روسيا لزيادة التعاون الأمني مع مالي

لافروف زار باماكو وندد بـ«نهج الغرب الاستعماري»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (يسار) مع نظيره المالي عبد الله ديوب في باماكو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (يسار) مع نظيره المالي عبد الله ديوب في باماكو (أ.ف.ب)
TT

روسيا لزيادة التعاون الأمني مع مالي

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (يسار) مع نظيره المالي عبد الله ديوب في باماكو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (يسار) مع نظيره المالي عبد الله ديوب في باماكو (أ.ف.ب)

وسط انتقادات غربية متصاعدة لدورها في مالي، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مالي، اليوم (الثلاثاء)، عقب تسليمها مساعدات عسكرية من موسكو.
والأسبوع الماضي، سلمت موسكو مالي أسلحة وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز «مي - 35 إم» (Mi-35M) ونظام رادار جوياً متقدماً، ضمن جهودها لتوثيق العلاقات بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف، قال وزير خارجية مالي عبد الله ديوب اليوم، إن حكومة بلاده قد تطلب المساعدة من روسيا في التعامل مع التحديات الداخلية الملموسة التي تمر بها البلاد حالياً. وأضاف أن روسيا «تستجيب بشكل فعال لاحتياجات بلاده في مجال تعزيز قوات الأمن والدفاع».
ومنذ تولي الحكم في مالي، في أغسطس (آب) 2020، تبنى المجلس العسكري بقيادة أسيمي غويتا، تقارباً في العلاقات مع موسكو بعد طرد قوات فرنسا المستعمرة السابقة من البلاد.
وزار العديد من المسؤولين الماليين موسكو، لكن زيارة لافروف لباماكو هي «الأولى من نوعها» التي تهدف إلى ترسيخ «ديناميكية جديدة» للتعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين، حسب وزارة الخارجية المالية.
من جانبه، أكد لافروف أن بلاده «ستواصل مساعدة مالي على تحسين قدراتها العسكرية»، ووصف المساعدات العسكرية الروسية لمالي في الأشهر الماضية بأنها أسهمت «بشكل كبير في تطوير قدرة القوات المسلحة وقوات الأمن في مالي في القضاء على التهديد الإرهابي».
وأضاف لافروف أن بلاده ستطور علاقات تجارية واستثمارية مع مالي، علاوة على شراكات في الاستكشاف الجيولوجي والنقل والزراعة، كما أعرب عن أمله في أن يبدأ توريد القمح ومنتجات البترول من روسيا إلى مالي قريباً.
وخلال المؤتمر الصحافي، قال لافروف إن على الدول الغربية قبول «حقيقة أن العالم يتغير»، واصفاً ردود الأفعال السلبية لدول الغرب على تعزيز روسيا تعاونها مع مالي بأنه «أحد مظاهر النهج الاستعمارية». وقال: «نرى، مع أصدقائنا الماليين ومع الغالبية العظمى من البلدان الأفريقية الأخرى، أن العواصم السابقة بحاجة إلى نسيان كيف استولت على هذه الأراضي، وكيف استغلت هذه القارة».
والشهر الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي تواجه مستقبلاً غامضاً، وأضاف أن شراكة مالي الأمنية طويلة الأمد مع فرنسا وآخرين تدهورت بسبب مخاوف بشأن أفراد مجموعة (فاغنر) الروسية، الذين يعملون لدعم القوات المسلحة المالية» وهو ما قال إن «المسؤولين الروس اعترفوا به علناً».
ودعا خبراء من الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل وعاجل في انتهاكات لحقوق الإنسان، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية «محتملة» ربما تكون قد ارتكبتها القوات الحكومية ومجموعة «فاغنر» الروسية في مالي.
وتتهم دول غربية، في مقدمتها فرنسا وحلفاؤها الأوروبيون، المجلس العسكري الحاكم في مالي بالاستعانة بمجموعة «فاغنر» بارتكاب تجاوزات، لكن المجلس العسكري الحاكم ينفي ذلك، ويقول إن الأمر يتعلق بوجود مدربين روس على غرار المدربين الأوروبيين.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» رأى رامي زهدي الخبير في الشؤون الأفريقية أن زيارة لافروف لمالي تاريخية فهي أول زيارة روسية على هذا المستوى الدبلوماسي لـ«باماكو». وقال زهدي: «يعكس توقيت الزيارة تحدياً روسياً ومالياً للقوى الغربية، كما تعكس تصريحات الجانبين الانتقال لمستوى أعمق من العلاقات».
ورأى زهدي أن ما تفعله موسكو من تقديم مساعدات عسكرية كبيرة للجيش المحلي في مالي لم يحدث من قبل الفرنسيين قبل مغادرتهم البلاد، وأن ذلك يأتي في سياق تقديم موسكو نفسها كبديل منصف للفرنسيين لا يهدف إلى استغلال الموارد دون فوائد تعود على البلاد الأفريقية.
وأضاف أن فرنسا رغم الخروج الرسمي لقواتها من باماكو، ما زالت هي صاحبة النفوذ الأكبر بما لها من تاريخ طويل هناك، وتغلغل في السياسة والاقتصاد وبقية المجالات. وقال: «من الصعب أن نلمس دوراً روسياً فارقاً في الوقت الحالي لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، لكن الدعم الروسي في المجالات المختلفة يكتسب زخماً شعبياً جيداً قد يتزايد ويتطور بالتراكم». وأكد زهدي أن هذا النفوذ الروسي المتنامي «ستتم محاربته باستمرار من قبل فرنسا والقوى الغربية».


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الكرملين، اليوم (الأحد)، إن روسيا يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

وأضاف الكرملين في بيان، أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل مزداد، مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولوح الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي، من القيود المفروضة على العقيدة النووية، ليصبح من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

وتعقيباً على ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية.

وقالت كارين جان - بيار: «إنه الخطاب غير المسؤول نفسه الذي نسمعه من جانب روسيا منذ عامين»، بعدما زادت موسكو من احتمال لجوئها إلى السلاح النووي.