علاج مناعي جديد مبشّر لسرطان المبيض

علاج مناعي جديد مبشّر لسرطان المبيض
TT
20

علاج مناعي جديد مبشّر لسرطان المبيض

علاج مناعي جديد مبشّر لسرطان المبيض

«CAR T-cell» نوع معين من علاج السرطان يتم فيه برمجة الخلايا التائية في الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية. وهو فعال في الفئران المصابة بسرطان المبيض، وفقًا لدراسة نُشرت في «The Journal for ImmunoTherapy of Cancer». لذا يأمل الباحثون، الذين يعملون في «Karolinska Institutet» بأن يمهد هذا الاكتشاف الطريق لتجربة سريرية لمعرفة مدى فعالية العلاج بالنسبة للنساء المصابات بالمرض، وفق «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
ووفق الموقع، يُعد العلاج بالخلايا التائية CAR نوعا جديدا نسبيًا من العلاج المناعي الذي يتضمن استخراج الخلايا المناعية للمريض (المعروفة باسم الخلايا التائية) من الدم وحقنها في المختبر بجين جديد يهاجم على وجه التحديد جزيئا يسمى مستقبل المستضد الخيمري (CAR) على سطح الخلايا السرطانية. وعند إعادتها إلى المرضى، تكون الخلايا التائية أكثر عدوانية وتهاجم الخلايا السرطانية مثل الصواريخ الموجهة.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، تقول الدكتورة إيزابيل ماغالهايس المشاركة بالدراسة بقسم علم الأورام والأمراض بمعهد كارولينسكا ان «هذا العلاج متاح حاليًا لمرضى سرطان الدم، ونريد التحقق مما إذا كان بإمكاننا استخدام الطريقة لعلاج سرطان المبيض». مبينة «على الرغم من العديد من التحسينات في العلاج المتاح، إلا أن تشخيص النساء المصابات بسرطان المبيض لا يزال ضعيفًا».
جدير بالذكر، حتى الآن، ثبت أن العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية غير فعال إلى حد كبير ضد الأورام الصلبة.
وفي هذا الاطار، يقول الدكتور جوناس ماتسون الأستاذ الزائر بمعهد كارولينسكا «غالبًا ما تنشأ الأورام في بيئة غير مواتية للخلايا التائية. ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض مستوى الأكسجين. هذا يمكن أن يتسبب في تحييد الخلايا التائية المهاجمة، ما يضعف التأثير العلاجي. لذلك أردنا فحص ما إذا كان لا يزال يعمل».
وتحتوي العديد من أورام المبيض على «mesothelin» (نوع من أنواع البروتينات الموجودة في الجسم)، وأراد الباحثون اختبار ثلاثة أنواع من جزيء CAR المبرمج لمهاجمة هذا البروتين المعين. لذلك قاموا بتعريض خلايا سرطان المبيض مرارًا وتكرارًا لخلايا (CAR T) المبرمجة في أنابيب اختبار وأجروا عدة تجارب على الفئران.
فأطالت جميع الخلايا التائية الثلاث CAR T حياة الفئران المصابة بالسرطان بشكل ملحوظ مقارنة بتلك الموجودة في المجموعة الضابطة، حيث أثبت النوع الذي يُدعى M1xx CAR T الخلايا الأكثر فاعلية. وشهدت الفئران التي تم حقنها بالخلايا التائية التي تعبر عن هذا الجزيء المعين انخفاضًا في حجم الورم وعاشت لفترة أطول من غيرها. كما تم علاج العديد من الفئران؛ «ففي العديد من الفئران، لم يتبق لدينا أي خلايا ورمية يمكننا اكتشافها، واستمر التأثير بعد ثلاثة أشهر من بدء العلاج. وهذا دليل على أن العلاج المناعي باستخدام خلايا CAR T التي تهاجم بروتين mesothelin هو علاج واعد لسرطان المبيض»، حسب ماتسون، التي تقول «نأمل أن يمهد هذا الاكتشاف الطريق لدراسة إكلينيكية. هدفنا هو التنبؤ بالظروف المثلى لإنتاج خلايا CAR T قادرة على التسلل ومهاجمة الورم والبقاء على قيد الحياة في أجسام النساء المصابات بسرطان المبيض».


مقالات ذات صلة

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

صحتك الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة، فكيف تؤثر على صحتنا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)

8 أعشاب وتوابل مفيدة للهضم في الصيف الحار

خلال أشهر الصيف الحارة والرطبة، قد يتباطأ الجهاز الهضمي، ويصبح خاملاً بسبب الحرارة والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

تُعدّ الهبات الساخنة والأرق وتقلبات المزاج جزءاً مزعجاً من انقطاع الطمث لدى كثير من النساء. لكن زيادة أعراض انقطاع الطمث قد تعني أيضاً تدهوراً في صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)

8 علامات تحذيرية تُشير إلى انخفاض مستويات فيتامين «د» لديك

يُعد فيتامين «د» من أهم العناصر الغذائية، فهو ضروري للحفاظ على قوة العظام، وصحة الجهاز المناعي، والحيوية العامة... فما علامات نقصه في جسمك؟ وكيف تُعززه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة باكستانية ترفع الأثقال في صالة للألعاب الرياضية (إ.ب.أ)

