما قد يؤثر على النتائج التي تشمل بكين فقط وليس البلاد.
في سياق متصل، سجلت فرنسا 5024 إصابة جديدة بـ«كورونا» و42 وفاة مرتبطة بالجائحة، خلال الساعات اﻟ24 الماضية، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية أمس، لترتفع بذلك الإصابات المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 39 مليوناً و753 ألفاً و17، والوفيات إلى 165 ألفاً و510. وأظهرت بيانات جونز هوبكنز، أمس، أيضاً أنه تم إعطاء 157 مليوناً و553 ألفاً و708 جرعات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد في فرنسا حتى الآن.
كما سجلت كندا 1990 إصابة جديدة بفيروس كورونا و28 حالة وفاة، خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية أمس، لترتفع بذلك حصيلة الإصابات المؤكدة في البلاد إلى 4 ملايين و573 ألفاً و997 إصابة، فيما ارتفعت الوفيات مسجلة 50 ألفاً و799.
وأظهرت البيانات ذاتها أيضاً، أنه تم إعطاء 96 مليوناً و956 ألفاً و502 جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد في كندا حتى الآن.
يُشار إلى أن جرعات اللقاح وأعداد السكان الذين يتم تطعيمهم، تقديرات تعتمد على نوع اللقاح الذي تعطيه الدولة، أي ما إذا كان من جرعة واحدة أو جرعتين.



مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
TT
20

مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)

استحضر الفنان المصري مصطفى الرزاز عناصر ورموزاً من الأساطير والفولكلور الشعبي المصري، واستدعى مَشاهد وذكريات مرَّ بها لسنوات طويلة، ثم مزج ذلك كله بفرشاته وخطوطه وخاماته المختلفة على مسطح أعماله؛ ليقدم مجموعة جديدة من اللوحات، والمنحوتات تنبض بالحياة، وتدعو إلى الاستمتاع بها.

في معرضه «رزق البحر» المُقام في «قاعة الزمالك للفن»، يترك الرزاز للمتلقي الفرصة للانغماس مع عالمه الذي جسَّده في أعماله، متنقلاً ما بين البحر والصيد والمرأة والأسماك؛ وخلال ذلك تتشبَّع عين الزائر بجماليات أعماله، ويتزوَّد وجدانه بدفء حكاياته.

الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)
الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)

يضمّ المعرض نحو 60 لوحة كبيرة، و64 لوحة صغيرة، فضلاً عن 45 قطعة نحتية، تتميّز بأنَّ «البطولة المطلقة» فيها للأسماك في المقام الأول؛ فهي ليست مجرّد عنصر رمزي، أو مفردة من البيئة تزدان بها الأعمال، لكنها ذات حضور طاغٍ، فتلتقيها على مسطّح اللوحات محمولة بعناية بين الأيدي، أو عروس للبحر، أو في صورة فرس البحر الذي يبدو صديقاً حميماً للإنسان، ورمزاً لحمايته، كما جاء في الحضارة المصرية القديمة، وغير ذلك من مَشاهد تُعزّز مكانتها.

عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)
عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)

اللافت أنَّ الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بعناصر العصفورة والهدهد والنبات في أعماله؛ في رمز للسلام والنماء، والتماهي مع البيئة المصرية. وبدا واضحاً أنّ لإقامته طويلاً في حي المنيل المطلّ على النيل بالقاهرة بالغ الأثر في أعماله بالمعرض؛ فقد قدَّم مَشاهد حياتية يومية عن قرب لمناظر الصيد والمراكب. يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تُشرق الشمس في صباح كل يوم، أحبُّ النظر إلى نهر النيل حيث جمال المنظر والحضارة والتاريخ».

ومن أكثر المَشاهد التي استوقفته في الصباح الباكر، حركة المراكب والاستعداد للصيد. لذلك استخدم «النظارة المُعظمة» ليتأمّلها عن قرب، فإذا به يكتشف أنَّ مَن يقُمن بالصيد في هذه المنطقة نساء.

لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)
لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)

يواصل الفنان المصري حديثه: «وجدتُ أنهن قبل الصيد يُحضّرن الفطور، ويتناولنه مع أطفالهن وجاراتهن بشكل جماعي يومياً قبل التوجه إلى العمل».

أثار ذلك اهتمام الرزاز، فتوجَّه إلى نقطة تجمعهن، والتقى معهن، ومن خلال حديثه معهن، اكتشف أنّ الرجال لا يشاركونهن الصيد في هذا المكان؛ فيقتصر الأمر عليهن لانشغال أزواجهن بالعمل في مجالات أخرى.

