مساعي مصر لنمو احتياطي الذهب... ما العائد؟

احتلت المركز الثالث عالمياً

أحد محال الذهب في مصر (الصفحة الرسمية لشعبة الذهب)
أحد محال الذهب في مصر (الصفحة الرسمية لشعبة الذهب)
TT

مساعي مصر لنمو احتياطي الذهب... ما العائد؟

أحد محال الذهب في مصر (الصفحة الرسمية لشعبة الذهب)
أحد محال الذهب في مصر (الصفحة الرسمية لشعبة الذهب)

يبدو أن مصر تسعى لحلحلة أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بخطط بديلة، منها نمو الاحتياطي المصري من الذهب. وهو ما يثير التساؤل حول العائد من نمو احتياطي الذهب في مصر.
وبحسب تصنيف «مجلس الذهب العالمي»، فقد «احتلت مصر المركز الثالث بين الدول الأكثر نمواً في زيادة الاحتياطي من الذهب على مدار العام الماضي». وتشير بيانات «الذهب العالمي»، التي نُشرت في تقارير إخبارية بمصر، إلى أن «(البنك المركزي المصري) قام بشراء نحو 44.64 طن من الذهب، ليصل الاحتياطي من الذهب في مصر إلى 125.55 طن».
وارتفعت قيمة الذهب المسجَّل في احتياطي النقد الأجنبي خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، بقيمة 447 مليون دولار، حسب بيانات منشورة على الموقع الرسمي لـ«البنك المركزي المصري»، وقُدر هذا الارتفاع بثاني أكبر قفزة خلال العشرة أشهر السابقة. وأشارت البيانات إلى أن «قيمة الذهب المسجّل في احتياطي النقد الأجنبي وصلت إلى نحو 7 مليارات و773 مليون دولار، في نهاية يناير الماضي، مقابل 7 مليارات و326 مليون دولار في نهاية ديسمبر (كانون الأول)».
من جانبه، عقَّب الدكتور ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشؤون صناعة الذهب، على المسار الذي تتبعه مصر بقوله إن «تعزيز نمو احتياطي مصر من الذهب توجه استراتيجي من شأنه دعم العملة المحلية مقابل التقلبات الاقتصادية الراهنة، كذلك، فإن نمو (احتياطي الذهب) حائط الصد للاقتصاد المصري الذي تسعى القيادة السياسية إلى التحوط به». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «(البنك المركزي المصري) لديه خطة لرفع الاحتياطي الاستراتيجي من الذهب ليتخطى حاجز 200 طن، في إطار مساعٍ لتوفير مشتقات أخرى بخلاف الدولار، وبينها الذهب».
وكانت مصر قد أعلنت، نهاية يناير الماضي، عن تفاصيل أول سبيكة ذهب من منجم إيقات الذي تم اكتشافه منتصف العام الماضي في الصحراء الشرقية. ويقول فرج إن «ثمة اهتماماً توليه مصر بتعزيز صناعة الذهب». ويضيف أن «اكتشاف منجم إيقات يفسح المجال أمام آفاق جديدة لمصر، وبالفعل تسعى الحكومة لتطوير قوانين التنقيب عن الذهب الذي بات أداة جيدة لدعم الاقتصاد أمام التغيرات العالمية». وتمتلك مصر «نحو 100 منجم»، حسب تصريحات وزارة التموين المصرية، أبرزها منجم السكري، الذي «يضم 12 مليون أوقية من الذهب، وانضم له منجم إيقات، بقوة مليون أوقية من الذهب».
ووفق وزارة التموين: «شكلت مشتريات المصريين من الذهب العام الماضي (2022) نحو 40 طن سبائك ومشغولات وجنيهات ذهب، بزيادة عن 2021، الذي قُدرت فيه مشتريات الذهب بـ27.9 طن».
وعن تبعات نمو احتياطي مصر من الذهب، يرى الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير «مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية» أن «مساعي مصر تأتي بهدف التنوع والتحوط في مكونات الاحتياطي النقدي بمواجهة تذبذبات سعر صرف الدولار». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «المعدن الأصفر مخزن للقيمة، ومن ثم التحوط به نهج معمول به من جميع البنوك المركزية في العالم، التي تقوم بعمليات شراء الذهب ضمن مكونات الاحتياطيات النقدية لديها، للتحوط على المدى الطويل إزاء أي متغيرات اقتصادية قد تحدث».
واعتبر أبو زيد أن «نمو احتياطي الذهب لدى مصر خطة تساهم، على المدى الطويل، في دعم الاحتياطي النقدي لدى (البنك المركزي) ودعم العملة الوطنية». ويضيف: «تسعى الدولة راهناً إلى زيادة حجم الإنتاج المحلي من منجم السكري، فضلاً عن طرح مناقصات عالمية للتنقيب عن الذهب، وكذلك الاكتشافات الجديدة».



