قدّرت منظمة الصحة العالمية وصول عدد المتضرّرين من الزلزال المدمّر، الذي أودى بحياة الآلاف في تركيا وسوريا أول من أمس (الاثنين)، إلى 23 مليوناً. وقالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية، أديلهايد مارشانغ، أمام اللجنة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة، أمس (الثلاثاء): «تُظهر خريطة الأحداث توقع أن يبلغ عدد الذين يحتمل أن يكونوا تأثروا (بالزلزال) 23 مليوناً، بينهم نحو 5 ملايين في وضع ضعف».
وقالت «الصحة العالمية» في تغريدة على «تويتر» إن «السلطات الوطنية تركز على عمليات البحث والإنقاذ في الوقت الحالي»، مشيرة إلى أنها تتوقع زيادة في الحاجة إلى الرعاية المتعلقة بالإصابات لعلاج الجرحى، ودعم النظام الصحي بأكمله في المناطق المتضررة، لتقديم مجموعة من خدمات الرعاية في حالة تضرر المرافق الصحية. وأفادت بأنها «فعلت شبكة فرق الطوارئ الطبية التابعة للمنظمة بهدف توفير الرعاية الصحية الأساسية للمصابين والأكثر ضعفاً لمن تضرروا من الزلزال».
من جانبه؛ أفاد «صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)» بأن «آلاف الأطفال والأسر عرضة للخطر». وقالت المديرة التنفيذية لـ«اليونيسيف»، كاثرين راسل، إن «الصور التي نراها من سوريا وتركيا مؤلمة». وأضافت: «تتمثل أولويتنا العاجلة في ضمان حصول الأطفال والأسر المتضررة على الدعم الذي يحتاجون إليه بشدة». ونبهت إلى أنه «لا يزال الأطفال في سوريا يواجهون واحداً من أكثر الأوضاع الإنسانية تعقيداً في العالم».
سوريا
في غضون ذلك، قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن تدفق المساعدات المهمة التي تنقلها المنظمة من تركيا إلى شمال غربي سوريا توقف مؤقتاً بسبب الأضرار التي لحقت بالطرق ومشكلات لوجيستية أخرى مرتبطة بالزلزال العنيف. وقال مسؤول كبير عن المساعدات في الأمم المتحدة إن هذه الاحتياجات زادت الآن، مما يجعل مئات الشاحنات التي تدخل سوريا عبر تركيا كل شهر محملة بمواد غذائية وطبية ومساعدات أخرى أكثر أهمية.
وقالت ماديفي سون سوون، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لـ«رويترز»: «بعض الطرق معطل وبعضها الآخر لا يمكن الوصول إليه. هناك مشكلات لوجيستية تحتاج إلى حل». وأضافت: «ليست لدينا صورة واضحة عن موعد الاستئناف» في تدفق المساعدات.
ومع ارتفاع حصيلة مؤكدة للقتلى في سوريا لأكثر من 1600، رجحت فرق إنقاذ على الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المستمرة منذ 12 عاماً في البلاد أن مئات الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض. وذكرت سون سوون أن رجال الإغاثة يعانون أيضاً من محدودية المياه والكهرباء بينما يبحثون عن زملائهم وأحبائهم.
تركيا
وفي أعقاب تأكيد الولايات المتحدة استعدادها لتقديم «أي وكل مساعدة» لتركيا، عبر اتصالات أجراها كبار المسؤولين فيها بنظرائهم الأتراك، ذكرت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» أن واشنطن نشرت فريقاً من المختصين في التعامل مع الكوارث، وأنها بصدد نشر فريقين للبحث والإنقاذ من فرجينيا وكاليفورنيا من المتوقع أن يضم كل منهما 79 شخصاً. وأوضحت مديرة «الوكالة»، سامانثا باور، أن الفريق «يقوم بتقييم الوضع وتحديد الحاجات الإنسانية ذات الأولوية والعمل على (توفير) البحث والإنقاذ».