كما اكتشف الفنان أنّ المراكب التي يخرجن للصيد بها هي بيوتهن الدائمة؛ حيث يقمن بها، ولا مكان آخر يؤوي هذه الأسر.

«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)
«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)

استهوته هذه الحكايات الإنسانية، وفجَّرت داخله الرغبة في تجسيد هذا العالم بفرشاته. يقول: «كانت تجربة غنية ومفيدة جداً بالنسبة إليّ؛ مثلت منبعاً للإلهام. من هنا جاء اهتمامي بتناول البحر والأسماك والصيد في عدد من معارضي؛ منها هذا المعرض الجديد، ولا أعني هنا البحر والصيد فيه وحده، إنما نهر النيل كذلك؛ إذ إنَّ كلمة البحر في اللغة المصرية الدارجة تشير إليهما معاً».

واتخذ الرزاز قراراً بتخصيص المعرض كله للصيد، من دون الاقتصار على تجربة الصيادات الإنسانية؛ فثمة قصص أخرى للصيد في الوجه القبلي، وفي المناطق الساحلية حيث يقتصر الصيد على الرجال.

من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)
من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)

ويتابع: «سافرت إلى الإسكندرية (شمال مصر) وشاركتهم رحلة للصيد، وتأثّرت جداً بعملهم، فتشرَّبت تفاصيل حياتهم، وطريقة عملهم، وصوَّرتهم فوتوغرافياً، إلا أنني تركتها جانباً، ورسمت التكوينات من خيالي، حتى تختلف عن الرؤية المباشرة أو التسجيل».

لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)
لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)

ويرى الرزاز أنه عندما يرسم الفنان الواقع كما هو، يُفقده جمالياته وحرّيته في التعبير. لكن لماذا يمثّل البحر والصيد كل هذا الاهتمام من جانب الدكتور مصطفى الرزاز؟ يجيب: «البحر بالمفهوم الذي أشرت إليه هو نصف الدنيا، وهو مختلف تماماً عن اليابسة، وأكثر غموضاً، وسحراً، بالإضافة إلى اختلاف الكائنات التي تعيش فيه عن الأرض».

ويؤكد الفنان المصري أنّ «لمهنة الصيد خصوصيتها؛ ونموذج حقيقي لسعي الإنسان؛ فالصياد يتوجَّه إلى البحر على وجه الكريم، من دون أن يحظى براتب، ولا يمكن أن يعرف حجم أرباحه التي سيجنيها، ويرمي نفسه في البحر طوال النهار، وربما لأيام، وقد يعود بما يرضيه، وقد لا يرجع بشيء على الإطلاق».

علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)
علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)

ومن هنا، فإن حلم الصياد أن يجني سمكة ضخمة، أو سمكة تُكلّمه، أو تكون في صورة امرأة جميلة، أو داخلها «خاتم سليمان) يحقّق له كل ما يتمناه. لذلك أيضاً، كان للسمك نصيب كبير في الأساطير والحكايات الشعبية؛ فكانت هناك «أم الشعور»، و«عروسة البحر»، وغيرهما مما يُعدّ فانتازيا علاقة الإنسان بالسمك، وفق الرزاز الذي يرى أن هذه العلاقة هي مصدر إلهام للفنان، ومنبع حكايات تحفّز أي شخص على الانطلاق والسعي في الحياة.

الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)
الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)

وربما لم تُنافس الأسماك في أعمال المعرض -المستمر حتى 15 مارس (آذار) الحالي- سوى المرأة الجميلة بعيونها الواسعة وملابسها المزدانة بالموتيفات والنقوش الشعبية؛ انعكاساً لاهتمام الفنان بمكانتها والفولكلور المصري في أعماله من جهة، ومن جهة أخرى تعبيراً عن قوة الوطن.

فتأتي على سبيل المثال لوحة المرأة الفلسطينية التي تطلّ علينا بزيها التقليدي، حاملة صينية الأسماك الطازجة فوق رأسها، كأنها جاءت للتوّ من رحلة للصيد، تضامناً مع أهل غزة. يقول الرزاز: «يرمز هذا العمل إلى أنّ أهل القطاع المعروفين بالصيد سيستمرّون في مهنتهم، وسيبقون في مدينتهم، ولن يستطع أحد أن يغيّر شيئاً من هذا الواقع».