الين الأسوأ أداء عالمياً... والتدخل الياباني وشيك

مشاة يمرون أمام لوحة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية بطوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام لوحة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية بطوكيو (إ.ب.أ)
TT

الين الأسوأ أداء عالمياً... والتدخل الياباني وشيك

مشاة يمرون أمام لوحة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية بطوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام لوحة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية بطوكيو (إ.ب.أ)

تراجع سعر الين الياباني أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف يوم الثلاثاء، إلى أقل مستوياته منذ يوليو (تموز) الماضي، ليسجل أسوأ أداء بين كل العملات الرئيسية في العالم، حيث أرجع محللون التراجع إلى خروج المستثمرين الأفراد اليابانيين من السوق، بالإضافة إلى تثبيت سعر الفائدة الرئيسية في اليابان.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الاستثمارات عبر حساب مدخرات الأفراد الياباني، والتدفقات المرتبطة بسعر الفائدة الرئيسية، أسهمتا في تراجع العملة اليابانية.

ودفع تراجع الين وزير المالية الياباني كاتسونوبو ماتو، إلى التحذير من احتمال تدخل السلطات لمواجهة التحركات المفرطة لسعر الصرف.

وبحلول الساعة 15:10 بتوقيت طوكيو، كانت نسبة تراجع الين 0.1 في المائة إلى 157.73 ين لكل دولار، بعد أن كانت 0.5 في المائة، حين سجل 158.42 ين لكل دولار في بداية التعاملات.

وقال أكيرا موروجا، كبير محللي الأسواق في «أوزورا بنك»: «ندخل العام الجديد، ومن المحتمل أن نرى مبيعات للين من المستثمرين الأجانب عبر حساب مدخرات الأفراد... وبعد تثبيت سعر الفائدة الرئيسية تجاوز سعر صرف الدولار أمام الين أعلى مستوياته الأخيرة، لذا جاءت عمليات شراء الدولار التي تتبع الاتجاه مؤخراً».

وفي 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبقى بنك اليابان المركزي على سعر الفائدة الرئيسية عند مستواه الحالي دون تغيير، في الوقت الذي يشعر فيه مسؤولو السياسة النقدية بالقلق من المخاطر المرتبطة بالنشاط الاقتصادي والأسعار. وصوت أعضاء مجلس السياسة النقدية بالبنك المركزي في الاجتماع الأخير، بأغلبية 8 أعضاء مقابل عضو واحد، لصالح استمرار سعر الفائدة عند مستواه الحالي البالغ نحو 0.25 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2008.

يذكر أن بنك اليابان المركزي أنهى سياسة الفائدة السلبية في مارس (آذار) الماضي، ورفع سعر الفائدة إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز) الماضي. وشدد البنك السياسة النقدية اليابانية مرتين خلال العام الحالي.

وقال مجلس السياسة النقدية مراراً، إنه من الضروري الانتباه إلى التطورات في أسواق المال والنقد الأجنبية وتأثيراتها على النشاط الاقتصادي والأسعار في اليابان.