هل يمكن لرفع الأثقال حمايتك من الخرف؟

اعتباراً من عام 2021، قدَّر الباحثون أن نحو 57 مليون شخص حول العالم يُعانون من الخرف، وهي حالة عصبية تؤثر في ذاكرة الشخص.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

خطأ في التخصيب الصناعي يؤدي إلى ولادة طفل لأسرة أخرى

عيادة «موناش» للتلقيح الصناعي في بريزبن أستراليا (أسوشييتد برس)
عيادة «موناش» للتلقيح الصناعي في بريزبن أستراليا (أسوشييتد برس)
TT
20

خطأ في التخصيب الصناعي يؤدي إلى ولادة طفل لأسرة أخرى

عيادة «موناش» للتلقيح الصناعي في بريزبن أستراليا (أسوشييتد برس)
عيادة «موناش» للتلقيح الصناعي في بريزبن أستراليا (أسوشييتد برس)

في حادثة صادمة أثارت جدلاً، أنجبت امرأة أسترالية طفلاً ليس لها بعد أن حدث خطأ في عملية التخصيب الصناعي أدَّى إلى زراعة جنين يعود إلى أسرة أخرى في رحمها.

وتسبب هذا الخطأ بصدمة وغضب لدى الأسر المعنية، التي بدأت درس اتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة «موناش»، إحدى الشركات الرائدة في مجال التخصيب الصناعي، وفقاً لصحيفة «التايمز».

وأفادت صحيفة «هيرالد صن» في مدينة ملبورن بأن الحادث وقع في مدينة بريزبن العام الماضي، ولكن الأسر لم تكتشف الخطأ إلا في فبراير (شباط) الماضي عندما تبيَّن أن شركة قد ألقت باللوم على خطأ بشري في الحادث.

وفي بيان له، قال مايكل كناپ، الرئيس التنفيذي للشركة، إن الشركة تأسف بشدة لهذا الخطأ، مشيراً إلى أن العيادة تشعر بحزن عميق. وأضاف: «نعتذر لجميع الأطراف المعنية، وسنواصل دعم المرضى في هذا الوقت العصيب».

وعلى الرغم من أن حالات الخلط في الأجنة تُعدُّ نادرة فإنها ليست غير معروفة. ففي عام 2019، اكتشف زوجان في ولاية كاليفورنيا أنهما كانا يربيان أطفالاً ليسا لهما، ليُقررا في النهاية تبادل بناتهما الرضيعات بعد بلوغهن 6 أشهر.

وقالت شركة «موناش» في بيان رسمي إنها أكَّدت وقوع الحادث في إحدى عياداتها؛ حيث تم نقل جنين يعود إلى شخص آخر عن طريق الخطأ، ما أدَّى إلى ولادة الطفل.

وجرى اكتشاف الخطأ عندما طلب الوالدان البيولوجيان نقل الأجنة المتبقية المجمدة إلى مزود آخر للتخصيب الصناعي. وعندها تبيَّن أن أحد الأجنة المتبقية يعود إلى أسرة مختلفة.

وبعد اكتشاف الخطأ، نظمت العيادة اجتماعاً مع الأسرتين للاعتذار وتقديم الدعم. كما أكدت أنها طلبت من محامٍ بارز في ملبورن التحقيق في كيفية حدوث الخلط.

وتُعدُّ هذه القضية فريدة من نوعها من الناحية القانونية؛ حيث تُشير سارة جيفورد، محامية الأسرة المتخصصة في قوانين الأم البديلة والتخصيب بواسطة المتبرعين، إلى أن القضية قد تضع سابقة قانونية في أستراليا؛ خصوصاً مع غموض في مسألة حقوق الوالدين البيولوجيين والقانونيين.

من جانبها، قالت إميلي هارت، من فريق الأخطاء الطبية في مكتب المحاماة أرنولد توماس وبكر في ملبورن، إن القضية قد تتطلب تسوية مالية ضخمة إذا قررت الأسر رفع دعوى قانونية بسبب الأذى النفسي والإهمال الطبي. كما أشارت إلى أن مسألة الحضانة ستكون إحدى القضايا الشائكة التي ستُواجه الأسر في المستقبل.

وتأتي هذه الفضيحة ضمن سلسلة من المشكلات التي تعرضت لها الشركة؛ حيث كانت قد وافقت العام الماضي على دفع 56 مليون دولار أسترالي (ما يعادل 26.6 مليون جنيه إسترليني) لتسوية قضايا مع مئات الأسر، بسبب تدمير الأجنة السليمة نتيجة اختبارات فحص جيني خاطئة.

هذه الحادثة تُثير تساؤلات حول المسؤولية القانونية لشركات التخصيب الصناعي، وأثر ذلك على الأسر المتأثرة، وتضع كثيراً من الضغوط على النظام القضائي في أستراليا لمعالجة مثل هذه القضايا الحسَّاسة.