ومن جهة أخرى، صعد المؤشر نيكي الياباني بنحو 2 في المائة يوم الثلاثاء، بعد تراجعه لجلستين متتاليتين، وذلك بفضل ارتفاع أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق مقتفية أثر نظيراتها الأميركية.

وتقدم المؤشر نيكي 1.97 في المائة ليغلق عند 40083.3 نقطة. وارتفع سهم شركة «طوكيو إلكترون» لصناعة معدات تصنيع الرقائق 11.25 في المائة، ليمنح أكبر دفعة للمؤشر نيكي. وصعد سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق 4.72 في المائة.

وقال كينتارو هاياشي، كبير الباحثين الاستراتيجيين في «دايوا» للأوراق المالية: «يبدو أن السوق تراهن على إمكانات الأسهم الكبيرة، التي يفضلها المستثمرون الأجانب».

وارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 والمؤشر ناسداك المجمع الليلة السابقة، إلى أعلى مستوياتهما في أكثر من أسبوع، بدعم من ارتفاع أسهم شركات الرقائق وتقرير أشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد تفرض رسوماً جمركية أقل من المتوقع.

وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.1 في المائة إلى 2786.57 نقطة.

ومن بين الشركات الأخرى، ارتفع سهم شركة صناعة الرقائق «رينيساس إلكترونيكس» 7 في المائة، وسهم شركة تصنيع أجهزة الرقائق «ديسكو» 7.5 في المائة.

وتقدم قطاع البنوك مع ارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية، إذ ارتفع سهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية 3.28 في المائة، وسهم مجموعة سوميتومو ميتسوي المالية 2.25 في المائة.

وتراجع سهم نيبون ستيل 1.52 في المائة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الصلب يوم الثلاثاء، إن الشركة لن تتخلى أبداً عن التوسع في الولايات المتحدة.

وورفعت شركتا «يو.إس ستيل» و«نيبون ستيل» دعوى قضائية على الإدارة الأميركية مساء الاثنين، قالتا فيها إن الرئيس جو بايدن منع دون سند من القانون، عرضاً قيمته 14.9 مليار دولار قدمته الثانية لشراء الأولى من خلال مراجعة «صورية» لاعتبارات الأمن القومي.

ومن بين أكثر من 1600 سهم متداول في بورصة طوكيو، ارتفع 49 في المائة منها، وانخفض 46 في المائة، بينما لم يطرأ تغير يذكر على 4 في المائة.

وفي غضون ذلك، تراجعت عائدات السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات من أعلى مستوياتها في الجلسة، واستقرت يوم الثلاثاء بعد أن شهد مزاد طلباً قوياً.

وارتفع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى 1.135 في المائة، لكنه استقر في أحدث تداولات عند 1.125 في المائة.

وقال ميكي دين، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة اليابانية لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «تتبع العائد عائدات سندات الخزانة الأميركية ارتفاعاً في وقت سابق من الجلسة، لكنه تراجع قبل المزاد وسط توقعات بأن المزاد سيجذب المستثمرين».

وقال الاستراتيجيون إن المزاد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات لاقى استقبالاً جيداً، حيث تقلص «الذيل» - وهو الفجوة بين أدنى سعر ومتوسط ​​السعر - إلى 0.01 نقطة من 0.05 نقطة في المزاد السابق، وهي علامة على الطلب القوي.

كما ارتفعت العائدات على آجال استحقاق أخرى، لتقتفي أثر عائدات سندات الخزانة الأميركية المرتفعة.

وسجل العائد القياسي لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) بين عشية وضحاها، بينما سجل العائد لأجل 30 عاماً أعلى مستوى له في 14 شهراً، قبل مزاد سندات الخزانة للديون طويلة الأجل على مدار اليومين المقبلين. وارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل عامين بمقدار 0.5 نقطة أساس إلى 0.63 في المائة، وارتفع العائد لأجل 5 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس إلى 0.785 في المائة.